إسرائيل في حالة حرب - اليوم 375

بحث

يهود أميركيون ليبراليون يحثون الولايات المتحدة على إلغاء تأشيرة سموتريتش بسبب تصريحاته بشأن حوارة

مجموعتان تطالبان بمنع وزير المالية، المقرر أن يقوم بزيارة للولايات المتحدة قريبا، من دخول الأراضي الأمريكية في أعقاب تصريحه الذي دعا فيه إلى "محو" البلدة الفلسطينية

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر في القدس، 21 فبراير، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر في القدس، 21 فبراير، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

دعت مجموعتان ليبراليتان يهوديتان أمريكيتان الحكومة الأمريكية إلى إلغاء تأشيرة دخول وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى الأراضي الأمريكية ومنعه من زيارة البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر بسبب دعوته الأخيرة “لمحو” بلدة حوارة الفلسطينية.

في مقابلة أجريت معه يوم الأربعاء، سُئل سموتريتش عن هجوم وقع مؤخرا على البلدة الواقعة في الضفة الغربية من قبل مجموعة من القوميين الإسرائيليين المتطرفين أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات وإحراق العديد من المنازل والمحال التجارية، في أعقاب هجوم نفذه فلسطيني في وقت سابق من ذلك اليوم وأسفر عن مقتل إسرائيلييْن. قال وزير المالية، وهو أيضا وزير في وزارة الدفاع مسؤول عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية، إنه ضد قيام المدنيين بهذه الهجمات الانتقامية وإنه يرى أن على الجيش فعل ذلك.

وقال سموتريتش: “أعتقد أن قرية حوارة يجب أن تُمحى، وأن على دولة إسرائيل القيام بذلك”.

وسرعان ما لاقت تصريحات المشرع اليميني المتطرف انتقادات من شخصيات في إسرائيل وأدانتها لاحقا وزارة الخارجية الأمريكية ووصفتها بأنها “غير مسؤولة” و”مثيرة للاشمئزاز” و”مقرفة”، إلا أنها لم تلق أي تنديد من أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث وجه بعضهم دعوات مماثلة لفرض عقاب جماعي على حوارة.

ورفض السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ميخائيل هرتسوغ التصريحات، قائلا إنه بغض النظر عن أي هجمات فلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين فإن “الرد بمحو قرى مدنية ليس سياسة إسرائيلية بأي شكل من الأشكال ويناقض قيمنا”.

ودعت منظمة “تروعاه” اليسارية، التي تمثل نحو 2300 حاخام ومرتل يهودي في الولايات المتحدة،  الحكومة الأمريكية ليس فقط إلى إدانة التصريحات وإنما اتخاذ إجراءات ملموسة ضد سموتريتش من خلال إلغاء تأشيرة دخوله إلى البلاد أو على الأقل منع المسؤولين الأمريكيين من الاجتماع معه إذا دخل الأراضي الأمريكية.

وقالت الحاخامة جيل جيكوبس، الرئيسة التنفيذية للمنظمة إن “تروعاه تدعو إلى إلغاء تأشيرة رحلته المقبلة إلى الولايات المتحدة على أساس تحريضه على الإرهاب وتأييده له. تصريحاته لا تزيد آلام العائلات وأفراد المجتمع الذين تضرروا من العنف في حوارة فحسب، بل تضيف أيضا إلى التحريض المتزايد من جانب أعضاء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الجديدة”.

وأضافت “نشكر وزارة الخارجية الأمريكية على إدانتها الشديدة لتصريح سموتريتش، وندعو جميع أعضاء إدارة بايدن إلى رفض أي اجتماعات معه إذا سُمح له بدخول البلاد. كما ندعو جميع المنظمات اليهودية الأمريكية إلى إدانة كلمات سموتريتش ورفض التعامل معه ومع حلفائه”.

وأطلقت منظمة “أمريكيون من أجل السلام الآن”، التي تدعم حل الدولتين، عريضة عبر الإنترنت تطالب إدارة بايدن بإلغاء تأشيرة دخول سموتريتش.

وقال المنظمة إن تصريحاته الأخيرة “تتجاوز تحريضه البغيض السابق. هذه دعوة لجريمة حرب، ويتم فعل ذلك في وقت أصبح فيه من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن مثل هذا التحريض له عواقب وخيمة. والآن يريد سموتريتش جلب كراهيته إلى الأراضي الأمريكية. إنه يعتزم زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. نحن هنا لنقول إنه ليس موضع ترحيب”.

كما لاقت تصريحات سموتريتش إدانات من قبل عدد من الجماعات اليهودية الأمريكية الكبرى، بما في ذلك اللجنة اليهودية الأمريكية ورابطة مكافحة التشهير، ورئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى.

وقال رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية في تغريدة على تويتر”نحن ندين هذه الدعوة البغيضة للعنف والعقاب الجماعي من قبل وزير في الحكومة، حيث أنها تناقض قيم وتقاليد دولة إسرائيل”.

ووصفت رابطة مكافحة التشهير تصريحات الوزير بأنها “غير مبررة” و “مناقضة للقيم اليهودية والإسرائيلية لاحترام الحياة الإنسانية وسيادة القانون”.

وقال ويليام داروف، الرئيس التنفيذي لمؤتمر الرؤساء، إنه يتفق مع وزارة الخارجية الأمريكية في وصف التصريحات بأنها “غير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز”.

حتى قبل قيام سموتريتش بالدعوة إلى “محو” حوارة، اعتُبر المشرع اليميني المتطرف وأعضاء حزبه “الصهيونية الدينية” شخصيات غير مرغوب بها من قبل الكثيرين من يهود أمريكا. في الواقع، لم تتم دعوة أعضاء حزبه عن عمد للتحدث أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى عندما زارت المنظمة الجامعة إسرائيل الشهر الماضي بسبب معارضة العديد من المجموعات الأعضاء فيها.

ولم يرد المسؤولون الأمريكيون على الفور على طلبات للتعليق على ما إذا كانت الإدارة تدرس إلغاء تأشيرة سموتريتش.

ومن المقرر أن يسافر سموتريتش إلى الولايات المتحدة للتحدث في مؤتمر “إسرائيل بوندز” السنوي، الذي سيعقد في الفترة من 12 إلى 14 مارس في واشنطن. ولم يؤكد مكتب سموتريتش حضوره بعد، لكن مصدرا مطلعا أكد الحضور المقرر لتايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي.

وقال مسؤول أمريكي يوم الاثنين إنه لا توجد على جدول الأعمال اجتماعات رسمية بين سموتريتش ومسؤولين في إدارة بايدن حتى الآن. لم ترد وزارة الخزانة الأمريكية على سؤال الشهر الماضي حول ما إذا كان مسؤولوها سيجتمعون مع سموتريتش، الذي لديه تاريخ طويل من التصريحات ضد العرب والفلسطينيين ومجتمع الميم واليهود غير الأرثوذكس.

اقرأ المزيد عن