إسرائيل في حالة حرب - اليوم 536

بحث

40 مصابا بينهم 12 حالة خطيرة يرقدون في المستشفيات بعد أعمال شغب المهاجرين الإريتريين في تل أبيب

تقارير عن مشاهد فوضى في مركز قيادة الشرطة، وتولي المفوض شبتاي السيطرة المباشرة، بعد ظهور عدم استعداد الشرطة لمواجهة الفوضى التي وقعت يوم السبت في جنوب تل أبيب

نشطاء مناهضون للحكومة الإريترية (يسار) يشتبكون مع مؤيدي الحكومة الإريترية، في تل أبيب، إسرائيل، 2 سبتمبر 2023 (AP Photo / Ohad Zwigenberg)
نشطاء مناهضون للحكومة الإريترية (يسار) يشتبكون مع مؤيدي الحكومة الإريترية، في تل أبيب، إسرائيل، 2 سبتمبر 2023 (AP Photo / Ohad Zwigenberg)

لا يزال أكثر من 40 شخصا يرقدون في المستشفى صباح الأحد، 12 منهم في حالة خطيرة، متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال اشتباكات عنيفة استمرت لساعات في جنوب تل أبيب بين مؤيدي ومعارضي الحكومة الإريترية يوم السبت.

وقال مركز إيخيلوف الطبي في تل أبيب إن 24 شخصا ما زالوا يتلقون العلاج، من بينهم سبعة في حالة خطيرة. وأفاد المستشفى إن الإصابات لا تهدد الحياة.

ولا يزال أربعة أشخاص في في مركز شيبا الطبي في رمات غان، ثلاثة منهم في حالة حرجة. وتم نقل شرطي إلى وحدة جراحة الأعصاب في المستشفى في حالة متوسطة بعد إزالة قطعة من موقد تخييم من رأسه.

وقالت زوجة الضابط رينات لإذاعة “كان” الأحد: “خرج من مركز الشرطة. بالكاد تمكن من ملاحظة خمسة أو ستة [مهاجرين] يقفون هناك، على بعد خمسة أمتار منه. لم يكن لديه حتى فرصة للتفكير وهاجموه… إنه يعمل في وظيفة إدارية. لقد هاجموه عند المدخل”.

وتم نقل مصابين آخرين إلى مستشفيات بيلنسون في بيتح تكفا، وولفسون في حولون، شامير في ريشون لتسيون، ومئير في كفار سابا.

وتم اعتقال حوالي 50 شخصا في أعقاب أعمال الشغب في تل أبيب، التي أدت إلى إصابة حوالي 170 شخصا، من بينهم 50 شرطيا. وكانت إصابات ضباط الشرطة في الغالب عبارة عن كدمات، ونتجت الكثير منها عن الحجارة وغيرها من الأجسام.

مركز ايخيلوف الطبي في تل ابيب، 10 نوفمبر 2020 (Yossi Aloni / Flash90)

وبينما كانت الشرطة على علم باحتمال وقوع اشتباكات خارج المكان الذي كان من المقرر أن تعقد فيه السفارة الإريترية في تل أبيب حدثا رسميا للاحتفال بالذكرى الثلاثين لصعود حاكم البلاد إلى السلطة، إلا أنها قالت إنها “فوجئت” من شدتها. وتم نشر قوات ضخمة بشكل سريع عندما أدرك المسؤولون حجم الاضطرابات.

ووصفت مصادر في الشرطة لم تذكر اسمها، تحدثت لصحيفة “هآرتس” يوم الأحد، الفوضى التي حدثت في مركز القيادة المتقدمة للقوة مع اندلاع أعمال الشغب.

وقال مسؤول كبير للصحيفة: “اليد اليمنى لم تكن تعرف ماذا تفعل اليسرى”.

وقال أحد المصادر لصحيفة “هآرتس” إن مفوض الشرطة كوبي شبتاي وصل في النهاية وتولى السيطرة المباشرة على الوضع من قائد شرطة منطقة تل أبيب بيرتس عمار، غاضبا من الفوضى التي شهدها.

المفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي (من اليسار)، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في موقع هجوم في مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة الغربية، خارج القدس، 1 أغسطس، 2023. (Chaim Goldberg / Flash90)

وقد حل عمار، رئيس المنطقة الجنوبية سابقا، محل القائد الإقليمي السابق عميحاي إشيد مؤخرا.

وتم طرد إشيد من منصبه من قبل شبتاي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، حيث ورد أن الأخير كان غير راض عن نهج إشيد المتساهل على حد قوله تجاه المتظاهرين ضد الإصلاح القضائي، حيث قاوم مرارا مطالب الوزير بشن حملة قمع أكثر صرامة ضد سد المتظاهرين للطرق.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلة السبت إنه سيبحث مع الوزراء إمكانية ترحيل المهاجرين الذين تصرفوا بعنف.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضر الجلسة الأسبوعية للحكومة في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 25 يونيو، 2023. (Abir Sultan / Pool Photo via AP)

وقال مكتب نتنياهو إن “رئيس الوزراء قرر تشكيل فريق وزاري خاص لمراجعة إمكانية اتخاذ إجراءات ضد المتسللين غير الشرعيين الذين شاركوا في الاضطرابات، بما في ذلك الترحيل”. وبحسب الإعلان فإن الفريق سيجتمع يوم الأحد.

يرفض معسكر اليمين في إسرائيل إلى حد كبير ادعاءات المهاجرين الأفارقة بأنهم يطلبون اللجوء ويشير بشكل روتيني إلى جميع المهاجرين، بغض النظر عن الدوافع والظروف، على أنهم “متسللون غير شرعيين”.

اندلعت الفوضى وسط مظاهرة ضد حدث رسمي للحكومة الإريترية – بمناسبة الذكرى الثلاثين لصعود الرئيس أسياس أفورقي إلى السلطة. وصل معارضو النظام، الذين ارتدوا الزي الأزرق، إلى الموقع الذي أقيم فيه الحدث للتظاهر ضد المؤيدين الذين ارتدوا اللون الأحمر. وسرعان ما تحولت المسيرات إلى أعمال عنف استمرت لعدة ساعات.

طالبو لجوء إريتريون يتظاهرون ضد النظام، في تل أبيب، 2 سبتمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

واستخدم الإريتريون من كلا المعسكرين أخشابا تُستخدم لأغراض البناء وقطع معدنية وحجارة وبلطات خلال المواجهات التي وقعت في أحد أحياء جنوب تل أبيب حيث يقيم عدد كبير من طالبي اللجوء. وحطم المتظاهرون واجهات متاجر وسيارات للشرطة في المنطقة.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والذخيرة الحية بينما حاول شرطيون على الجياد السيطرة على المتظاهرين الذين اخترقوا الحواجز ورشقوا الشرطة بالحجارة.

وقالت الشرطة إن عناصرها لجأوا إلى استخدام الذخيرة الحية عندما شعروا أن حياتهم في خطر.

وقال مسؤول كبير في الشرطة للقناة 12 يوم السبت: “لو لم نكن هناك اليوم ولو لم نتدخل بين مجموعتي المتظاهرين – مؤيدي النظام ومعارضيه – لكنا نقوم بإحصاء الجثث”.

“لقد قمنا بحماية أنفسنا وحاولنا [الفصل بين الطرفين] وتهدئة الميدان. كان هناك أفراد شرطة الذي خشوا على حياتهم واضطروا إلى استخدام الذخيرة الحية. لقد استخدموا القنابل الصوتية لتفريق الحدث”.

وقال مدير مركز إيخيلوف الطبي في تل أبيب، حيث عولج العديد من الجرحى، يوم السبت أنه “لا يتذكر” حدثا طبيا بهذا الحجم بالنسبة للمستشفى.

وقال حاييم بوبليل، قائد الشرطة في منطقة ياركون، إن السلطات نسقت مع الجانبين في الفترة التي سبقت الحدث، لكن الطرفين لم يلتزما بالمتطلبات التي وضعتها الشرطة.

سيارة شرطة تضررت جراء أعمال شغب لطالبي لجوء إريتريين خلال احتجاج ضد النظام في تل أبيب، 2 سبتمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقال بوبليل إن “معارضي النظام اخترقوا الحواجز واشتبكوا مع الشرطة وقاموا بإلقاء الحجارة والأسيجة. استخدمنا أساليب تفريق الحشود، وفوجئنا بحدة أعمال العنف”

وأضاف أن أحداث العنف تمثل “انتهاكا لجميع الأعراف التي نسمح بها. وقد خلق ذلك وضعا اضطررنا فيه إلى استخدام وسائل شديدة، بما في ذلك استخدام أفراد الشرطة للذخيرة الحية”.

وقال ممثلو الجالية الإريترية في إسرائيل إنهم حذروا الشرطة قبل أسبوع بشأن تهديدات بأعمال عنف تحيط بالحدث الذي استضافته السفارة الإريترية.

ويشكل الإريتريون أغلبية أكثر من 30 ألف طالب لجوء أفريقي في إسرائيل. وصل معظم طالبي اللجوء إلى إسرائيل عبر مصر بين عامي 2007-2012.

ويقول الذين وصلوا إنهم فروا من الخطر والاضطهاد من دولة اكتسبت لقب “كوريا الشمالية الإفريقية”، حيث يتم فرض التجنيد العسكري القسري مدى الحياة في ظروف تشبه العبودية.

في إسرائيل، يواجه المهاجرون وطالبو اللجوء مستقبلا غامضا حيث تبذل الدولة محاولات لجعل حياتهم صعبة وترحيلهم. الوضع القانوني لمعظم أفراد الجالية الإريترية في إسرائيل هو وضع “متسلل”، حيث لا يتم فحص طلبات اللجوء في كثير من الأحيان، أو يتم رفضها على الفور، أو لا يتم تقديمها مطلقا من قبل المهاجرين.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن