يائير لابيد: أعرف الآن كيفية تغيير الأشياء
يعترف وزير المالية بأنه قام ببعض الأخطاء في عامه الأول في المنصب، ولكنه قليلا ما عاد على الخطأ نفسه مرتين. في يوم الإستقلال لقاء مع الزعيم الوسطي الذي لا يبدو على عجلة من أمره في ترك الحكومة
دافيد هوروفيتس هو المحرر المؤسس لتايمز أوف اسرائيل. وقد كان رئيس هيئة التحرير في جروزالم بوست (2004-2011) والجروزالم ريبورت (1998-2004) وهو ايضا المؤلف لكتاب "الحياة الساكنة مع مفجرين" (2004) "واقرب من قريب الى الله" (2000) كما وانه شارك في كتابة "وداعا صديق: حياة ووصية اسحاق رابين" (1996)
بالنسبة ليائير لابيد، لم يكن دخوله للسياسة دخولا سلسا. لقد دخل الكنيست قبل 15 شهرا على رأس قائمة مكونة من 19 عضو كنيست يدخلونها جميعهم للمرة الأولى، مكلفا بجلب دينامية جديدة وشفافية وتمثيل حقيقي لمصالح الشعب- أو على الأقل مصالح الطبقة الوسطى والإسرائليين أصحاب الرؤية الوسطية- إلى الهيئة المشرعة.
بعد أسابيع من المفاوضات الإئتلافية، دخل لابيد الحكومة في مهمة وزير المالية التي تتسم بنكران الجميل- وظيفة لا توجد لديه فيه أية خبرة، وهي واحدة، على الأقل في البداية، لم تكن لدية أية مهارات، وخاصة عند اخترعة لشخصية “الإسرائيلي المتوسط”، ريمي كوهين، التي لو كانت موجودة، فستكون أفضل حالا من الرسم الديموغرافي الذي يناصر قضيته ظاهريا.
في الآونة الاخيرة، مع ذلك، يشعر لابيد أنه عاد إلى الطريق الصحيح نحو الصعود. لفد نجح في دفع عناصر أساسية من حملته، لا سيما فيما يتعلق بإصلاح النظام الانتخابي، وبشكل مركزي التشريع الذ من شأنه أن يزيد تدريجيا عدد الشبان اليهود الأرثوذكس الذين يأدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وفي سوق العمل. بينما ينتقد الكثيرون تفاصيل قانون التجنيد- تعهد الحارديم بمحاربته ويشعرون بالغضب تجاه العقوبات الجنائية فيه؛ منتقدو القانون يدعون بأن القانون لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية- لابيد سعيد ببنود القانون، وفي هذه المقابلة مع التايكز أوف إسرائيل، أصر على أن القانون بدأ بتحقيق النتائج المرجوة.
تحدثنا في مكتبه في وزارة المالية في القدس حتى عندما قامت فتح وحماس بحمل القلم لصياغة اتفاق المصالحة، وهو تطور شكل صدمة واضحة للابيد وزملائه الوزراء، ووضع تحديات جديدة أمام زعيم حزب “]ش عتيد” الذي يعتبر إلى حد كبير حزبا وسطيا. في اليوم التالي، صوت لابيد وزعيمة حزب “هتنوعاه” الحمائمي إلى جانب زملائهم أصحاب الخط الأكثر تشددا في الحكومة بالاجماع لصالح قرار تعليق المفاوضات مع محمود عباس بسبب شراكة رئيس السلطة الفلسطينية مع حركة خماس الإرهابية. بالحكم على تصريحات لابيد في المقابلة، والشكوك العميقة التي أعرب عنها يشأن النوايا الفلسطينية، فليس مرجحا أنه سيصغي إلى دعوات زعيم حزب المعارضة يتسحاق هرتسوغ بالنسحاب من الحكومة حول هذه المسألة في الوقت القريب. في لعبة “من نسف عملية السلام”، بكل تأكيد لا يوجه يائير لابيد إصبع الاتهام إلى رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو.
تايمز أوف إسرائيل: والدك كان في السياسة. عرفت هذا العالم. لم يكن بغريبا بالنسبة إليك. لقد دخلت هذا العالم مع الرغبة بالتغيير. لفد أحضرت معك قائمة 19 عضو كنيست من المبتدئين، بعضهم أشخاص رائعين، الذين لم يكونوا في الكنيست من قبل. ولكن لم بكن الأمر سلسا بالمرة. بعض الأشخاص سيقولون بأنك قمت بعمل سيء خقا. هل هذا أسوا مما توقعت؟
يائير لابيد: ليس ذلك بالصعوبة التي تتوقعها. من أجل أن تكون مختلفا، عليك بداية أن تفهم: مختلف عن ماذا؟ لقد استغرق ذلك بعض الوقت بالنسبة لنا. كان هناك منعطف للتعلم. طبعا، ارتكبت أخطاء.
التغيير هو أمر يحبه الجميع من ناحية نظريا ولكنهم يكرهونه عند الممارسة العملية. كنا وما زلنا نقاتل ضد قوى قوية جدا. عندما كنا نعالج مسألة عدم المساولة في تحمل العبأ [حيث لا يأدي اليهود الحارديم الخدمة العسكرية]، كان ذلك صراعا ضد مجموعات دينية. عندما كنا نغير النظام الانتخابي [رفع نسب ةالحسم في الانتخابات، والتقليل من عدد الوزراء في الحكومة، وزيادة صعوبة إسقاط الحكومة في منتصف المدة]، كان ذلك صراعا ضد قوى سياسية قوية جدا. الآن أنا أقضي نصف وقتي على الإسكان وتخفيض الأسعار ومحاربة مجموعات مصالح قوية جدا. إنها معركة مستمرة. ولكنني لا أتذمر. لدي حياة أفضل الآن من تلك التي كانت لدي قبل سنة.
– ما معنى ذلك؟
– إنها ذات معنى أكثر الآن.
– والسبب…؟
لأنني أعرف كيفية تغيير الأشياء. يتطلب ذلك قدرا معينا من المعرفة من أجل احضار خطة جديدة كبيرة كاملة إلى الحكومة لمساعدة الناجين من المحرقة مع مليار شيكل إضافي (280 مليون دولار) سنويا. أعرف الآن كيفية التعامل مع ذلك، وخصيص الميزانية لذلك، وأخذ هذه الأموال من أشياء أخرى ليست بالملحة أو بذات الأهمية. كل هذه المطالب الأخرى المتعلقة بالميزانية هي مطالب مهمة، ولكن الناجين من المحرقة يموتون وهذه السنوات ال-3، 4، 5 هي الأاخيرة التي سنقوم فيها بدعمهم.
الآن، عندما أريد تشكيل أولويات، أعرف كيف أفعل ذلك.
– هل تعني أنك فهمت كيفية عملك؟
– العام الأول صعب دائما. سألني أحدهم قبل فترة قصيرة، هل ندفع نكالبف تدريبك؟ قلت له، حسنا، ربما قليلا، ولكن البديل هو أن لا يكون هناك أشخاض جدد أبدا. هذا هو ثمن الديمقراطية.
– ما هي الاخطاء؟ إذا كنت تعرف قبل سنة ما تعرفه الآن… ما الذي كنت قد تقوم به بشكل مختلف؟
– أكبر خطأ قمت به هو ما يفترض ان يكون مجال خبرتي- وسائل الإعلام وإيصال الأشياء التي أقوم بها. سأعطيك مثالا. خلال حملتي، ذهبت إلى 256 أمكنة مختلفة وقمت بإلقاء 256 محاضرات متطابقة. وبعد ذلك كانت هناك أسئلة وأجوبة، حيث كان ذلك ذائما مثيرا للاهتمام أكثر. واحد من الأشياء التي قلتها 256 مرة هو أنه عندما تنظر إلى وضع السكن وتريد أن تعرف ما المشكلة فيه، انظر إلى ما يُدعى “فيتيك بنيسوئيم”- الاقدمية في الزواج. هذه قاعدة أنشأها وزير الإسكان السبق من “شاس”، أريئيل أتياس، والتي تقول بأنك ستحصل على قوائد إسكان أكثر كلما زادت فترة زواجك. كان هذا مصمما بطبيعة الحال، للأزواج الشابة من الحارديدم، الذين يتزوجون في جيل صغير جدا لأنهم ليسوا مضطرين للذهاب إلى الجيش. لقد ذكرت ذلك كمثال لواحدة من الطرق الكثيرة التي يستفيد منها الشباب المتدينيين الأرثوذكس أكثر من عدم تأديتهم للخدمة العسكرية. لقد قلت، علينا إلغاء الأقدمية في فوائد الزواج .
الآن، أنت شخص مضطلع. ولكنك لم تسمع أية كلمة عن ذلك في العام الماضي. أتعرف لماذا؟ لأنني قمت بإلغاء هذا المعيار بعد أسبوعين من تسلمي المنصب، ولكنني لم أكن على علم بأنني بحاجة لإحداث ضجة حول ذلك بنفس الطريقة التي قمت بها خلال الحملة الانتخابية. تعلمت هذا الدرس بطريقة قاسية.
– سنعود للتحدث عن تفاصيل عملك كوزير مالية بعد دقيقة. لنتحدث أولا عن المسألة الدبلوماسية-الامنية الفلسطينية وقدرة الحكومة على التعامل معها. أنت تجلي في حكومة لا توجد فيها أغلبية للمواقف الوسطية التي تتخذها بشان عملية السلام.
– توجد في هذه الحكومة أغلبية لعملية السلام وحتى لاتفاق سلام، بما في ذلك إخلاء مستوطنات وانسحاب من بعض الأراضي. لقد سمعت رئيس الحكومة يقول ذلك، ولكن ليس بهذه الكلمات بالضبط: هذه الحكومة ستعمل من أجل اتفاق سلام حسب مبدأ دولتين لشعبين. لست متأكدا من أنك تستطيع إلقاء اللوم على تشكيل هذه الحكومة (لفشل التوصل إلى اتفاق). أنا أتذكر فشكل حكومة إيهود باراك عام 200 وبعد ذلك فشل حكومة إيهود أولمرت عام 2008. هذه أمثلة لافاقات عادلة جدا تم عرضها على الفلسطينيين. إذا كان سنقوم بإلقاء اللوم، فأنا لا ألقي اللوم علينا الآن. معظم العراقيل وضعها الفلسطينيون.
_ من الصعب التصديق بالنظر على الأعداد بأنه ستكون أغلبية في المحكومة لصالح الاتفاق. “البيت اليهودي” والأغلبية في “الليكود” لن يؤيدوه.
_ هناك أغلبية واضحة بين صفوف الإسرائيليين لصالح التوصل إلى اتفاق فصل- إنا لا أدعو ذلك اتفاق سلام- مع الفلسطينيين. يؤمن معظم الإسرائيليين أنه هذا شيء يجب حدوثه لأسباب أمنية ولأننا نريد الحفاظ على الهوية اليهودية للدولة. لذلك، إذا عُرضت صفقة في هذا الصدد على الكنيست، ستدعمها المعارضة ةستكون هناك أغلبية كبيرة. إذا تم تقديم ذلك لاستفتاء شعبي، ستكون هناك أغلبية. إذاكانت هناك انتخاباتت بشأن ذلك، ستكون هناك أغلبية لاتفاق يحمي بالكامل المصالح الأمنية لإسرائيل.
_ حتى لو قبلت فكرة أن الفلسطينيين وضعوا الكثير من العقبات، هل كان بإمكان إسرائيل فعل شيء أكثر، قد يكون شخص من موقعك في الطيف السياسي كان يريد أن يقوم به؟ على سبيل المثال، ألم تكن ترغب أن تخرج الحكومة ةتقول أنها لن تقوم بالبناء في مناطق لا نعتزم الحتفاظ بها؟
_ نعم، إلى حد كبير وسيتم طرح ذلك على الطاولة إذا كان ستكون هناك جولة أخرى من المحادثات… على الأغلب أن ذلك لن ينطوي على وقف البناء الذي بدأ، ولكن على الأرجح لن تكون هناك مبان جديدة. كنت سأفضل ذلك على إطلاق الأسرى. ولكنني جزء من الحكومة وأنا أعتقد أن هذا هو الائتلاف الأفضل للتوصل إلى اتفاق لأنه في نظر الجمهور فإنه أكثر مصداقية، إذا تمكنا من الوصول إلى اتفاق. لكن تمت محاولة ذلك من اليسار ومن اليمين ومن الوسط، والشيء الوحيد الذي بامكاننا فعله هو الاستمرار بالمحاولة.
_ قد تكون النهج كله خاطئ. ربما هناك حاجة على التركيز على القاع إلى القمة، وعلى خلق مناخ ملائم للتوصل إلى اتفاق. أعتقد أن إسرائيل في الجيل الأخير أدركت أن الأعداد ليست بجيدة. بأنه إذا كنا نرغب بإسرائيل يهودية وديمقراطية، فعلينا أن نجد طريقة للانفصال. لا أرى شعورا موازيا بالالحاح على الجانب الفلسطنيني. يتأثر السياسيون بالجمهور. جمهور عباس ل يطلب منه، أرجوك توصل إلى اتفاق.
_حسنا، هناك سؤال يؤرقني بشأن ما ما إذا كان الفلسطينيون يريدون حقاً دوله خاصة بهم خاصة بهم. أنا لست متأكدا من ذلك. بطريقة ما قد تضطر إلى لوي ذراعهم لارغامهم على إقامة “فلسطين” حرة.
– أنت غير متأكد ما إذا كانوا يريدون دولة. فماذا يريدون إذا؟
– هناك شيء مريح في أن تكون الضحية الأبدية. عند إقامة دولة، ونحن نعرف ذلك أفضل من معظم الدول، مراسك الحفل في الأمم المتحدة هي امر جميل، وإنشاد النشيد الوطني للمرة الأولى هي أمر رائع. ولكن عندها يأتي الواقع وعليهم بناء شركة الكهرباء الخاصة بهم وجمع الضرائب وبناء البيوت والطرق ومحاربة الفساد ومحاربة الإرهاب وكل هذه الأمور المزعجة التي تقوم بها الدول. وأحيانا تنظر إلى الفلسطنيين وتتساءل ما إذا كان بمقدورهم فعل ذلك. آمل بأن تكون لديهم القدرة وأعتقد أن علينا دفعهم نحو ذلك.
_ بإمكاني تفهم ذلك في فترة عرفات حيث كان هناك قلق واضح، فهناك شخص ثوري لا يرغب بإحداث هذا التحول إلى دولة. ولكن اليوم؟ أنا متأكد من أنهم يريدون دولة. أليس السؤوال هو حقا ما إذا كان يريدون دولة مقابل دفع ثمن التوصل إلى تفاهم حقيقي مع إسرائيل؟
– الفلسطينيون هم الأمة الأولى في التاريخ التي تتعامل مع الاستقلال كلعبة محصلتها صفر. يقولون اما أن تعطينا 100 بالمئة مما نريد أو لا أي شيء نريد على إطلاقاً. لقد أنشات الولايات المتحدة باعتبارها كونفدرالية هشة مكونة من 13 ولاية. قرأت قبل فترة أن أيطاليا الحديثة تشكلت من دون روما. لم أكن أعرف ذلك. انظر إلى قرار الأمم المتحدة حزل إقامة دولة إسرائيل. 55 بالمئة من الاراضي، من دول حائط المبكى، من دون أجزاء كبيرة من القدس. ولكننا تصرفنا بحسب المبادئ الأساسية للأمم التي تريد فعلا الاستقلال. لقد قلنا، كل ما سيقدم لنا سنقوم بأخذه، وبعد ذلك سنكافح بشأن التفاصيل. هذا ما تقوم به الأمم عندما تريد حقا الوصول إلى هناك.
ولكن الفلسطنيون يقولون: لقد عرضوا علينا 94 بالمئة فقط مما نريد من الأاراضي. لن نرضى بذلك. لقد عرضوا علينا 94 بالمئة من الحكم الذاتي الذي طلبناه. لن نرضى بذلك. إما أن نأخذ 100 بالمئةأو أننا لن نأخذ أي شيء على الإطلاق.
أنت تنظر إلى ذلك وتسأل نفسك، ربما ل يريدون ذلك إلى هذه الدرجة. بالسنبة لي هذه فكرة مؤلمة لأنه لا يهمني ما إذا كان ذلك جيدا بالنسبة للفلسطينيين أن تكون لديهم دولة فلسطين حرة، ولكن أعتقد أنها فكرة جيدة للإسرائيليين. فهي تسمح لنا بالنفصال عنهم تماما. على عكس اليمين الإسرائيلي، إنا لا أعتقد أن هذا صراح بين إلهنا وإلههم. على عكس اليسار الإسرائيلي، لا أريد جدارا أصغر. أريد جدارا أعلى. الركنين الرئيسيين لحزب “يش عتيد” هما الأمن والهوية اليهودية.
– هل يهمك أن يعترفوا بنا كدولة اليهودية؟
_ المطلب في الحقيقة هو أن يظهروا بعض الجدية، وبأن التفاق هو حقا نهاية الصراعات. لذلك أنا أتفهم المنطق من وراء ذلك. ولكنني لست بحاجة إلى اعتراف من أبو مازن [عباس] لتكون هذه الدولة دولة يهودية. الفكرة الاساسية لإسرائيل، الفكرة الصهيوينة- وأنا صهيوني ملتزم- بأنك تريد أن تنشأ دولة وتقول للناس، لجميع الأمميين في العالم، بأنه لا يهمنا بعد الآن إذا كنتم تعترفون بنا أو لا. سنعترف بأنفسنا. لذلك جاء أبي إلى هنا ولم يذهب إلى نيويورك.
– بالعودة إلى قضية الأسرى، لقد بدا لي ذلك دائما بأنه أسوأ الاحتمالات. من الواضح أننا كنا نتفاوض على أساس خطوط 67، سواء أردنا ذلك أم لا، وبامكانك تجميد وفك تجميد البناء في المستوطنات. هذا لا يعني أن لا رجعة في ذلك. في حين أن إطلاق سرح هؤلاء الأشخاص… وما الذي يقوله ذلك عن عباس، بأنه أراد أن يرى هؤلاء الأشخاص في الخارج في بداية العملية، وليس في نهايتها، كالخطوة الأخيرة عند التوقيع على الاتفاق. فلماذا إذا قامت الحكومة بذلك، وهل حاولت مقاومة ذلك؟
– كان هناك نقاش كبير داخل المجلس الوزاري المصغر. اسمح لي بتذكيرك، في ذلك الوقت لدينا مشكلة حتى في تحريك العملية برمتها. كانت هذه طريقة لبدء العملية. لقد تم إنشاء هذه الحكومة بعد أكثر من سنة من عدم وجود أية محادثات.
– ألم تكن هناك طريقة أخرى تساعد على بدء المحادثات؟ تجميد البناء في المستوطنات ليس بالأمر الكافي؟
– ليس مع هذا المزيج من الإئتلاف ونوع الفلسطينيين الموجود دلينا. لو كان الامر متعلقا بي، فسأختار التجميد كل يوم، لأن بالامكان قلب ذلك. لأن المستوطنات خارج الكتل الستيطانية تكلفنا جميعا ثمنا غير عادل اقتصاديا واجتماعيا.
– كم من الوقت قضيت شخصيا على عملية السلام؟ كم مرة التقيت بعباس في السنة الاخيرة؟
– لم ألتق بعباس. أنا لا ألتقي مع قادة فلسطينيين، لأنه يوجد لإسرائيل فريق تفاوض وسيكون ذلك تدخلا. ألتقي بانتظام مع شكري بشارة، وزير المالية الفلسطيني.
– هل لقاءاتك مع نظيرك الفلسطنيني مشجعة؟
– إنها مشجعة من ناحية الاجواء. ولكنها غير ممشجعة قيما يتعلق بالقدرة والاستعداد على إنشاء وبناء وإدارة دولة.
– أعطني أمثلة.
– حالوت إقناعة على سبيل المثال ‘نشاء شركة كهرباء خاصة بهم. لبعض الوقت عارضت إسرائيل ذلك لأن ذلك اعتُبر كنوع من رموز الحكومة. تحدثت مع وزير الطاقة سيلفان شالوم وستيحاق مولخو [مساعد نتنياهو ومفاوض] وبعد ذلك تحدثت مع رئيس الحكومة. قلت لهم، أنتم تعرفون أن الوقت قد حان ليكون لديهم شركو كهرباء خاصة بهم. لا توجد لدينا أية وسيلة لجمع الديون التي يدينون بها لشركة الكهرباء الإسرائيلية. في النهاية وافق الجميع.
– ما هو المبلغ الذي يدينونه به لإسرائيل؟
– أكثر من ميليار شيكل (285 مليون دولار) وهناك مبلغ 80 مليون شيكل (22 مليون دولار) يُضاف شهريا للدين.
بإمكاننا تعويض المال من أموال الضرائب التي نجمعها لهم، ولكن هذا ليس بالأمر البسيط. لذلك حصلت على كل التراخيص وأعلنت بسرور أنه باستطاعتنا أن نبدأ الآن. نظر [الفلسطينيون] نحوي وقالوا، لسنا متأكدين من كيفية القيام بذلك.
ما تقوله يبدو متسلطا: أن هنا الإسرائيليين يقولون، عندما قاربت المحادثات على التوقف، اننا لسنا متأكدين من أنهم يريدون هذه الدولة حقاً. قد يكون هذا ما تجده على أرض الواقع، ولكن…
أتعلم لماذا؟ اني اخبرك ما اعلم به.
مع ذلك يقولون للعالم أن كل ما يريدونه هو دولة، وإسرائيل لن تسمح لهم بالحصول عليها.
قل لي هذا. كيف يحدث انهم يرفضون دائماً؟ فكيف رفضوا ما عرض عليهم في كامب ديفيد في عام 2000؟ من قبل كلينتون وايهود باراك.
نظراً لأنه عرض عليهم 92-93 في المائة وأرادوا 100 في المئة، وأساساً لأن عرفات لم يكن على استعداد لإضفاء الشرعية على دولة يهودية.
حسنا، ليس عرفات. في سبتمبر 2008، أبو مازن في منزل إيهود أولمرت. أولمرت يفتح خارطة [تعرض على الفلسطينيين كامل الضفة الغربية تقريبا]. يقول، كل ما أريده هو اسمك. ويقول عباس، سوف أعود إليك برد، لكنه لم يفعل ابدأ.
نعم، أود أن أقول شخصيا أنها لحظة حاسمة. ولكن إذا كنت العب محامي الشيطان في محادثة معك، كنت سأقول، هذا رئيس وزراء اعرج منتهى، يعطيئي اتفاق لا يمكنني أن أكون متأكداً انه سيكرم. وسابدو وكأنني بعت شعبي.
هذه حجة واهية. وكان أفضل ان يوقع مع رئيس وزراء اعرج. هناك مبدأ استمرارية الحكومة. يتعين احترام الاتفاقات من حكومة إلى اخرى. لقد كان سيملك قطعة رائعة من الورق، خريطة كبيرة كان يريدها دائماً. يمكنك أن تصمد وتقول، اترى، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي وأنا وقعت على ذلك. أنت ملزم تماما لذلك. اي حكومة إسرائيلية ستعارض؟
الاستنتاج من تلك اللحظة هو ليس أن الفلسطينيين لا يريدون دولة، وليسوا جاهزين لدولة، أو ليسوا قادرين على إقامة دولة. بدلاً من ذلك، أنهم لا يريدون التصالح مع إسرائيل.
نعم، يمكنك القول أن الفكرة الأقل مريحه هي أن الفلسطينيين لا يريدون أن تكون لهم دولة جنبا إلى جنب مع إسرائيل نظراً لأنهم لم يتخلوا ابدأ على رؤيتهم الأساسية, وهي وجود دولة بدلاً من إسرائيل.
نعم، حجتك التي تقول ‘أنا قلق من أنهم لا يريدون دولة إطلاقا’ في الواقع مريحة أكثر من قلقي بأنهم مجرد لا يريدون دولة إلى جانب إسرائيل.
نعم، وإذا كان هذا هو الحال، عليهم أن يعوا أن هذا لن يحدث ابدأ.
ولكنك لا تفكر بهذا الاستنتاج الرهيب القاتم؟
لا زلت آمل أن هناك مستقبلا لكل واحد منا هنا معا في هذا الجزء الاليم جداً من العالم.
دعنا نتحدث عن عدد قليل من المسائل المحلية. مشروع القانون، هل سينفذ هذا حقاً؟
أنه ينفذ حاليا. لقد اصبح سار في العام الماضي، لأننا نخصص حصص له: 3,300 متجند أرثوذكسي في عام 2013، 3,800 في عام 2014 وهلم جرا، وهلم جرا. أنه تقدمي جدا. في عام 2013، لقد تجاوز الحصص المستهدفة. وهم في طريقهم إلى تجاوز الحصة النسبية لعام 2014.
العقوبات الاقتصادية سبق وبان أثرها. إذا حصل احدهم على رسالة انتساب ولم يظهر، أنه يتلقى رسالة تحذيرية وثم يتلقى غرامة مالية. واليشيفا خاصته تتلقى غرامة ايضا. لذلك فهم يقدمون للتطوع.
علمنا مسبقاً أن الدقيقة التي سيتم فيها تمرير مشروع القانون، سيكون هناك بضعة أشهر من التردد: لن يأتوا، سوف يغضبون، وستكون هناك مظاهرات. لا باس بذلك. الثورات الاجتماعية عملية مؤلمة. سألني أحدهم عن المظاهرة الضخمة هنا في القدس. قلت لا باس بذلك – مثال جيد، وديمقراطي لحرية التعبير. والواقع كانوا يصلون بدلاً من الصراخ، فكان شيئا جميلا. لقد كانوا يصلون لسبب خاطئ، ولكن لا يزال جميل. لذا، نعم، بعضهم لن ينصاعوا للمشروع… لكن نسبة كبيرة سوف تفعل ذلك. أنهم يعرفون مسبقاً أن تجنب هذا المشروع لم ياتي عليهم بالمنفعة.
اتعتقد ان القانون سينجح، وشيء رائع ان فعل؟
نعم، أعتقد أننا قمنا بالخيار الصحيح. يمكن أننا قمنا بالشيء الرمزي، قائلا أن الجميع قبل سن 18 سوف يشملوا على الفور، وهو ما أراده الأصوليون منا. فقلت، اسمحوا لي أن أرسل لكم مرة أخرى منصة يش عتيد التي نشرناها قبل الانتخابات، حيث قلنا اننا يمكننا القيام بذلك تدريجيا وبشكل معتدل، وتأكد من عمل هذا حقاً. لا أحتاج إلى تحرك تعريفي. أريد قانون حقيقي الذي سوف يجبر الشباب الأرثوذكس علر الذهاب إلى الجيش، وثم الخروج إلى سوق العمل. عشرات الآلاف منهم سيلتجؤون إلى سوق العمل الآن، وهو امر مهم ولا يصدق.
في السكن، فكرتك بإزالة ضريبة القيمة المضافة عن المنازل الجديدة لزوجين شابين – أكيد ان الاشخاص الوحيدين الذين سوف يستفيدون من هذا هم البنائين؟
كلا، لدينا نظام رقابة كاملة. نحن نعلم كم تكلفة البيوت في كل حي في إسرائيل. البناة لن يكونوا قادرين على رفع الأسعار. لدينا نظام حكومي لن يسمح لهم. ولن يدعهم الأزواج الشباب.
اليس هذا التدخل طرازا قديما وشيوعي تقريبا، بدلاً من ان يكون الحل الحقيقي تحرير المزيد من الأراضي؟
أنا بعيداً عن ان اكون شيوعيا. اسمع، السكن في إسرائيل مختلف لأن 93 في المائة من الأراضي المملوكة للدولة. الخطة هي الذهاب إلى العمل. أنها تعمل بالفعل. فالسوق بردت.
من ستدعم يش عتيد للرئاسة؟
لدينا اجتماع حزبي الأسبوع المقبل لمناقشة هذا الأمر. لذا، ليس لدي أي تفضيل حتى الآن.
ومسالة رئيس الوزراء. هل لا زلت تريد أن تكون رئيسا للوزراء؟ (ألابيد أعرب عن ثقة في العام الماضي أن الانتخابات القادمة ستشهد له منصب رئيس الوزراء).
كما تعلم، لقد قمت بأخطاء كثيرة جداً. ولكني أقوم بأخطاء قليلة مرتين. الحديث عن هذا الموضوع دائماً خاطئ.