20 طائرة حربية إسرائيلية تقصف اليمن بعد سقوط صاروخ حوثي في مطار بن غوريون
الجيش الإسرائيلي يقول إنه أسقط 50 ذخيرة على ميناء الحديدة ومصنع إسمنت قريب، في "ضربة" للاقتصاد والقدرات العسكرية للحوثيين؛ مسؤولون إسرائيليون: الهجوم تم بتنسيق مع الولايات المتحدة
نفذت القوات الجوية الإسرائيلية مساء الإثنين غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وذلك ردا على هجوم صاروخي باليستي استهدف مطار بن غوريون وأدى إلى إصابة عدد من الأشخاص في اليوم السابق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 20 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو نفذت الغارات التي استهدفت بنى تحتية تابعة للحوثيين على ساحل اليمن، بما يشمل ميناء الحديدة ومصنع إسمنت قرب مدينة باجل المجاورة، على بُعد نحو 2000 كيلومتر من إسرائيل.
وأوضح الجيش أن الطائرات أسقطت 50 ذخيرة على الأهداف الحوثية، ونشر صورًا تُظهر الطائرات أثناء الاستعداد للإقلاع. كما شاركت طائرات للتزود بالوقود وطائرات استخبارية في العملية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الحوثيين يستخدمون ميناء الحديدة “لنقل أسلحة إيرانية، ومعدات ذات طابع عسكري، وأغراض إرهابية أخرى”.
وأضاف الجيش أن مصنع الإسمنت في باجل “يُشكّل موردًا اقتصاديًا مهمًا لنظام الحوثي الإرهابي، ويُستخدم في بناء الأنفاق والبنى التحتية العسكرية”، مشيرًا إلى أن الضربات “تُشكّل ضربة للاقتصاد والبناء العسكري للنظام”.
وجاء في بيان الجيش: “تم تنفيذ الضربة ردًا على الهجمات المتكررة من قبل نظام الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل، والتي شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية وسكانها”.

كانت هذه الضربة السادسة التي تنفذها إسرائيل في اليمن منذ بداية الحرب، والأولى منذ يناير. وكانت إسرائيل قد توقفت عن الرد على صواريخ وطائرات الحوثيين، بعد أن شنت الولايات المتحدة حملة جوية كبرى ضد الجماعة المدعومة من إيران قبل عدة أشهر.
A large fire reported in the Bajil district in Hodeidah Govenorate following Israeli airstrikes against Houthi targets. pic.twitter.com/HzcaEL1zTB
— Joe Truzman (@JoeTruzman) May 5, 2025
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الضربات نُفذت بتنسيق مع الولايات المتحدة، لكنها لم تكن عملية مشتركة.
وأظهرت لقطات نُشرت عبر الإنترنت اندلاع حريق كبير في مصنع الإسمنت، حيث أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين بإصابة ما لا يقل عن 21 شخصًا.
Some of the first footage from tonight’s unilateral strikes by the Israeli Air Force against Hodeidah in Houthi-controlled Western Yemen, which is reported to have heavily targeted a cement factory on the outskirts of the city as well as the Port of Hodeidah. pic.twitter.com/gWDSVCLnsV
— OSINTdefender (@sentdefender) May 5, 2025
وأظهرت صور نشرها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق إيال زمير، وهم يُشرفون على العملية مساء الإثنين مع ضباط في مقر سلاح الجو الإسرائيلي الواقع تحت الأرض في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.
كما انضم قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، الذي لم يظهر في الصور، إلى المسؤولين لاحقًا، حيث كان يقود العملية من مركز قيادة مجاور.

وقال رئيس المكتب الإعلامي التابع للحوثيين نصر الدين عامر في وقت لاحق إن الغارات الإسرائيلية لن تردع المتمردين، وتعهد بالرد.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي إن “الغارات العدوانية الصهيونية الأمريكية على المنشآت المدنية لن تؤثر على عملياتنا العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني”.
وجاءت غارات الإثنين بعد أن سقط صاروخ أُطلق من اليمن يوم الأحد داخل محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب للمرة الأولى، في غابة أشجار بجانب طريق وصول قريب من مبنى الركاب الرئيسي (المبنى 3)، وعلى بعد مئات الأمتار من برج المراقبة.
وقد خلّف الصاروخ حفرة واسعة قرب موقف سيارات في المطار، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح طفيفة، ودفع معظم شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها.
وتبنى الحوثيون الهجوم، قائلين إنهم أطلقوا “صاروخًا باليستيًا فرط صوتي” على بن غوريون. لكن الجيش الإسرائيلي قال إن إيران والحوثيين – الذين يتلقون أسلحة من طهران – لا يمتلكون صواريخ فرط صوتية، وإن الصواريخ التي أُطلقت على البلاد ليست قادرة على المناورة.
وقالت الجماعة في بيان إنها “ستعمل على فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها… مطار بن غوريون”. لكن نجاح مثل هذا الحصار يُعد مستبعدًا جدًا، بالنظر إلى توقع نجاح أنظمة الدفاع الإسرائيلية في اعتراض معظم الصواريخ القادمة.

وقبيل الغارات الإسرائيلية، أفادت وسائل إعلام يمنية عن غارات أمريكية قرب العاصمة صنعاء. وقالت وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين إن الغارات الأمريكية شملت ضربتين في شارع الأربعين وطريق المطار في صنعاء، ووصفتها بأنها “عدوان أمريكي”.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن 16 شخصا أُصيبوا. وذكرت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين لاحقًا أن ثلاث غارات أخرى استهدفت صنعاء، وسبع ضربات وقعت في محافظة الجوف شمالًا.
بدأ الحوثيون – الذين شعارهم ”الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود“ – في مهاجمة إسرائيل وحركة الملاحة البحرية في نوفمبر 2023، بعد شهر من اقتحام حركة حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
ومنذ 18 مارس، عندما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلق الحوثيون نحو 27 صاروخًا باليستيًا وعدة طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل.
وكان الحوثيون قد أوقفوا هجماتهم عند التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في يناير 2025، وكانوا قد أطلقوا بحلول ذلك الوقت أكثر من 40 صاروخا باليستيا وعشرات الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز على إسرائيل، بما في ذلك هجوم أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين في تل أبيب في يوليو، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ أول غارة في اليمن.

تسببت صفارات الإنذار من الهجمات الصاروخية في اندفاع مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في ساعات الليل والنهار، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات خلال الاندفاع. وتعد صفارات الإنذار إجراء احترازيا تحسبا لسقوط شظايا من الصواريخ الاعتراضية، والتي تسببت في بعض الأحيان في وقوع إصابات ووفيات وأضرار.
وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد برد قاسٍ على الحوثيين، وكذلك على إيران، الداعمة الرئيسية لهم، ردًا على الهجوم على المطار.
وفي مقطع فيديو نُشر على “تيليغرام”، قال نتنياهو إن إسرائيل “عملت ضد” الحوثيين في الماضي، و”ستعمل في المستقبل”.
وأضاف: “لن يحدث ذلك بضربة واحدة، بل ستكون هناك ضربات كثيرة”، دون الخوض في التفاصيل.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال نتنياهو إن إسرائيل سترد أيضًا على إيران “في الزمان والمكان اللذين نختارهما”.
وبعد ساعات، هدّد الحوثيون بتنفيذ المزيد من هذه الهجمات، وحذروا شركات الطيران من تسيير رحلات إلى المطارات الإسرائيلية.

نفي إيراني
نفت إيران يوم الإثنين دعمها للهجوم على مطار بن غوريون، قائلة إنه “قرار مستقل” من قبل الحوثيين، اتُخذ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
وردًا على تهديدات نتنياهو، حذّرت الجمهورية الإسلامية من أنها سترد على أي هجوم يستهدف أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن “إيران تؤكد عزمها الراسخ… على الدفاع عن نفسها”، محذرةً إسرائيل والولايات المتحدة من “عواقب” أي هجوم.
بدأت الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكنها تصاعدت في عهد خلفه دونالد ترامب.