25 قتيلا على الأقل مع تكثيف طائرات روسية وسورية قصفها لمناطق المعارضة
استولت قوات المعارضة على محافظة إدلب بالكامل في الأيام القليلة الماضية، في أجرأ هجوم لها منذ سنوات خلال الحرب الأهلية إذ كان الموقف مجمدا إلى حد كبير على خطوط الجبهة منذ عام 2020، كما اجتاحت مدينة حلب، الواقعة شرقي إدلب
“رويترز – قالت منظمة تطوعية للدفاع المدني تديرها المعارضة السورية وتعرف باسم “الخوذ البيضاء صباح يوم الاثنين أن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في شمال غرب سوريا في غارات جوية نفذتها الحكومة السورية وروسيا.
وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات مقاتلة روسية وسورية قصفت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال البلاد أمس الأحد، في حين تعهد الرئيس بشار الأسد بالقضاء على مسلحي المعارضة الذين اجتاحوا مدينة حلب.
وصرح الجيش أيضا أنه استعاد السيطرة على عدة بلدات اجتاحتها المعارضة المسلحة في الأيام القلية الماضية.
وقال مواطنون أن هجوما استهدف منطقة سكنية مزدحمة في وسط إدلب، وهي أكبر مدينة يسيطر عليها مسلحو المعارضة بالقرب من الحدود التركية حيث يعيش نحو أربعة ملايين شخص في خيام ومساكن مؤقتة.
وقالت طواقم الإنقاذ في مكان الواقعة أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا وأُصيب العشرات.
وأعلن الجيش السوري وروسيا أنهم يستهدفون مخابئ قوات المعارضة وينفيان مهاجمة المدنيين.
وقالت منظمة “الخوذ البيضاء” إن 10 أطفال كانوا ضمن قتلى الغارات الجوية في إدلب وحولها وعلى أهداف أخرى في أراض تسيطر عليها المعارضة بالقرب من حلب.
وأضافت المنظمة في بيان على منصة (إكس)، أن إجمالي عدد القتلى جراء الغارات السورية والروسية منذ 27 نوفمبر ارتفع إلى 56 بينهم 20 طفلا.
ولم يتسن لـ”رويترز” التأكد بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وقوات المعارضة تحالف من جماعات مسلحة علمانية مدعومة من تركيا إلى جانب هيئة تحرير الشام، وهي جماعة تمثل أكبر قوة عسكرية للمعارضة. وتصنف الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ودول أخرى هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية.
وفي بيان مشترك، حثت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا على “خفض التصعيد من جانب جميع الأطراف وحماية المدنيين والبنية الأساسية لمنع المزيد من النزوح وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية”.
واستولت قوات المعارضة على محافظة إدلب بالكامل في الأيام القليلة الماضية، في أجرأ هجوم لها منذ سنوات خلال الحرب الأهلية إذ كان الموقف مجمدا إلى حد كبير على خطوط الجبهة منذ عام 2020.
كما اجتاحت مدينة حلب، الواقعة شرقي إدلب، مساء الجمعة مما أجبر الجيش على إعادة الانتشار.
وفي تعليقات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية، قال الأسد: “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها”.
وقال الجيش السوري إن العشرات من جنوده قتلوا في القتال في حلب.
وذكر مدونون عسكريون روس أمس الأحد أن موسكو أقالت سيرجي كيسيل، الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا. وطلبت رويترز تعليقا من وزارة الدفاع الروسية.
داخل مدينة حلب، خلت الشوارع تقريبا وظلت الكثير من المتاجر مغلقة أمس الأحد بينما قبع سكان خائفون في منازلهم. وقال شهود وسكان إن أعدادا كبيرة من المدنيين تغادر المدينة.
وقال أحد السكان ويدعى يوسف خطيب لرويترز عبر الهاتف إن مسحلين من جماعات المعارضة يجوبون المدينة بسيارات وهم يلوحون براية المعارضة وأضاف أن بعضهم تمركز عند مفارق الطرق.
وقال أحمد توتينجي وهو تاجر في حي حلب الجديدة الراقي إنه مندهش من السرعة التي غادر بها الجيش وأضاف “مصدوم بكيفية فرارهم وتخليهم عنا”.
وذكرت مصادر بالجيش أن القوات السورية التي انسحبت من المدينة تعيد تنظيم صفوفها حاليا وتتلقى تعزيزات للمساعدة في شن هجوم مضاد.
وخضعت حلب للسيطرة الكاملة للحكومة منذ انتصارها هناك في 2016، الذي شكل واحدة من نقاط التحول الرئيسية في الحرب، عندما حاصرت قوات سورية مدعومة من روسيا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة فيما كانت وقتها أكبر مدن البلاد ودمرتها.
ووفقا لمصدرين من الجيش ساهم نقص في عدد القوات هناك في التقهقر السريع لجنود الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية.
وجاءت المكاسب التي حققتها المعارضة المسلحة بعد أن كثفت إسرائيل ضرباتها على قواعد إيرانية في سوريا وعلى جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان. وكان لفصائل مسلحة موالية لإيران بقيادة حزب الله وجود قوي في منطقة حلب.
وقال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في بيان الاثنين أن مقاتلي الجماعة في شمال غرب سوريا يتعرضون لهجمات مكثفة على عدة جبهات.
وقال عبدي إن قوات سوريا الديمقراطية حاولت إقامة “ممر إنساني” يربط المناطق التي يسيطر عليها أكراد في شمال شرق البلاد بتل رفعت وهي منطقة استراتيجية في شمال غربي حلب، وأشار إلى أن هدف ذلك هو حماية الناس مما وصفها بمذابح محتملة.
وأضاف أن هجمات نفذتها جماعات مسلحة مدعومة من تركيا عرقلت ذلك مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تواصل “المقاومة” لحماية السكان في “الأحياء الكردية من حلب”.
وتصنف تركيا جماعات مسلحة كردية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمات إرهابية وكذلك تصنف هيئة تحرير الشام.
وقالت مصادر أمنية تركية أمس الأحد إن جماعات معارضة سورية مسلحة مدعومة من تركيا منعت محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط تل رفعت بشمال شرق سوريا.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية هاكان فيدان أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الأحد بأن تركيا لن تسمح لما وصفها بالتهديدات الإرهابية بالمساس بأمنها أو المدنيين السوريين.
ولا تزال الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف وشردت الملايين منذ 2011 مستمرة دون نهاية رسمية. وتوقفت أغلب المعارك الضارية قبل سنوات بعد أن ساعدت فصائل مسلحة مدعومة من إيران وقوات جوية روسية الأسد على استعادة السيطرة على كل المدن الكبرى.