إسرائيل في حالة حرب - اليوم 560

بحث

ويتكوف يشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من تخصيب إيران لليورانيوم، وليس تفكيك برنامجها النووي

مبعوث ترامب يركّز خلال مقابلة إعلامية على أهمية مستويات التخصيب في المفاوضات؛ موقع عقد الجولة الثانية من المحادثات لا يزال غير واضح: عُمان أم روما

المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتحدث إلى الصحفيين خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض في واشنطن، 6 مارس 2025 (Mandel NGAN / AFP)
المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتحدث إلى الصحفيين خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض في واشنطن، 6 مارس 2025 (Mandel NGAN / AFP)

بدا أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يستخدم أحد المكونات الأساسية في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي وُقّع في عهد إدارة أوباما، كمرجع في المحادثات الجارية مع طهران، في تصريحات بدت وكأنها تشير إلى أن واشنطن تسعى إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني بدلاً من تفكيكه بالكامل.

الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 ووجّه له انتقادات مستمرة، حظر على إيران تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 3.67% في إطار السعي لمنع الجمهورية الإسلامية من الحصول على سلاح نووي.

وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز يوم الإثنين: “لا حاجة لهم لتخصيب ما بعد 3.67%. في بعض الحالات، يبلغون 60%، وفي حالات أخرى 20%. هذا غير مقبول”. وأضاف: “لا تحتاج إلى تشغيل — كما يدّعون — برنامج نووي مدني حيث تخصب فوق 3.67%”.

الانتقال من تخصيب بنسبة 60% إلى 90% — وهي النسبة المطلوبة لتصنيع سلاح نووي — يُعتبر خطوة تقنية قصيرة نسبيًا.

تشير هذه التصريحات إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقييد تخصيب إيران لليورانيوم بدلاً من تفكيك برنامجها النووي بالكامل، كما تطالب إسرائيل، التي ترى في إيران النووية تهديدًا وجوديًا.

عُقدت الجولة الأولى من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني المتسارع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية في عُمان. وكانت هذه أرفع محادثات بين طهران وواشنطن منذ انهيار اتفاق 2015، وتضمنت لقاءً بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

لا يمكن المبالغة في أهمية هذه المفاوضات بالنسبة للبلدين المتخاصمان منذ نحو نصف قرن. وسبق أن هدّد ترامب مرارًا بشن ضربات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق. فيما حذّر مسؤولون إيرانيون بشكل متزايد من احتمال سعيهم إلى تصنيع سلاح نووي باستخدام مخزونهم من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من مستويات تصنيع الأسلحة.

وقال ويتكوف إن الجولة التالية من المحادثات ستركّز على “التحقق من برنامج التخصيب، ومن ثم التحقق من موضوع التسلح”.

وأضاف: “ويشمل ذلك الصواريخ — من نوعية الصواريخ التي خزّنوها. ويشمل أيضًا مشغّل القنبلة”.

وتابع: “نحن هنا لنرى ما إذا كان يمكننا حل هذه المسألة دبلوماسيًا ومن خلال الحوار. كان الاجتماع الأول إيجابيًا وبنّاءً ومقنعًا”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان المفتشون الأمريكيون — وليس مفتشو الأمم المتحدة — هم من سيتولون التحقق من التزام إيران بأي اتفاق يتم التوصل إليه، رفض ويتكوف الرد بشكل مباشر.

ورغم تأكيد عقد جولة ثانية من المحادثات، ساد الغموض بشأن الدولة التي ستستضيفها.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يحضر اجتماعًا مع نظيره الأرميني في يريفان، 25 مارس 2025. (Karen Minasyan / AFP)

بعد المفاوضات غير المباشرة في مسقط نهاية الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في وقت متأخر من مساء الإثنين إن الجولة التالية ستُعقد في العاصمة العُمانية في 19 أبريل، بحسب ما أوردته وكالة “إرنا”. وكان وزيرا خارجية هولندا وإيطاليا قد صرّحا سابقًا بأن المحادثات ستُعقد في روما.

وقال بقائي إن المحادثات ستبقى غير مباشرة عبر وساطة عمانية، مشددًا على أن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة “غير فعالة” و”غير مجدية”. وكان وزير خارجية عمان يتنقل بين الوفدين في الجولة السابقة.

ولم تُحدّد الجهات الأمريكية حتى الآن مكان انعقاد المحادثات المقبلة.

وكان من المتوقع أن تعقد الجولة التالية يوم السبت في روما، بحسب مصدر في الحكومة الإيطالية تحدث لوكالة أسوشيتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله بالحديث علنًا. وأشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أيضًا إلى أن المحادثات ستُعقد هناك.

وقال تاياني للصحفيين خلال زيارة إلى أوساكا، اليابان: “تلقينا طلبًا من الأطراف المعنية، من عمان التي تلعب دور الوسيط، وقدّمنا ردًا إيجابيًا. نحن على استعداد لاستضافة أي اجتماعات يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، وخصوصًا في هذا الملف النووي”.

كما قال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب خلال اجتماع في لوكسمبورغ إن المحادثات المقبلة ستُعقد في روما. وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن وزير الخارجية الإيراني عراقجي قال لنظيره العراقي يوم الإثنين إن المحادثات ستُعقد في روما.

ثم صباح الثلاثاء، نقلت وكالة “إرنا” عن المتحدث الإيراني بقائي قوله إن المحادثات ستُعقد مجددًا في عُمان، دون تقديم سبب لذلك. ويُذكر أن الأحد القادم يصادف عيد الفصح، وهو عطلة دينية كبرى في روما التي تحيط بالفاتيكان، مركز الكنيسة الكاثوليكية.

أجهزة الطرد المركزي في مرفق تخصيب اليورانيوم في نطنز، إيران، في 17 أبريل 2021، بعد ستة أيام من تعرض المرفق لهجوم غامض. (IRIB via AP)

وكان بقائي قد صرح سابقًا بأن تركيز المحادثات المقبلة سينصب فقط على “الملف النووي ورفع العقوبات”، مؤكدًا أن إيران “لن تتفاوض مع الجانب الأمريكي حول أي قضايا أخرى”.

وأفادت “إرنا” في وقت متأخر من الأحد بأن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية يُعدّان من “الخطوط الحمراء” في المفاوضات.

وقد وصفت كل من إيران والولايات المتحدة محادثات السبت بأنها “بنّاءة”.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور إيران

جدد بقائي التأكيد على أن إيران ستستضيف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال الأيام المقبلة، لكنه أشار إلى أن تفاصيل الزيارة لا تزال “قيد الترتيب”.

وفي منشور عبر منصة إكس، أكد غروسي أنه سيتوجه إلى طهران “في وقت لاحق من هذا الأسبوع”.

وكتب “الاستمرار في التواصل والتعاون مع الوكالة أمر أساسي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية”.

وأفادت “إرنا” لاحقا أن غروسي سيصل يوم الأربعاء للقاء كل من عراقجي ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يرحب برئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (يسار) خلال اجتماع في طهران في 14 نوفمبر 2024. (Iranian Presidency / AFP)

وكان غروسي قد زار إيران آخر مرة في نوفمبر، حيث التقى كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.

وقد لعبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورًا محوريًا في التحقق من امتثال إيران للاتفاق النووي مع القوى العالمية، وقد استمرت في العمل داخل الجمهورية الإسلامية، رغم تقليص طهران تدريجيًا لصلاحياتها منذ انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق. وأعادت الولايات المتحدة بعدها فرض عقوبات مشددة، فيما تخلّت إيران عن العديد من التزاماتها، بما في ذلك القيود على التخصيب.

وكانت إيران قد هدّدت الأسبوع الماضي بوقف التعاون مع مفتشي الوكالة في حال استمرار التهديدات الأمريكية باستخدام القوة في حال فشل المحادثات.

نشاط دبلوماسي مكثّف

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أيضًا إن الوزير عباس عراقجي سيزور موسكو هذا الأسبوع لمناقشة المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي جرت في عمان.

وأضاف بقائي: “سيسافر الدكتور عراقجي إلى موسكو نهاية الأسبوع”، مشيرًا إلى أن الرحلة “مُخطط لها مسبقًا” وستكون “فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط”.

تشارك كل من روسيا، الحليف الوثيق لإيران، والصين في التواصل مع طهران مؤخرًا بشأن برنامجها النووي، وهما من أطراف اتفاق 2015.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن عراقجي سيلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال اجتماع مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن، 14 أبريل 2025. (Pool via AP)

وقد رحبت موسكو بالمحادثات بين إيران والولايات المتحدة، ودعت إلى حل دبلوماسي، محذّرة من أن المواجهة العسكرية ستكون “كارثة عالمية”.

وفي غضون ذلك، تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وقت سابق من يوم الإثنين حول التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها على الأمن الإقليمي، وفقًا لما ذكرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس.

وقالت بروس في بيان: “اتفقا على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز حلف الناتو”.

اقرأ المزيد عن