إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

4 قتلى في إطلاق نار إسرائيلي بالقرب من موقع إغاثة في غزة؛ والجيش يقول أنه أطلق طلقات تحذيرية فقط

بحسب مسعفين، تعرض الفلسطينيون لإطلاق النار عندما كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة؛ مؤسسة غزة الإنسانية تبدأ في توزيع المساعدات بشكل مباشر بدلا من تسليمها في مواقع التوزيع، على أمل تجنب حماس

أشخاص يحملون مواد إغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية ، وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، أثناء عودة فلسطينيين نازحين من مركز لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة، 8 يونيو 2025. (Eyad BABA / AFP)
أشخاص يحملون مواد إغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية ، وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، أثناء عودة فلسطينيين نازحين من مركز لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة، 8 يونيو 2025. (Eyad BABA / AFP)

قال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون برصاص القوات الإسرائيلية يوم الأحد عندما تعرض فلسطينيين كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة لإطلاق نار.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته فتحت النار في جنوب غزة لكنه قال إن طلقات تحذيرية أطلقت على مجموعة من الأشخاص كانت تتحرك باتجاه الجنود وتم اعتبارها تهديدا لهم.

وهذه هي أحدث واقعة إطلاق نار بالقرب من نقاط توزيع المساعدات في جنوب غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة عمليات توزيع المساعدات أواخر الشهر الماضي.

وقال مسعفون فلسطينيون إنهم نقلوا جثث أربعة أشخاص قتلوا في وقت مبكر من يوم الأحد بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت وسائل إعلام مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بأن الجيش الإسرائيلي فتح النار قرب موقع لتوزيع المساعدات في رفح تديره مؤسسة غزة الإنسانية.

وقال بيان الجيش الإسرائيلي إن من أطلق صوبهم أعيرة تحذيرية قبل فجر يوم الأحد تلقوا تحذيرات شفهية لمغادرة المنطقة التي اعتبرت منطقة عسكرية نشطة في ذلك الوقت.

قوات “غولاني” تعمل في خان يونس في قطاع غزة في 3 يونيو 2025، صورة مقدمة من الجيش الإسرائيلي. (Israel Defense Forces)

وذكر الجيش أن على السكان التنقل فقط من وإلى مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة بين السادسة صباحا والسادسة مساء بالتوقيت المحلي مع اعتبار تلك المسارات في باقي ساعات اليوم مناطق “عسكرية مغلقة”.

وأقر الجيش بصحة التقارير التي تتحدث عن وقوع إصابات لكنه لم يحدد عدد من يعتقد أنهم تأذوا أو أصيبوا بالرصاص.

وروت سناء دغمة عن مقتل زوجها خالد البالغ من العمر 36 عاما بطلقة في الرأس لدى محاولته الوصول إلى موقع لتوزيع المساعدات في رفح ليجلب الطعام لأطفالهما الخمسة.

وقالت سلوى، وهي من أقاربه، خلال الجنازة إنه كان ذاهبا للحصول على الطعام لنفسه ولأطفاله ليتمكنوا من الصمود، لأنهم لا يملكون ذرة طحين في منزلهم.

أشخاص يحملون مواد إغاثة من مؤسسة غزة الإنسانية ، وهي منظمة إغاثة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، أثناء عودة فلسطينيين نازحين من مركز لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة، 8 يونيو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وتوزع مؤسسة غزة الإنسانية هذه المساعدات بموجب مبادرة إسرائيلية تتخطى كل وكالات الإغاثة التقليدية التي تقول إن تسليمها للمساعدات في القطاع الذي تحاصره إسرائيل مقيد. ولم ترد المؤسسة بعد على طلبات للحصول على تعليق.

توزيع المساعدات مباشرة

منذ بدء عملياتها في أواخر الشهر الماضي، افتتحت مؤسسة غزة الإنسانية ثلاثة مراكز في جنوب غزة، لم يعمل منها سوى اثنين في الأيام الأخيرة، وبشكل غير منتظم.

يوم الأحد، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها سلمت أيضا 11 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قادة المجتمع المحلي لتوزيعها في شمال رفح، كجزء من برنامج تجريبي سيشهد تسليم الإمدادات مباشرة إلى سكان غزة، بدلا من إجبارهم على السير لمسافات طويلة وعبور خطوط الجيش الإسرائيلي من أجل الحصول على المساعدات.

وردا على سؤال حول الجوانب اللوجستية لطريقة التسليم الجديدة، قال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية للصحفيين إن الشاحنات سلمت المواد الغذائية ”في مراكز سكانية خارج [المراكز الثلاثة للمساعدات]، من أجل تخفيف الضغط على المراكز الرئيسية“. وأوضح المتحدث أن ”الصناديق توزع مباشرة على الناس“ بدلا من المستودعات، لتفادي عناصر حماس.

وقالت الوكالة: ”سنراجع العمليات ونقرر ما إذا كان هذا خيارا قابلا للتطبيق في المستقبل“.

كما قالت المؤسسة إنها تعتزم فتح مواقع إضافية في شمال غزة. كما بدأت مؤخرا في تشغيل ”ممر مخصص للنساء والأطفال فقط لضمان حصولهم على المساعدات“، حسبما قال المدير التنفيذي المؤقت للوكالة جون أكري.

وزعمت الوكالة أنها سلمت آلاف صناديق المواد الغذائية في جميع أنحاء غزة ”دون وقوع حوادث“ على الرغم من مزاعم بقيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار بالقرب من مواقع المساعدات.

واجهت الوكالة انتقادات شديدة من هيئات إغاثة أخرى، وكذلك من الأمم المتحدة ودول أجنبية، التي تقول إنها لا تلبي الاحتياجات الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.

وشارك المتحدث تهديدا من حماس باللغة العربية قال إن موظفي مؤسسة غزة الإنسانية تلقوه: “هذا آخر تحذير لكم: نحن على علم تام بكل ما تفعلونه، وجميع تحركاتكم تخضع لمراقبة دقيقة للغاية. لن نغفر لكم تورطكم في مشاريع تسيء إلى كرامة شعبنا وتخدم أجندات مشبوهة تحت ستار العمل الإنساني. إن الاستمرار في هذا الطريق سيكون له عواقب وخيمة، وستتحملون كامل المسؤولية عن نتائج أفعالكم. توقفوا الآن، وإلا”.

كما اتهم منتقدون المؤسسة بأنها تعرض طالبي المساعدة للخطر، حيث تعرضت عملياتها لحوادث دامية على مدار عدة أيام متتالية.

فلسطينيون يتوجهون لتلقي حزم المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية من مؤسسة غزة الإنسانية في رفح، جنوب قطاع غزة، 6 يونيو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

ووقع أول حادث أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا يوم الأحد الماضي، عندما توجه مئات من سكان غزة إلى مجمع توزيع المساعدات المدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة في رفح – الوحيد الذي كان مفتوحا في ذلك اليوم – وسط تخفيف جزئي للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.

وأفادت السلطات الصحية التي تسيطر عليها حركة حماس في القطاع الذي مزقته الحرب أن 31 شخصا قُتلوا وأصيب ما يقارب من 200 آخرين في إطلاق نار وقع قبيل الفجر بالقرب من مركز التوزيع في رفح، وهو ما نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عنه إلى حد كبير.

ولم يتسن التحقق من حصيلة القتلى، كما لم يتسن التحقق من حصيلة القتلى التي أعلنتها حماس لاحقا، والتي بلغت ثلاثة قتلى يوم الاثنين و27 قتيلا يوم الثلاثاء في حوادث مماثلة.

على الرغم من أن الأمم المتحدة واصلت توزيع المساعدات في القطاع بينما تحاول مؤسسة غزة الإنسانية إيجاد موطئ قدم لها، إلا أنها اشتكت من عدم قدرتها على تسليم الكثير من إمداداتها الإنسانية بسبب القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الحركة ولأن الطرق التي يخصصها الجيش لشاحناتها غير آمنة وعرضة للنهب.

تتهم إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس بسرقة المساعدات، بينما تنفي الأمم المتحدة وجود أي تحويل منهجي للمساعدات عن المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن النظام الجديد غير قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة ويسمح لإسرائيل باستخدام المساعدات كسلاح من خلال تحديد من يمكنه الحصول عليها وإجبار الناس على الانتقال إلى الأماكن التي توجد فيها مواقع المساعدات.

اقرأ المزيد عن