18 سناتورا ديمقراطيا يحذرون من أن الضم سيضر بالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية
في رسالة إلى نتنياهو وغانتس، قال وورن وساندرز ودوربين وكاين وآخرون إن الخطوة ستكون بمثابة ’خيانة لقيمنا الديمقراطية المشتركة’
حذرت مجموعة تضم 18 عضوا ديمقراطيا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في رسالة وجهوها إلى القادة الإسرائيليين من العواقب الوخيمة التي ستكون لضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية على “العلاقات الثنائية والحزبية” للدولة اليهودية مع الولايات المتحدة.
وأعرب السناتورات، ومن ضمنهم بيرني ساندرز، وإليزابيت وورن، وديك دوربين، وتيم كاين، عن “قلقهم البالغ” إزاء احتمال قيام إسرائيل بضم المستوطنات وغور الأردن، وقالوا أنه سيكون للخطوة “تأثير واضح على مستقبل إسرائيل وعلى علاقاتنا الثنائية والحزبية الحيوية”.
وتم توجيه الرسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل الجديد بيني غانتس.
وحذر أعضاء مجلس الشيوخ من أن المضي قدما بخطط الضم يُعتبر “خيانة لقيمنا الديمقراطية المشتركة من خلال حرمان الفلسطينيين من حق تقرير المصير في دولة قابلة للاستمرار ومستقلة ومتصلة جغرافيا”، وقالوا إن ذلك من شأنه “تقويض” العلاقة الخاصة بين البلدين.
“بصفتنا أصدقاء ومؤيدين لإسرائيل، فإننا نحذركم من اتخاذ خطوات أحادية من شأنها أن تفسد روابطنا الفريدة، وتعرض مستقبل إسرائيل للخطر وتجعل من فكرة سلام دائم فكرة بعيدة المنال”.
من بين الموقعين الآخرين على الرسالة السناتورات كريس ميرفي، وكريس فان هولن، وشيرود براون، وتامي داكوورث، وبريان شاتس، وتامي بالدوين، وباتريك ليهي، وجيف ميركلي، وتوم أودال، وشيلدون وايتهاوس، وإد ميركي، ومارتين هاينريتش، وجين شاهين وتوم كاربر.
الديمقراطيون ومناصرو إسرائيل الليبراليون متحدون إلى حد كبير في معارضتهم للضم، لكن هناك انقسام بينهم بشأن ما سيكون الرد الأمريكي في حال قررت إسرائيل تنفيذ خطة نتنياهو – واستعادة الديمقراطيين للسلطة في عام 2021.
في الشهر الماضي كتب مسؤولا أمن قومي في إدارة أوباما، هما روب مالي وفيل غوردون، مقال رأي في مجلة “فورين بوليسي”، حضا فيه مرشح الحزب الديمقراطي المفترض للانتخابات الرئاسية، جو بايدن، على توضيح أنه في حال قامت إسرائيل بالمضي قدما بإجراءات الضم، سيكون جزء من المعونة الأمريكية في خطر.
وقد قال ديمقراطيون آخرون إنه لا ينبغي المس بالمساعدات الأمريكية لإسرائيل وأن هناك وسائل ضغط أخرى لثني القدس عن الخطوة، من ضمنها عدم حمايتها من قرارات إدانة في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة.
وقال توني بلينكن، كبير مستشاري بايدن للسياسة الخارجية، في الشهر الماضي ، إن المرشح الرئاسي يعارض الضم من جانب واحد لأن ذلك من شأنه أن “يقلل من احتمال التوصل إلى نتيجة متفاوض عليها لحل الدولتين”.
يوم الثلاثاء قال بايدن لمتبرعين يهود: “أنا لا أؤيد الضم”، مضيفا أن على إسرائيل “وقف تهديد الضم ووقف النشاط الاستيطاني لأن ذلك سيقطع أي أمل في السلام”.
وأضاف أنه في حال تم انتخابه، “سوف أقوم بعكس خطوات إدارة ترامب والتي أعتقد أنها تقوض بشكل كبير آفاق السلام”.
في وقت سابق من هذا الشهر ، أصدرت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) بيانا يهدف إلى إقناع المشرعين بعدم الضغط من أجل أي تغييرات في السياسة الأمريكية-الإسرائيلية كرد فعل على الضم.
وجاء في البيان “اقترح البعض تقليص علاقاتنا مع إسرائيل لأنهم يعترضون على القرار المحتمل لقادة إسرائيل ببسط السيادة الاسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية. إن فعل أي شيء لإضعاف هذه العلاقة الحيوية سيكون خطأ”.
في الشهر الماضي، أبرم نتنياهو اتفاقا لاقتسام السلطة مع زعيم حزب “أزرق أبيض”، بيني غانتس. بموجب الاتفاق، سيكون بإمكان رئيس الوزراء طرح اقتراحه لضم 30% من الضفة الغربية – جميع المستوطنات وغور الأردن – في الأول من يوليو، حيث سيكون بحاجة إلى الحصول على مصادقة المجلس الوزاري أو الكنيست.
حتى ذلك الحين، من المفترض أن يكون تركيز الحكومة حصريا على الاستجابة لجائحة كوفيد-19، ولكن لا يزال هذا يترك الكثير من الوقت للحكومة لضم المناطق المتنازع عليها في الضفة الغربية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في شهر نوفمبر.
في حين أن الخطوة ستأتي متوافقة مع خطة السلام التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر يناير، والتي أعلنت فيها الإدارة الأمريكية عن دعمها لخطوة بسط السيادة الإسرائيلية على نحو 30% من الضفة الغربية، إلا أنه ستغذي التوترات مع الحزب الديمقراطي، بحسب ما يقوله مسؤولون ديمقراطيون سابقون ونشطاء تقدميون مؤيدون لإسرائيل.
وقاد دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في فترة إدارة أوباما، ل”تايمز أوف إسرائيل”: “أعتقد أن هناك إجماع في صفوف الديمقراطيين بأن الضم الأحادي هو فكرة سيئة وهم يعارضونها”، وأضاف “إذا قررت إسرائيل القيام بذلك، فأنها ستفعل ذلك مع العلم بان أحد الحزبين السياسيين بكامله، بمن فيه أقرب أصدقائها وأقوى مؤيديها في هذا الحزب، يعتبر ذلك تطورا سلبيا للغاية ويضر بالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، وسيكون هذا مؤسفا”.
ويحاول الديمقراطيون توضيح هذه النقطة بشكل رسمي منذ أشهر. في شهر ديسمبر، مرر مجلس النواب مشروع قانون يعارض الضم، والذي حظي بدعم ساحق من قبل الديمقراطيين، من بينهم مؤيدين أقوياء لإسرائيل، مثل النائب عن نيويورك إليوت إنغل، والنائبة عن فلوريدا نيتا لوي، والنائب عن إلينوي براد شنايدر.
في الأشهر الأخيرة بدا حتى أن مسؤولين في إدارة ترامب يسعون إلى خفص سقف التوقعات بشأن استعداد واشنطن إعطاء ضوء اخضر سريع للخطوة دون تحقيق تقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
في الأسبوع الماضي قالت كبيرة المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن أي خطوة يتم اتخاذها يجب أن تكون في إطار المناقشات بين إسرائيل والفلسطينيين حول خطة إدارة ترامب للسلام.
على مدار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، طرح عدد من منافسي بايدن السابقين فكرة استخدام المساعدات لإسرائيل كآلية لثني الحكومة الإسرائيلية عن تطبيق سياسات تضر بفكرة حل الدولتين.
بايدن نفسه وصف الفكرة بأنها “شائنة” وقال إنه لن يمس بالمساعدات لإسرائيل.
ساهم في هذا التقرير إريك كورتيليسا.