نتنياهو ينتقد دعوة ماكرون إلى وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في غزة
الرئيس الفرنسي يقول إن استمرار الصراع يضر بأمن إسرائيل وينشر ’الكراهية’؛ ونتنياهو يرد: “سيستمر عارهم لفترة طويلة بعد الانتصار في الحرب”

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت إلى وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في حربها ضد حماس في غزة، مما أثار رد فعل غاضبا من اسرائيل.
وقال ماكرون لشبكة “فرانس إنتر” الإذاعية: “أعتقد أن الأولوية اليوم هي العودة إلى الحل السياسي والتوقف عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة”.
وأضاف خلال المقابلة المسجلة في وقت سابق من هذا الأسبوع إن “فرنسا لا تقوم بتسليم أي” أسلحة.
وكرر ماكرون قلقه بشأن الصراع في غزة المستمر رغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار.
وقال: “أعتقد أنه لم يتم الاستماع إلينا (…) أعتقد أن هذا خطأ، بما في ذلك فيما يتعلق بأمن إسرائيل”، مضيفا أن الصراع يؤدي إلى “الكراهية”.
وقال ماكرون أيضا إن تجنب التصعيد في لبنان يمثل “أولوية”، مؤكدا أن “لبنان لا يمكن أن يصبح غزة جديدة”.
ردا على ماكرون مساء السبت، وصف نتنياهو تصريحاته بأنها “عار”.
وقال في بيان مصور إن “إسرائيل تدافع عن نفسها على سبع جبهات ضد أعداء الحضارة”، في إشارة إلى غزة ولبنان والضفة الغربية واليمن وسوريا والعراق وإيران، وأضاف: “بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يجب على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل”.
“ومع ذلك فإن الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل. عار عليهم”.
وتابع نتنياهو: “لكن الدول التي من المفترض أنها تعارض هذا المحور الإرهابي تدعو إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل… يا للعار!”
ووعد نتنياهو بأن إسرائيل ستنتصر “بدعمهم أو بدونه. لكن عارهم سيستمر لفترة طويلة بعد الانتصار في الحرب”.
My message to Macron >> pic.twitter.com/BHyh0Fso19
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) October 5, 2024
وردا على تصريح نتنياهو الغاضب، أكد الإليزيه أن ماكرون “يدعم أمن إسرائيل ويظهر ذلك”.
وأشار مكتب ماكرون إلى أن فرنسا حشدت جيشها بعد الهجوم الصاروخي الإيراني هذا الأسبوع، كما فعلت بعد هجوم آخر في أبريل.
وجاء في البيان أن ماكرون “أبلغ شخصيا الرئيس الإيراني بالتزام فرنسا بأمن إسرائيل، وأكد مجددا أن فرنسا لن تسمح لإيران أو أي من وكلائها بمهاجمة إسرائيل وستجدنا دائما نواجهها إذا لجأت إلى القوة”.
وفي الوقت نفسه، يرى ماكرون أن “الحاجة الملحة هي تجنب تصاعد التوترات في المنطقة”، بما في ذلك وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتابع مكتب ماكرون “في هذا السياق يدعو الرئيس إلى وقف صادرات الأسلحة المخصصة للاستخدام في غزة. يجب أن نعود إلى الحلول الدبلوماسية”.
وخلص الإليزيه إلى أن “فرنسا هي صديق ثابت لإسرائيل”، مضيفا أن “كلمات السيد نتنياهو مبالغ فيه ولا علاقة لها بالصداقة بين فرنسا وإسرائيل”.
يوم الإثنين، سيزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر، في إطار جولة إقليمية يقول مكتبه إنها تهدف إلى الضغط من أجل وقف التصعيد.
وقالت السفارة الفرنسية إن الوزير “سيؤكد مجددا دعوة فرنسا للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس ومن بينهم المواطنين الفرنسيين عوفر كالديرون وأوهاد يهالومي”.
تقدم الولايات المتحدة أسلحة لإسرائيل تبلغ قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا.
في شهر مايو، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا تملك أدلة كافية لمنع شحنات الأسلحة، لكن “من المعقول التقييم” بأن إسرائيل استخدمت في بعض الحالات الأسلحة بطرق لا تتفق مع معايير القانون الإنساني.
وفي سبتمبر الماضي، قالت بريطانيا إنها علقت بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى “خطر واضح” من إمكانية استخدامها في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.
وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى، وتشدد على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من المناطق المدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وترفض الاتهامات لها بانتهاك القانون الدولي، وتزعم أنها تتخذ خطوات غير مسبوقة لحماية المدنيين خلال حملتها العسكرية للقضاء على حماس.

وتحيي إسرائيل يوم الإثنين الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر والذي أشعل فتيل الحرب، عندما قتل مسلحون بقيادة الحركة نحو 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين إلى غزة.
والآن وصلت الحرب إلى لبنان المجاور. بدأ حزب الله بشن هجمات على إسرائيل في الثامن من أكتوبر، مما خلق أزمة إقليمية خطيرة. بعد حوالي عام من التحذيرات للمنظمة، بدأت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة حملة عسكرية كبيرة ضدها شهدت هذا الأسبوع دخول قوات برية إلى جنوب البلاد لتطهير البنية التحتية لحزب الله.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 41 ألف فلسطيني قُتلوا حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من هذه الحصيلة بحيث أن الوزارة لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 17 ألف مقاتل في المعارك و 1000 مسلح داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر. كما تقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد الضحايا من المدنيين وتشدد على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية تشمل منازل ومستشفيات ومدارس ومساجد.