22 قتيلا في جنوب لبنان عقب اطلاق الجيش الإسرائيلي النار على أشخاص حاولوا دخول القرى
إصابة أكثر من 120 شخصا عندما حاول مؤيدو حزب الله اختراق حواجز الطرق في اليوم الستين من وقف إطلاق النار، متجاهلين التحذيرات الإسرائيلية؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه تم تأجيل الانسحاب بسبب الجيش اللبناني

حاول مئات اللبنانيين الوصول إلى القرى الجنوبية القريبة من الحدود مع إسرائيل بالقوة صباح الأحد، متحدين تحذيرات الجيش الإسرائيلي بالابتعاد، حيث انقضت مدة الـ 60 يوما المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار لسحب إسرائيل قواتها مع بقاء القوات في أجزاء من جنوب البلاد.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 22 شخصا قُتلوا، من بينهم جندي لبناني، وأصيب 120 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ الصباح.
ويبدو أن الحشود تتكون إلى حد كبير من مناصري حزب الله. وعرض تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله، الذي يبث من عدة مواقع في الجنوب، لقطات لسكان يتحركون نحو القرى في تحد للأوامر الإسرائيلية، وبعضهم يحمل راية الجماعة وصور لمقاتلي حزب الله الذين قُتلوا في الحرب، بالإضافة إلى زعيم حزب الله المغتال حسن نصر الله.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار على مشتبه بهم اقتربوا من القوات التي لا تزال منتشرة في جنوب لبنان وشكلوا “تهديدا وشيكا”.
وأضاف الجيش “لا يزال جيش الدفاع منتشرا في جنوب لبنان، ويواصل العمل وفقا لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ويراقب محاولات حزب الله للعودة إلى جنوب لبنان. سيعمل جيش الدفاع ضد أي تهديد على قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل”.
وقالت إسرائيل إنها بحاجة إلى البقاء بعد انتهاء الموعد النهائي المحدد بستين يوما لأن الجيش اللبناني لم ينتشر في جميع مناطق جنوب لبنان، كما ينص الاتفاق، لضمان عدم إعادة حزب الله تأسيس وجود عسكري في المنطقة. واتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في انسحابها.
وحاول المتظاهرون دخول عدة قرى في منطقة الحدود للاحتجاج على عدم انسحاب إسرائيل. ووردت أنباء عن قيام المتظاهرين بخرق أو محاولة خرق حواجز الطرق التي نصبتها القوات اللبنانية والإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصين قُتلا في قرية عيترون، وآخر في بليدا، وثلاثة آخرين في حولا، واثنان في مركبا، وواحد في كفر كلا نتيجة للنيران الإسرائيلية. وأعلن الجيش الللبناني مقتل جندي على طريق مروحين – ضهيرة – صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل.

واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية في منشور على منصة X وجهه إلى سكان جنوب لبنان حزب الله بمحاولة “تسخين الوضع” وإرسال “مشاغبين” إلى منطقة الحدود. وقال إن الجيش الإسرائيلي سيبلغهم “في المستقبل القريب” بالأماكن التي يمكنهم العودة إليها.
وقال العقيد أفيخاي أدرعي: “حزب الله لا تهمه مصلحة لبنان… وما هي الصور التي تأتي من بعض مناطق جنوب لبنان إلا دليل على ذلك”.
وأضاف: “يسخر الحزب المهزوم كل أبواقه الإعلامية في تحدي للمصلحة اللبنانية ولصرف الأنظار عن خطيئة قادته الذين أوصلوا جنوب لبنان إلى هذا الواقع”.

ودعا الجيش اللبناني المواطنين إلى “ضبط النفس” واتباع تعليماته.
في بيان، قال الجيش اللبناني أنه يواكب المدنيين الذين يدخلون إلى عدد من القرى في جنوب لبنان “وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة”
تواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق… pic.twitter.com/YuG7Jgfl8N
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 26, 2025
وقد ألقى حزب الله، الذي أضعفته إسرائيل بشدة أثناء الحرب، بالمسؤولية على الدولة اللبنانية لضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي، ووصف عدم انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في الموعد المحدد بأنه انتهاك للاتفاق.
وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله في حديث للمنار: “نحن في أرضنا والعدو هو الذي انقلب على الاتفاق وانتهكه، وبالتالي فإن الشعب هو الذي يحرر أرضه بأيديه ودمائه”.
وأضاف: “نريد من الدولة أن تلعب دورها”.

وقال نائب آخر عن حزب الله، وهو علي فياض، يوم السبت إن “الأعذار” التي قدمتها إسرائيل هي ذريعة “لمتابعة سياسة الأرض المحروقة” في المناطق الحدودية التي من شأنها أن تجعل عودة السكان النازحين مستحيلة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني – على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود – وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
لكن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال يوم الجمعة إن “الدولة اللبنانية لم تنفذ بعد اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل”، وبالتالي فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي لن يتم على الرغم من الموعد النهائي المحدد يوم الأحد.

ولقد انسحبت القوات الإسرائيلية من المناطق الساحلية في جنوب لبنان، لكنها لا تزال حاضرة في المناطق إلى الشرق.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “عملية الانسحاب مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيق الاتفاق بشكل كامل وفعال، مع انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني”.
דרום לבנון : הרצל (צה״ל) אמר לא לעבור נכון?!?
ירי הרחקה של לוחמי צה״ל לעבר תושבי מארון א-ראס. pic.twitter.com/vJwfTj16nE— מה חדש. What’s new❓ (@Gloz111) January 26, 2025
وأضاف البيان أن “عملية الانسحاب التدريجي ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”، الحليف الرئيسي وأحد المراقبين لوقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن تمديدا قصيرا ومؤقتا لوقف إطلاق النار مطلوب بشكل عاجل.
ودعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي شغل منصب قائد الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة حتى انتخبه البرلمان رئيسا للدولة في التاسع من يناير، أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والثقة في الجيش اللبناني.
وقال عون في بيان “سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم”.
وتحدث عون يوم السبت مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تشارك حكومته أيضا في الإشراف على الهدنة. وبحسب بيان صادر عن مكتبه، تحدث عون عن “ضرورة إلزام إسرائيل باحترام شروط الاتفاق حفاظا على الاستقرار في الجنوب”.

وقال عون أيضا أنه ينبغي على إسرائيل “وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية… الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم”.
وقال مكتب ماكرون، في ملخصه للمحادثة، إن الرئيس الفرنسي دعا جميع الأطراف في اتفاق وقف إطلاق النار إلى الوفاء بالتزاماتها في أقرب وقت ممكن.
ولقد صمد وقف إطلاق النار الهش بشكل عام حتى الآن، حتى مع تبادل الطرفين المتحاربين الاتهامات مرارا وتكرارا بانتهاكه.

واستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ ضربات متكررة يقول إنها تستهدف مقاتلي حزب الله، وذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات هدم في القرى التي تسيطر عليها.
وانهى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر شهرين من الحرب الشاملة التي أعقبت أشهرا من الاشتباكات منخفضة الكثافة. وقد بدأ حزب الله بهجمات شبه يومية عبر الحدود على جنوب إسرائيل في اليوم الأول بعد الهجوم الذي شنته حليفته الفلسطينية حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة. ولقد نزح عشرات آلاف الإسرائيليين من منازلهم في الشمال جراء الهجمات.
وفي سبتمبر، كثفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله، فشنت سلسلة من الضربات المدمرة ضد قيادة الجماعة وقتلت أمينها العام حسن نصر الله قبل أن تبدا اجتياحا بريا لجنوب لبنان بهدف تقليص قدرات حزب الله.
وحذر حزب الله يوم الخميس من أن “أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوما يُعتبر تجاوزا فاضحا” لاتفاق وقف إطلاق النار “وإمعانا في التعدي على السيادة اللبنانية”.
وامتنعت الجماعة عن أي تهديد باستئناف الهجمات على إسرائيل لكنها قالت إن الدولة اللبنانية يجب أن تستخدم “كل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية… لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال”.