إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

ويتكوف يصل إلى الدوحة مع استئناف المحادثات بهدف تمديد الهدنة الهشة في غزة

بحسب تقارير فإن الوسطاء يضغطون على حماس للإفراج عن 10 رهائن مقابل هدنة لمدة 60 يوما، مما يتيح الوقت للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا

متظاهرون يحتجون للمطالبة بإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 11 مارس، 2025.  (Avshalom Sassoni/Flash90)
متظاهرون يحتجون للمطالبة بإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 11 مارس، 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى قطر يوم الثلاثاء للانضمام إلى المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بهدف تمديد وقف إطلاق النار الحالي الهش في غزة، حسبما قال مصدر مطلع ل”تايمز أوف إسرائيل“.

وقال المصدر إن ويكتوف سيلتقي يوم الأربعاء برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأثنى ويتكوف يوم الاثنين على قطر لجهود الوساطة ”المتميزة“ التي تبذلها، مضيفا أن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تلعب دورا مفيدا أيضا.

وتأمل في أن تتقدم الولايات المتحدة باقتراح لتمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا، تقوم حماس خلالها بالإفراج عن حوالي نصف الرهائن الأحياء مقدما، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي يوم الثلاثاء.

وقد رفضت حماس حتى الآن الاقتراح، وأصرت على تمسك الطرفين بالإطار الذي تم الاتفاق عليه في كانون الثاني. وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل قد انتهت في الأول من مارس دون التوصل إلى اتفاق على المرحلتين اللاحقتين اللتين يمكن أن تضمنا نهاية دائمة للحرب، لكن الجانبين امتنعا منذ ذلك الحين عن استئناف القتال على نطاق واسع.

وذكرت أخبار القناة 12 ليلة الثلاثاء أن الوسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر يضغطون على حماس لإثبات جديتها بقبول العرض، وبالتالي توفير المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاقات أوسع نطاقا بشأن وقف إطلاق النار الجاري.

وكانت القناة قد ذكرت في وقت سابق أن إطار العمل ينص على أن تقوم حماس بالإفراج عن 10 رهائن أحياء، بمن فيهم الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا أخرى.

ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، يتحدث مع الصحفيين في البيت الأبيض، 6 مارس 2025، في واشنطن. (AP Photo/Alex Brandon)

وقال التقرير إن الوسطاء قالوا لحماس: ”هذه فرصتكم الأخيرة لمنع تجدد الحرب من جانب إسرائيل. الجميع بحاجة إلى الوقت، حتى أنتم“.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن هناك ”استعداد“ من جانب الحركة للموافقة على تمديد طويل لوقف إطلاق النار دون الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقال المصدر إن حماس ستطالب على الأرجح بالإفراج عن سجناء أمنيين فلسطينين بارزين مدانين بالإرهاب المحتجزين لدى إسرائيل مقابل قبول الاقتراح.

وأضاف المصدر أن هناك ”فجوة“ بين توقعات الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من المحادثات في قطر وقدراتهما على اتخاذ القرار: فبينما أرسل ترامب ويتكوف، وهو شخص قادر على اتخاذ القرارات، فإن الوفد الإسرائيلي – رغم أنه رفيع المستوى نسبيا – ليس مخولًا باتخاذ القرارات. لم يسافر المسؤول الذي كلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثا بقيادة المحادثات، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى قطر.

وقد أكد مسؤول كبير في حماس أن الجولة الجديدة من محادثات وقف إطلاق النار بدأت يوم الثلاثاء في الدوحة، حيث تتعامل الحركة مع المفاوضات ”بإيجابية ومسؤولية“.

وقال عبد الرحمن شديد: ”نأمل أن تؤدي الجولة الحالية من المفاوضات إلى تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية“.

كما أعرب عن أمله في أن يساعد ويتكوف في ”بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار“.

وقال إن ”الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية بسبب دعمها الثابت لحكومة الاحتلال [الإسرائيلي]“.

رجل فلسطيني يحمل اسطوانة غاز على دراجته في مخيم للنازحين غرب مدينة جباليا في شمال قطاع غزة في 11 مارس، 2025.(Bashar TALEB / AFP)

وقال وزير الخارجية غدعون ساعر إن إسرائيل لا تزال منفتحة على تحقيق أهدافها الحربية في غزة من خلال المفاوضات.

وقال في مقابلة مع شبكة ABC الأمريكية: ”إذا تمكنا من تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية، حسناً، ممتاز، ولكن إذا لم نتمكن من القيام بذلك، سنضطر إلى استئناف نشاطنا العسكري”.

وقالت إسرائيل إن أهدافها تشمل إعادة الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المسلحة في غزة والقضاء على جيش وحكومة حماس في القطاع. وقد كرر ويتكوف هذه الأهداف يوم الاثنين حيث قال لشبكة “فوكس نيوز” إنه ”لا بديل“ عن نزع سلاح الحركة وخروجها من غزة.

وقال ساعر أيضا يوم الثلاثاء إن إسرائيل ”نقلت أفكارنا“ إلى إدارة ترامب حول إجراء مسؤولين أمريكيين محادثات مباشرة مع حماس الأسبوع الماضي.

وكان مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر قد شارك في محادثات منفصلة ومباشرة مع حماس، والتي، في حين أنها تهدف بشكل عام إلى إنهاء الحرب دون وجود الجماعة الفلسطينية في السلطة، إلا أنها تركز بشكل خاص على تحرير ألكسندر، الرهينة الإسرائيلي الأمريكي الذي لا يزال على قيد الحياة، وكذلك تأمين الإفراج عن رفات أربعة أمريكيين قتلى لا تزال تحتجزهم الحركة.

وقد أثارت المحادثات انتقادات شديدة وإن كان وراء أبواب مغلفة من إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين إن التعامل المباشر مع حماس كان ”لمرة واحدة“ وأنه ”لم يؤت ثماره حتى الآن“.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرة عسكرية أثناء توجهه إلى جدة، السعودية، في 10 مارس 2025. (SAUL LOEB / POOL / AFP)

من بين الرهائن المتبقين في غزة، يُفترض أن 24 منهم على قيد الحياة، بينما أكد المسؤولون الإسرائيليون مقتل 35 منهم بناء على أدلة ومعلومات استخباراتية.

وقد طالبت حماس مرارا وتكرارا بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي من شأنها أن تشمل إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء المفترضين مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم.

وقد سعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى التوصل إلى ترتيب بديل من شأنه أن يمدد المرحلة الأولى من الهدنة ويشهد إطلاق سراح المزيد من الرهائن دون البدء في إنهاء دائم للحرب ضد حماس.

وقد أفرجت حماس حتى الآن عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثامين ثمانية رهائن إسرائيليين خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير. كما أطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وتم الإفراج عن أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب.

وتم إنقاذ ثمانية رهائن أحياء من الأسر على يد القوات الإسرائيلية، كما تم استعادة جثث 41 رهينة من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهرب من خاطفيهم، ورفات جندي قُتل في عام 2014.

ولا يزال رفات جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو الملازم هدار غولدين، محتجزا لدى حماس، وهو من بين الرهائن الـ 59.

ساهم في هذا التقرير وكالة فرانس برس وطاقم تايمز أوف إسرائيل.

اقرأ المزيد عن