يائير نتنياهو يتهم الشاباك بمحاولة الإطاحة بوالده وتعذيب الجنود الإسرائيليين
نجل رئيس الوزراء المثير للجدل يقول إن التحقيقات في مزاعم سوء السلوك في مكتب رئيس الوزراء هي "افتراء وتضليل"، ويتهم أجهزة الأمن بمحاولة انقلاب
اتهم يائير نتنياهو، نجل رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو المثير للجدل، جهاز الأمن العام (الشاباك) يوم الإثنين بمحاولة الإطاحة بحكومة والده وتعذيب الجنود الإسرائيليين.
جاءت سلسلة منشوراته على منصة “اكس” وسط موجة من التحقيقات مع شخصيات في مكتب رئيس الوزراء تتعلق بتسريب وثائق استخباراتية سرية، واتهامات بتزوير محاضر اجتماعات الحرب لمجلس الوزراء وبابتزاز ضابط عسكري كبير.
تم اعتقال أربعة أفراد من الجيش الإسرائيلي ومتحدث باسم نتنياهو يُدعى إيلي فيلدشتاين، في إطار التحقيق في سرقة وثائق استخباراتية عسكرية سرية للغاية.
وكتب يائير نتنياهو، “هل هذا هو نفس جهاز الشاباك الذي يعتقل ويعذب ضباط جيش الدفاع بسبب هراء مطلق، نفس الشاباك الذي أطلق قبل بضعة أشهر سراح الدكتور منغليه الغزي – مدير مستشفى الشفاء – مع عشرات الإرهابيين، بحجة عدم وجود مكان في السجون؟”
في منشور آخر اتهم الشاباك بمحاولة الإطاحة بوالده.
وقال نتنياهو الابن في إشارة إلى محاكمة والده بتهم فساد: “لقد شهدنا انقلابا ضد الاختيار الديمقراطي للشعب من قبل المدعين العامين ووسائل الإعلام والمحاكم. ولكننا لم نشهد بعد انقلابا ضد الاختيار الديمقراطي للشعب من قبل كل هؤلاء والشاباك والجيش”.
وكتب نتنياهو، المقيم في فلوريدا منذ العام الماضي، “جمهورية موز مثل أمريكا الجنوبية في الستينيات”،
في منشور آخر، وصف التحقيقات في مكتب رئيس الوزراء بأنها “افتراء وتلاعب يهدف إلى إخفاء مداولات المجلس العسكري ليلة 7 أكتوبر عن الجمهور والتي استبعدت رئيس الوزراء”، في إشارة على الأرجح إلى المشاورات الهاتفية التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر، حيث وافق رؤساء الأجهزة الأمنية على مراقبة الإشارات المثيرة للقلق من غزة لكنهم فشلوا في تحديد ومنع الهجوم الذي كان على وشك الحدوث.
واتهم رئيس الوزراء نفسه يوم الأحد وسائل الإعلام الإسرائيلية بفتح “جبهة” ضده إلى جانب حماس وحزب الله والجماعات الأخرى المدعومة من طهران، زاعما أن التحقيقات في الفضائح المرتبطة بمكتبه كانت جزءا من محاولة لإضعاف الأمة أثناء الحرب.
وقال رئيس الوزراء إن سلسلة الفضائح في الأسابيع الأخيرة هي “مطاردة منظمة تهدف إلى الإضرار بقيادة البلاد وإضعافنا في خضم الحرب”.
يشتهر يائير نتنياهو بحضوره المثير للجدل على الإنترنت وواجه إجراءات قانونية في أكثر من مناسبة بسبب نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الأشهر الأخيرة، هاجم مرارا وتكرارا الأجهزة الأمنية والنظام القضائي، فضلا عن المتظاهرين ضد خطط الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي اقترحتها الحكومة.
في شهر يونيو، شارك منشورا وصف فيه قادة أجهزة الأمن بأنهم “إخفاقات قاتلة”، وفي ديسمبر الماضي، أبدى اعجابه بمنشور اتهم هليفي ببدء انقلاب عسكري في 7 أكتوبر، مدعيا دون أساس أن القائد الأعلى للجيش كان يعلم مسبقا بالهجوم المدمر الذي شنته حماس لكنه لم يبلغ رئيس الوزراء.
في سبتمبر 2023، شارك منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي ضد سجن يهودي متطرف أدين بقتل ثلاثة أفراد عائلة فلسطينية من خلال إلقاء قنبلة حارقة على منزلهم في قرية فلسطينية بالضفة الغربية في عام 2015.
في ديسمبر 2022، قال إن كبار المدعين العامين والشرطة ارتكبوا “خيانة” بزعم تلفيق التهم لوالده، مشيرا إلى أن الخيانة هي جريمة يعاقب عليها بالإعدام.
في عام 2017، تصدر عناوين وسائل الإعلام العالمية بعد أن نشر رسما كاريكاتوريا يهاجم منتقدي والده مستخدما إشاعات كاذبة معادية للسامية.
وذكرت تقارير أن يائير نتنياهو، الذي يقيم الآن بالقرب من ميامي، انتقل إلى فلوريدا العام الماضي بعد أن طالبه رئيس الوزراء وزوجته بالتوقف عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التحدث مباشرة مع المشرعين أو الوزراء، وسط اتهامات له بأنه يؤجج التوترات في إسرائيل ويفاقم الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.
إلى جانب حضوره المثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، واجه يائير نتنياهو انتقادات بسبب بقائه في الولايات المتحدة على الرغم من اندلاع الحرب، حيث عاد عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى البلاد للانضمام إلى 300 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم في البداية.
كما واجه نجل رئيس الوزراء المثير للجدل التدقيق في الأشهر الأخيرة بسبب ما يعتبره الكثيرون مستوى مفرطا من الأمن الشخصي الذي يحظى به.
وأفادت تقارير في مارس أن تأمين إقامته في مجمع سكني فاخر في ميامي، مع سائق واثنين من الحراس الشخصيين من وحدة النخبة 730 التابعة للشاباك، يكلف الدولة ما يقدر بنحو 200 ألف شيكل (55 ألف دولار) شهريا.
من غير الواضح لماذا تتولى الوحدة 730، المكلفة بحراسة سبعة من كبار المسؤولين الحكوميين في إسرائيل فقط: رئيس الدولة، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، ورئيس الكنيست، وزعيم المعارضة، ورئيس المحكمة العليا، مهمة تأمينه. أما الأشخاص الآخرون الذين يحظون بالحراسة فيتلقون الحراسة من وحدة “ماغين” الأقل رتبة في مكتب رئيس الوزراء.