إسرائيل في حالة حرب - اليوم 500

بحث

يهود أيرلندا ينددون بخطاب الرئيس “المعادي للسامية” الذي يعتزم إلقاءه في ذكرى الهولوكوست

مايكل هيغينز متهم بالتقليل من أهمية وإثارة المشاعر المعادية لليهود في البلاد، مما يجعله خيارا "غير لائق" لإحياء الذكرى في 26 يناير، كما يقول زعيم يهودي

الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز يصل لإلقاء كلمته خلال احتفالات يوم الأغذية العالمي الثاني والأربعين في مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما، في 16 أكتوبر، 2023. (AP / Alessandra Tarantino)
الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز يصل لإلقاء كلمته خلال احتفالات يوم الأغذية العالمي الثاني والأربعين في مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما، في 16 أكتوبر، 2023. (AP / Alessandra Tarantino)

أثار حضور الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز في مراسم يوم ذكرى الهولوكوست في البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر غضب اليهود في إيرلندا.

يُعتبر هيغينز منتقدا بشدة لإسرائيل كما اتُهم بالتقليل من أهمية معاداة السامية ونزع الشرعية عن وجهات النظر اليهودية. في ديسمبر، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر هيغينز بأنه “كاذب معاد للسامية” وأعلن إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن.

ومن المقرر أن يلقي هيغينز كلمة في مراسم الذكرى السنوية بدبلن في 26 يناير، وهو ما يمثل خطابه الرئيسي السادس بمناسبة اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، حسبما ذكرت صحيفة “جويش كرونيكل”.

وأشار كبير حاخامات أيرلندا يوني فيدر إلى أن هيغينز رفض في شهر مايو المخاوف الإسرائيلية بشأن تصاعد معاداة السامية في أيرلندا باعتبارها “تمرينا للعلاقات العامة”، مما أدى إلى تنفير العديد من يهود البلاد.

وقال فيدر في بيان نقلته العديد من وسائل الإعلام البريطانية إن “الرئيس هيغينز أغفل حتى الإقرار بآفة معاداة السامية في إيرلندا، ناهيك عن القيام بأي شيء لمعالجتها. لقد فشل في التعامل بجدية مع المخاوف التي طرحها عليه ممثلو المجتمع اليهودي”، مضيفا “مع هذا الموقف، أخشى أن يكون خطابه بمناسبة يوم ذكرى الهولوكوست بلا معنى بالنسبة للعديد من اليهود الأيرلنديين”.

وقال موريس كوهين، الذي يترأس المجلس التمثيلي اليهودي في إيرلندا، أنه “لن يكون من اللائق” أن يلقي هيغينز كلمة في هذا الحدث.

الحاخام الأكبر الأيرلندا يوني فيدر في حفل تذكاري لضحايا مذبحة 7 أكتوبر بعد مرور عام واحد، 7 أكتوبر، 2024، في دبلن. (Collins Photos)

وقال لـ”جويش كرونيكل” إن “مشاركته قد تسيء إلى العديد من الحضور، سواء من اليهود أو من غير اليهود، الذين يتوقعون الكرامة والوحدة في مثل هذا اليوم المهم”.

وقال رئيس منظمة التوعية بالهولوكوست في أيرلندا، أوليفر سيرز، لموقع “جويش نيوز” البريطاني “نظرا لعدم حساسية الرئيس هيغينز الخطيرة تجاه اليهود الأيرلنديين، فإننا نخشى بشدة من أنه سيتسبب مرة أخرى في المزيد من الإساءات”.

في ديسمبر، هاجم ساعر هيغينز على منصة التواصل الاجتماعي X بعد أن اتهم الرئيس الإيرلندي إسرائيل بالسعي إلى استعمار مصر، خلال مراسم استلم فيها أوراق اعتماد السفيرة الفلسطينية جيلان عبد المجيد.

وكتب ساعر عن هيغينز، “من كان كاذبا معاديا للسامية مرة – يكون دائما كاذبا معاديا للسامية”.

وجاء ذلك بعد أيام من إعلان ساعر أن إسرائيل ستغلق سفارتها في أيرلندا، بسبب ما قال إنها “سياسة دبلن المتطرفة المعادية لإسرائيل”.

وقال ساعر في بيان في ذلك الوقت: “الإجراءات والخطابات المعادية للسامية التي تتخذها أيرلندا ضد إسرائيل تستند إلى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية وتشويه سمعتها والمعايير المزدوجة”. وأضاف “لقد تجاوزت أيرلندا كل الخطوط الحمراء في علاقتها مع إسرائيل”.

وقد اتهم هيغينز إسرائيل مرارا بخلط انتقاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمعاداة السامية، رافضا روايات اليهود الأيرلنديين عن ارتفاع ظاهرة المعاداة لليهود بشكل كبير.

وزير الدفاع والخارجية الأيرلندي مايكل مارتن (على اليسار) يلقي نظرة على خريطة لقطاع غزة خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الخميس، 16 نوفمبر، 2023. (Zain Jaafar/Pool via AP)

وقال هيغينز لصحيفة “آيريش إكزامينر” في شهر مايو إن “الشعب الإيرلندي ليس معاديا للسامية، بل على العكس تماما، على سبيل المثال الرئيس الأول هنا، دوغلاس هايد، تحدث العبرية من بين خمس لغات أخرى تحدثها”.

واتهم البعض القيادة السياسية في ايرلندا، من بينهم هيغينز، ورئيس الوزراء سيمون هاريس، ووزير الخارجية مايكل مارتين بالمساعدة في تأجيج معاداة السامية بسبب انتقاداتهم الشديدة لإسرائيل بسبب الحرب في غزة وعدم رغبتهم في معالجة هذه القضية.

في مايو، قال سيرز لصحيفة “آيريش إكزامينر” إنه لم ير قط “مثل هذا المستوى من العداء تجاه اليهود كما شهدته على مدى الأشهر السبعة الماضية”، مشيرا إلى “الخطاب الفظ من المسؤولين المنتخبين” و”الصمت المطبق من جانب كثيرين”.

وقال فايدر لـ”تايمز أوف إسرائيل” في نوفمبر العام الماضي إن ارتفاع “الخطاب التحريضي خلق سياقا يمكن أن تزدهر فيه معاداة السامية”، بينما حذر من “المبالغة في تقدير مدى معاداة السامية”.

ولم تعلق وزارة الخارجية على الفور على ظهور هيغينز المقرر في الحدث.

الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال قمة المستقبل، 22 سبتمبر، 2024 في مقر الأمم المتحدة. (AP Photo/Frank Franklin II)

وصرح متحدث باسم هيغينز ل”جويش كرونيكل” إن هذه ستكون السنة السادسة التي يلقي فيها هيغينز خطابا، مشيرا إلى أنه زار في عام 2020 أوشفيتز لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحريره.

يتم تنظيم المراسم السنوية المقررة يوم الأحد من قبل منظمة إحياء ذكرى الهولوكوست في أيرلندا مع مجلس مدينة دبلن ووزارة الأطفال والمساواة والإعاقة والتكامل والشباب الأيرلندية. كما ستُقام مراسم مماثلة في بولندا والأمم المتحدة وإسرائيل وأماكن أخرى بمناسبة مرور 80 عاما على تحرير معسكر الموت النازي في أوشفيتز بيركيناو.

في عام 2024، استخدم هيغينز خطابه في المراسم لإحياء ذكرى الهولوكوست لتسليط الضوء على محنة سكان غزة، بينما تحدث أيضا ضد “الفعل المروع والمستهجن أخلاقيا” الذي نفذته حماس في هجوم 7 أكتوبر 2023.

وقال: “إذا كنا نعتقد أن الحياة نفسها هي الأهم، وأن كل الأرواح مهمة، فيجب علينا أن نعترف أيضا أنه منذ 7 أكتوبر، فقدنا الكثير من الأرواح، وخاصة أرواح النساء والأطفال، وأن أكثر من نصف مليون شخص الآن على حافة المجاعة”.

وقال هيغينز إنه من أنصار “التذكر الأخلاقي”، الذي وصفته إدارته بأنه يهدف إلى تسليط الضوء على أصوات الضحايا المهمشين وقبول الانفتاح على إحياء الذكرى بشروطهم.

اقرأ المزيد عن