ياردن بيباس لبرنامج 60 دقيقة: ترامب هو الوحيد القادر على إقناع نتنياهو وحماس بتجديد اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن
برنامج شبكة CBS يتحدث مع خمسة رهائن سابقين، الذين يصفون مشاهدتهم لاعتداءات جنسية وأفكار انتحارية والنظر إلى الرئيس الأمريكي باعتباره أملهم الأخير
أدلى خمسة رهائن سابقين كانوا محتجزين في قطاع غزة بشهادات مروعة عن أسرهم، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة تأمين إطلاق سراح من لا يزالون في قبضة حماس، وناشد أحدهم، وهو ياردن بيباس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب باعتباره الشخص الوحيد الذي يعتقد بيباس أنه قادر على تحقيق ذلك.
وبث برنامج ”60 دقيقة“ على شبكة CBS يوم الأحد مقابلة مع بيباس، وهي أول مقابلة يجريها الأب والزوج المفجوع منذ إطلاق سراحه من أسر حماس في وقت سابق من هذا العام وإعادة رفات زوجته وطفليه الصغيرين.
كما تم إجراء مقابلة مع الرهائن المحررين كيث وأفيفا سيغل وأغام بيرغر، الذين كانوا محتجزين معًا في نفق تابع لحماس. وتحدث الثلاثة عن العبء النفسي الذي عانوه في الأسر، وإجبارهم على مشاهدة الاعتداء الجنسي على الرهائن الإناث، والتجويع، وكيف ساعدوا بعضهم البعض في الحفاظ على معنوياتهم.
وتحدث رهينة سابق آخر، وهو طال شوهم، إلى الشبكة الأمريكية مع أهل الرهينتين غاي غلبواع-دلال وإيفياتار دافيد اللذين كانا محتجزين معه. وقال شوهم إن الظروف كانت سيئة للغاية لدرجة أنها دفعت الاثنين الآخرين إلى مناقشة الانتحار كوسيلة لإنهاء معاناتهما.
وتوافقت شهاداتهم مع شهادات رهائن آخرين “وصفوا سوء المعاملة التي تعرضوا لها على أيدي الخاطفين”. تم اختطاف الرهائن في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس هجوما كبيرا في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين كرهائن إلى قطاع غزة.
“أرجوك أوقف هذه الحرب وساعد في إعادة جميع المختطفين”
دعا بيباس ترامب إلى وقف الحرب الناتجة في غزة وإعادة الرهائن الذين لا يزالون في الأسر.
وعندما سأله برنامج 60 دقيقة عما إذا كان لديه رسالة يريد توجيهها إلًىلرئيس الأمريكي، أجاب بيباس: ”أرجوك أوقف هذه الحرب وساعد في إعادة جميع المختطفين“.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد حقًا أن ترامب قادر على المساعدة، أجاب بيباس: ”أعلم أنه يستطيع المساعدة. أنا هنا بسبب ترامب. أنا هنا بسببه فقط“.
مضيفا ”عليه أن يقنع نتنياهو، وعليه أن يقنع حماس. أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك”، مشيرًا إلى أنه ضرورة الضغط على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي والحركة الفلسطينية.
وبدا أن تصريحات بيباس تعكس شعور العديد من عائلات الرهائن الذين ركزوا جهودهم لإطلاق سراح أحبائهم على الإدارة في واشنطن، ظنا منهم أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن تدخل في اتفاق دون ضغط كبير من الإدارة في واشنطن.
وكانت المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، قد استمرت لأكثر من ستة أشهر دون التوصل إلى اتفاق إلى أن حذر ترامب من أنه سيكون هناك ”جحيم سيدفع ثمنه“ إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي سيؤدي فيه اليمين الدستورية لفترة ولايته الثانية. ويبدو أن هذا التهديد قد دفع الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق في يناير الماضي، وهو الاتفاق الذي ينسب ترامب الفضل في التوصل إليه إلى نفسه، على الرغم من أن الإدارة السابقة كانت قد وضعت معظم تفاصيله.
كما سلط رد بيباس الضوء على معارضة عائلات الرهائن لقرار نتنياهو باستئناف الحرب في وقت سابق من هذا الشهر وسط وصول المفاوضات مع حماس إلى طريق مسدود بشأن استمرار وقف إطلاق النار الذي أدى إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن، من بينهم بيباس ورفات أفراد عائلته. وقد أعربت العائلات عن خشيتها من أن تؤدي الغارات الإسرائيلية المستأنفة إلى تعريض بقية الرهائن للخطر. ويُعتقد أن ما يقرب من 24 رهينة من أصل 59 لا يزالون في غزة ما زالوا على قيد الحياة.
وقد خالف نتنياهو رغبات معظم عائلات الرهائن – وجزء كبير من الرأي العام – عندما أمر باستئناف الهجمات على غزة في 18 مارس.

ردا على سؤال حول ما إذا كانت استراتيجية نتنياهو المعلنة للضغط العسكري ستؤدي إلى تخفيف الجماعة لمطالبها، أجاب بيباس بشكل قاطع: ”لا“.
وفي وصفه لظروف أسر الرهائن في ظل استمرار الحرب، قال بيباس: ”الأمر مخيف. أنت لا تعرف متى ستحدث [الضربات الإسرائيلية]. وعندما يحدث ذلك، تخشى على حياتك”.
وأضاف: ”تتحرك الأرض بأكملها – مثل الزلزال، ولكن [أنا كنت] تحت الأرض، لذلك يمكن أن ينهار كل شيء في أي لحظة“.
وفي حديثه عن مقتل زوجته شيري وطفليه أريئل البالغ من العمر أربع سنوات وكفير البالغ من العمر تسعة أشهر، قال ياردن: ”لقد قُتلوا بدم بارد – بأيادٍ عارية“.
وقال إن خاطفيه من حماس كانوا يقولون له: ”لا يهم. ستحصل على زوجة جديدة وأطفال جدد. زوجة أفضل، وأطفال أفضل. قالوا ذلك مرات عدة“.

وفقا لتقييمات المسؤولين الإسرائيليين، قُتلت زوجة بيباس ”بوحشية“ مع ولديها في نوفمبر 2023. وتم دفن الثلاثة الشهر الماضي.
أجرى بيباس المقابلة بينما كان يرتدي قميصا يحمل صور الأخوين الرهينتين دافيد وأريئيل كونيو، وهما صديقاه وجاراه في كيبوتس نير عوز، الذي كان إحدى البلدات الحدودية الأكثر تضررًا خلال هجوم 7 أكتوبر.
وقال بيباس: ”ما زالا في الأسر، ولا أعرف ما إذا كان لديهما ما يكفي من الطعام والماء خاصةً مع عودة الحرب الآن“.
وروى عن نفسه وعن دافيد كونيو: ”لقد فعلنا كل شيء معًا. لقد كان معي في كل شيء كبير في حياتي. لقد كان معي في حفل زفافي“.
وقال بيباس متأسفا: ”الآن أواجه على الأرجح أصعب شيء… [في] حياتي، ودافيد ليس معي“.
وأضاف: ”لقد فقدت زوجتي وطفلاي. يجب ألا تفقد شارون [كونيو] زوجها“.

الاعتداء الجنسي والتجويع
في تصريحاته، قال كيث سيغل أنه أُجبر على مشاهدة الاعتداء الجنسي على الرهائن من النساء من قبل خاطفيهم من حماس.
وقال سيغل: ”لقد شاهدت شابة كانت تتعرض للتعذيب على يد الإرهابيين. أعني التعذيب الحرفي – وليس فقط بالمعنى المجازي”.
وأضاف سيغل، الذي أُطلق سراحه من الأسر في فبراير بعد 484 يومًا، إنه أُجبر على مشاهدة الانتهاكات: ”رأيت اعتداءات جنسية على الرهائن من النساء“.
واستذكر الرجل الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية والبالغ من العمر 65 عامًا اليوم الذي اختطفته فيه حماس، وروى أنه “تم اقتيادنا [هو وزوجته أفيفا] إلى غزة ثم إلى نفق – شعرنا بالخطر، وشعرنا بأن حياتنا مهددة، وحمل الإرهابيون حولنا الأسلحة“.
وتم احتجازهما تحت الأرض في أنفاق حفرتها حماس، حيث ”كافحنا كي نتنفس“.
وقال إن معاملته ساءت بشكل كبير بعد انتهاء أول اتفاق لوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والذي استمر لمدة قصيرة، في نوفمبر 2023، حيث تم إطلاق سراح زوجته.

وروى ”أصبح الإرهابيون لئيمين وقساة وعنيفين للغاية، وأكثر من ذلك. كانوا يضربونني ويقومون بتجويعي. كانوا في كثير من الأحيان يأكلون أمامي ولا يقدمون لي أي طعام“.
وكان يُسمح للرهائن بالاستحمام مرة واحدة في الشهر بدلو من الماء البارد وكوب صغير. وقام خاطفوه بحلق رأسه وأعضائه الخاصة. ”ربما كان هذا الأمر يسلّيهم… شعرت بالإهانة”، وفقًا لسيغل، الذي قال إن الأسر حطم روحه المعنوية تمامًا.
وروى ”شعرت أنني كنت معتمدًا تمامًا على الإرهابيين، وأن حياتي كانت تعتمد عليهم – سواء كانوا سيقدمون لي الطعام، أو يجلبون لي الماء، أو يحمونني من الغوغاء الذين كانوا سيعتدون علي”.
”لقد تُركت وحدي عدة مرات، وكنت اخشى للغاية من أنهم ربما لن يعودوا وسأترك هناك. وماذا أفعل بعد ذلك؟. ربما كانت تلك طريقة لتعذيبي بطريقة نفسية، وجعلني الأمر أفكر: ’هل يجب أن أهرب؟ هل يجب ألا أهرب؟ هل يجب أن أحاول الهرب؟’“
وقال سيغل: ”لكنني متأكد من أنهم كانوا يعلمون أنني لن أجرؤ على فعل ذلك لأنني كنت بحاجة إليهم“.
American citizen Keith Siegal, who was held hostage in Gaza, speaks about the harrowing conditions he endured in captivity.
“The terrorists became very mean and very cruel and violent… They were beating me and starving me.” pic.twitter.com/DAVe7BgFBz
— Oli London (@OliLondonTV) March 31, 2025
وقال أنه منذ إطلاق سراحه وهو يقضي معظم وقته في القلق على الرهائن الذين ما زالوا في غزة.
وعند هذه النقطة، انهار سيغل وبكى بحرقة وهو يضع رأسه بين يديه ثم على الطاولة أمامه.
احتُجز سيغل وزوجته أفيفا والرهينة المفرج عنها بيرغر في البداية مع أربعة آخرين في نفق صغير وضيق. بعد إطلاق سراح أفيفا في نوفمبر 2023، تم فصل كيث وبيرغر.
وقال ”لم يكن بالإمكان الوقوف. لم يكن هناك مجال للتجول. ولم يكن مسموحًا لنا بالخروج من هذا الكوة إلا إذا احتجنا إلى استخدام المرحاض“.
وتابع ”في اليوم الأول مكثوا معنا لبضع ساعات، ثم تركونا. قلنا ’إذا احتجنا إلى مساعدة، فماذا نفعل؟’ فقالوا ’تعالوا إلى السلالم واصرخوا لنا وسنأتي’”.
وقال سيغل إنه شعر بالارتياح عندما تم إطلاق سراح زوجته، لكنه رأى لاحقًا كيف احتشد حولها سكان غزة المعادين أثناء نقلها. ”لم أكن متأكدًا من وصول أفيفا إلى المنزل على قيد الحياة… كان ذلك مرهقًا للغاية“.

وعندما تم إطلاق سراحه أخيرا في فبراير، قال سيغل إن خاطفيه أخبروه بضرورة التلويح بيده وشكر حماس خلال مراسم إطلاق سراحه.
وقال ”لوّحت للجمهور. لم أقل ’شكرًا لكم’”، مضيفًا أنه شعر بالقلق من أن شيئًا ما قد ينحرف عن مساره في اللحظة الأخيرة وأنه لن يتم إطلاق سراحه.
وتحدث سيغل عن العلاقة القوية التي كوّنها مع الرهائن الذين كان محتجزًا معهم، وقال إنهم جميعًا اعتنوا ببعضهم البعض جسديًا وعاطفيًا.
وقالت أفيفا سيغل، وهي تعانق بيرغر، إنها ظلت تبتسم طوال فترة الأسر وأن ذلك منحهم جميعًا قدرًا كبيرًا من القوة. وتذكرت كيف كانت هي وبيرغر تمسكان بأيدي بعضهما البعض وتنظران في أعين بعضهما البعض في محاولة للتخفيف من خوفهما.
كما شاركت أفيفا أيضًا كيف أن بيرغر والرهينة ليري الباغ كانتا تشجعان كيث خلال فترة مظلمة في الأسر.
وأشارت بيرغر إلى أن ”كيث كان يرفع من معنوياتنا في معظم الأوقات“.
وقال كيث ”عندما كان الأمر صعبًا على أحدنا، ساعده الآخرون جميعًا“.
وروى ”كان هناك قصف شديد للغاية. كانت أغام خائفة جدا. [سألتها] إذا كان لا بأس أن أمسك بيدها. فأمسكت يدها. لقد ساعدتني وساعدتها”.

واستغل كيث المقابلة لدعوة إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية وأطراف الوساطة للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل تجديد اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وقال ”إنه أمر ملح، وكل يوم يستمر فيه هذا الأمر يعني المزيد والمزيد من المعاناة والمزيد والمزيد من الموت المحتمل والدمار النفسي“.
أفكار انتحارية وتدليك الظهر مقابل الطعام
روى شوهم، وهو رهينة آخر تم الإفراج عنه، كيف أن غلبواع-دلال ودافيد – وهما رهينتين كانا محتجزين معه ولا يزالان محتجزين لدى حماس – ناقشا علانيةً مسألة الانتحار بسبب الظروف غير الإنسانية التي كانا محتجزين فيها.
وقال ”من أصعب الأمور التي سمعتها منهما – قالا لي أكثر من مرة:’لماذا البقاء على قيد الحياة؟ ’. ’لماذا لا ينتحرا بأيديهما وينهيا حياتهما… للخروج من هذا الوضع؟”
وأُجريت المقابلة مع شوهم إلى جانب أهل غلبواع-دلال ودافيد.
وقالت والدة دافيد، غاليا ”سيفعلان ذلك معًا إذا قررا فعل ذلك“.

وروى شوهم، البالغ من العمر 40 عاما، كيف تحول إلى ما يشبه الأب لغلبواع-دلال ودافيد اللذين يبلغان من العمر 23 عامًا، وقال قبل أن تخنقه الدموع ”إنهما ليسا طفلين، ولكن من وقت لآخر، كنت أشعر بأنني مثل الأب”.
وعلق إيلان، والد غلبواع-دلال، قائلًا: ”إنهما ولدين“.
وقال شوهم: ”أخشى حقًا أنهما الآن وحدهما“.
اقتاد الخاطفون غلبواع-دلال ودافيد إلى مراسم إطلاق سراح الرهائن في الشهر الماضي حيث أُجبرا على متابعة المراسم.
وقال والد غلبواع-دلال: ”ثم أعادوهما إلى الأنفاق لتدميرهما“.
وقالت الصحفية ليزلي شتال من قناة CBS إنها لا تعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشاهد الفيديو الذي أنتجته حماس من ذلك اليوم، لكن والدة دافيد، غاليا، ردت قائلة: ”لقد كان علامة على الحياة”.

خلال المقابلة المشتركة، أطلع شوهم الوالدين على تفاصيل أسره مع غلبواع-دلال ودافيد.
وقال والد غلبواع-دلال: ”من المهم بالنسبة لنا أن نعرف بالضبط ما يجري مع أولادنا“.
وتحدث شوهم عن بكاء غلبواع-دلال لمدة خمسة أو ستة أيام متواصلة بعد أسره. وروى كيف أنهم عاشوا في أنفاق ضيقة للغاية ولم يحصلوا سوى على كميات ضئيلة من الخبز والأرز والماء.
وقال ”أحيانًا يكون طعم الماء مثل الدم، وأحيانًا مثل الحديد. وأحيانًا يكون مالحًا جدًا لدرجة أنك لا تستطيع شربه، لكنك لا تملك أي شيء آخر“.
وأخبرهم أحد خاطفيهم أنهم يحصلون على الحد الأدنى من الطعام ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لسنوات. واستذكر شوهم قول الخاطف له ”لن تموتوا، ولكنكم ستقضون أسوأ الأوقات“.

(CBS/60 Minutes)
وللحصول على طعام إضافي، قال شوهام إنه والرهائن الآخرين كانوا يدلكون ظهور خاطفيهم كل يوم.
وقال والد غلبواع-دلال: ”الأمر أسوأ من الطريقة التي يعاملون بها الحيوانات“.
وعندما سُئلت والدة دافيد عن قدرتها على الاستماع لمثل هذه التفاصيل المؤلمة، أجابت ”أريد أن يستمع الجميع لأن هذا هو الواقع. ربما سيسمعها أحدهم، وسينقذ ذلك أبناءنا“.