ويتكوف يرفض عرض حماس للإفراج عن عيدان ألكسندر و4 رهائن قتلى
رفضت إسرائيل شروط حماس، التي ورد إنها رد متأخر على محادثاتها المباشرة المتعثرة مع الولايات المتحدة؛ مبعوث ترامب يكشف تفاصيل اقتراحه "لتضييق الفجوات"؛ روبيو يصف حماس بـ"المتوحشين"

رفض مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم الجمعة عرضا تقدمت به حماس في وقت سابق من اليوم لإطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر – آخر رهينة أميركي إسرائيلي معروف أنه على قيد الحياة – ورفات أربعة مواطنين مزدوجي الجنسية مجهولين، ووصفه بأنه غير صادق.
وقال ويتكوف في بيان أنه بدلا من قبول اقتراح “تضييق الفجوات” الذي قدمه بنفسه، “اختارت حماس للأسف الرد من خلال الادعاء علنا بالمرونة بينما تقدم في الخفاء مطالب غير عملية تماما دون وقف إطلاق النار الدائم”.
وأوضح أن “حماس أُبلغت، من خلال شركائنا القطريين والمصريين، بشكل لا لبس فيه بضرورة تنفيذ ’تضييق الفجوات’ قريباً – وأنه يجب إطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي المزدوج عيدان ألكسندر على الفور”.
وحذّر كبير مساعدي ترامب، دون الخوض في التفاصيل، أنه في ردها، “حماس تراهن راهنةً خاطئةً على أن الوقت في صالحها. وهو ليس كذلك. حماس تُدرك تمامًا الموعد النهائي، وعليها أن تعلم أننا سنردّ وفقًا لذلك إذا انقضى هذا الموعد”.
في غضون ذلك، أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة حركة حماس ووصفها بأنها “متوحشة” وقال إنه ينبغي التعامل معها على هذا النحو.
وقال دبلوماسي عربي كبير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن اقتراح حماس صباح الجمعة كان مبنيًا على ما ناقشته الحركة الفلسطينية مع مبعوث الرهائن الأمريكي آدم بوهلر في الرابع من مارس. في ذلك الوقت، امتنعت حماس عن الموافقة على الاقتراح.
واستشاطت إسرائيل غضبًا لعدم إبلاغها بالمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، وسرّبت وجودها لاحقًا في ذلك اليوم، وفقًا لما صرّح به مسؤول أمريكي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويوم الجمعة، انتقدت إسرائيل تأجيل حماس موافقتها، معتبرةً إياه حيلة للتهرب من الالتزام بمقترح ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، الذي انتهى في 2 مارس، حتى 19 أبريل.

وأشار البيان النادر الذي أصدره ويتكوف يوم الجمعة إلى أن رد حماس على بوهلر كان متأخرا للغاية بالنسبة لواشنطن، التي تتخذ الآن موقفا أكثر صرامة تجاه حماس.
وأعلن ويتكوف عن العديد من الشروط الرئيسية في اقتراح “تضييق الفجوات” الذي قدمه للمفاوضين في الدوحة يوم الأربعاء.
معتمدا الموقف الإسرائيلي، اقتراح “تضييق الفجوات” الذي قدمه ويتكوف ينص على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وينص على إطلاق حماس سراح رهائن أحياء مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. ولم يحدد عدد الرهائن الأحياء أو عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
وأشارت تقارير عديدة إلى أن اقتراح ويتكوف يتطلب من حماس إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء ورفات عشرة آخرين، لكن هذا لم يُؤكد. وأفادت تقارير بأن إسرائيل سعت إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن الأحياء. ويُعتقد أن هناك 24 رهينة على قيد الحياة في غزة، بالإضافة إلى 35 رهينة أكدت إسرائيل مقتلهم.
كشف ويتكوف أنه وصل مع مدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، إريك تراغر، إلى الدوحة يوم الأربعاء لتقديم اقتراح “تضييق الفجوات” لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. ينتهي شهر رمضان المبارك في 29 مارس، بينما ينتهي عيد الفصح اليهودي الذي يستمر أسبوعًا في 19 أبريل.
وقال ويتكوف إن “تمديد المرحلة الأولى” سيمنح إسرائيل وحماس مزيدًا من الوقت للتفاوض على وقف إطلاق نار دائم. وأضاف: “ستعمل الولايات المتحدة على إيجاد حل دائم لهذا الصراع المستعصي خلال فترة وقف إطلاق النار الممدد”.
كما أن تمديد المرحلة الأولى الذي عرضه ويتكوف من شأنه أن يشهد استئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي أوقفتها إسرائيل عند الموعد النهائي الأصلي للمرحلة الأولى قبل حوالي أسبوعين، مع الدعم اللاحق من إدارة ترامب.
ولم يحدد نتنياهو عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل كل رهينة، مكتفيا بالقول إن عملية التبادل ستكون “وفقا للصيغ السابقة”.
وقال روبيو يوم الجمعة إن عمليات التبادل التي قامت بها إسرائيل كانت “تبادلات سخيفة – 400 شخص مقابل ثلاثة”.
وقال روبيو للصحفيين بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع في كيبيك: “إنها جنونية. علاوة على ذلك، ترون الوضع الذي يُطلق سراح هؤلاء الأشخاص فيه”.

وأضاف: “أولويتنا كحكومة أمريكية هي دائمًا الاهتمام بجميع الرهائن. نريد إطلاق سراح جميع الرهائن”.
كما قال روبيو: “نحن نجلس، كعالم، نتقبل نوعًا ما أنه من الطبيعي والمقبول أن تدخل مكانًا ما، وتختطف أطفالًا ومراهقين، وتختطف أشخاصًا لا علاقة لهم بأي حروب، ليسوا جنودًا… وتأخذهم وتضعهم في أنفاق لما يقارب العام والنصف. نتصرف كما لو أن هذا تبادل عادي. هذا أمرٌ مُشين. يجب إطلاق سراحهم جميعًا”.
في إشارة إلى مقترح حماس الأخير، تابع روبيو: “لن أعلق على ما نقبله أو لا نقبله، بخلاف [أن أقول] إننا جميعا – العالم أجمع – يجب أن نستمر في القول إن ما فعلته حماس أمر شائن، إنه سخيف، إنه مريض، إنه مثير للاشمئزاز”.
“نحن نتعامل مع بعض المتوحشين. هذا كل ما في الأمر. هؤلاء أناس سيئون، أناس فظيعون، وعلينا أن نعاملهم على هذا الأساس”.

اقتراح بوهلر يتطلب استئناف المساعدات والمرحلة الثانية من المحادثات
لم يُحدد بيان حماس الصادر يوم الجمعة جنسيات الرهائن الأربعة القتلى المقرر إطلاق سراحهم مع ألكسندر. إلا أن الدبلوماسي العربي الذي تحدث لصحيفة تايمز أوف إسرائيل قال إنهم الأمريكيون الإسرائيليون الأربعة المتبقين في الأسر – إيتاي حن، وعومر نيوترا، وغادي حغاي، وجودي فاينشتاين.
وفي مقابل إطلاق سراح ألكسندر والرهائن الأربعة القتلى، تطالب حماس بعدد من الأسرى الفلسطينيين واستئناف إيصال المساعدات إلى غزة والتزام إسرائيل بالدخول في محادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، بحسب الدبلوماسي، مؤكدا ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.
وقال المسؤول، الذي كشف أن الاتفاق مبنيا على اقتراح بوهلر في وقت سابق من هذا الشهر، إنه بمجرد موافقة إسرائيل من حيث المبدأ على الاتفاق، فإن حماس مستعدة للتفاوض على هويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وفي حين تم تنسيق المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس بشكل كامل مع ويتكوف، كان بوهلر هدفا للغضب الإسرائيلي، ومارس وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ضغوطا على مساعدي ترامب لمنع مبعوث الرهائن من التعامل مع هذه القضية.
وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الخميس أن بوهلر سيواصل مساعدة ويتكوف في جهوده. إلا أن ويتكوف التزم الصمت حيال الأمر، بينما صرّح روبيو بأن المحادثات المباشرة مع حماس كانت “لمرة واحدة”، وأن المفاوضات المستقبلية ستُعقد عبر القناة الأصلية التي قادها ويتكوف.
وقد قال بوهلر إنه يأمل في كسر الجمود في المفاوضات.

كان من المفترض أن ينتقل الاتفاق بين إسرائيل وحماس، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية في 2 مارس، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى. إلا أن إسرائيل رفضت، لمدة شهر تقريبًا، إجراء مفاوضات حول شروط المرحلة الثانية، التي تشترط انسحابًا كاملًا من غزة والموافقة على إنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما يمثل خطًا أحمر بالنسبة للجناح اليميني في الحكومة.
بعد انتهاء المرحلة الأولى، أوقفت إسرائيل، بدعمٍ لاحق من البيت الأبيض، دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض استمرار تدفق المساعدات طالما استمرت محادثات المرحلة الثانية.
وشهدت المرحلة الأولى إطلاق حماس سراح 33 امرأة وطفلا ورجلا مدنيا وأولئك الذين اعتبروا “حالات إنسانية”، مقابل نحو 1900 أسير فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 270 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد فيما يتصل بقتل العشرات من الإسرائيليين.
المرحلة الثانية تتضمن إطلاق حماس سراح 24 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بمن فيهم ألكسندر. جميعهم شباب اختُطفوا في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.
هناك 35 رهينة آخرين أكدت إسرائيل مقتلهم محتجزون في غزة. من بينهم 34 اختُطفوا خلال هجوم حماس، وجندي قُتل في حرب غزة عام 2014. ومن المقرر إعادة الرهائن القتلى في المرحلة الثالثة المحتملة من الاتفاق.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير