الجيش الإسرائيلي ينفي تقارير أنه قتل 31 فلسطينيا قرب مركز توزيع مساعدات في غزة
نفا كل من الجيش الإسرائيلي و"مؤسسة غزة الإنسانية" إطلاق النار في موقع توزيع المساعدات، رغم أن شهود عيان نقلت عنهم وكالة أسوشيتد برس يؤكدون أن الحادث وقع على بُعد كيلومتر من هناك

قُتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيا وجُرح العشرات فجر الأحد أثناء توجههم إلى موقع توزيع مساعدات إنسانية في جنوب قطاع غزة، وفق ما أفاد شهود عيان وسلطات حماس.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مقتضبا قال فيه أنه “حتى هذه اللحظة، لا علم لنا بإصابات نتيجة نيران قوات الجيش الإسرائيلي داخل موقع توزيع المساعدات في رفح”، مضيفا أن “المسألة لا تزال قيد المراجعة”.
وردا على طلب للتوضيح، لم ينفِ الجيش الإسرائيلي صراحة وقوع إطلاق نار، بل أكد فقط أنه لا علم له بوقوع إصابات “داخل” موقع توزيع المساعدات. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على حشود كانت على بُعد نحو كيلومتر من الموقع قبل ساعات من بدء توزيع المساعدات.
وأصرت “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تشرف على توزيع المساعدات والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أن “المساعدات وُزعت اليوم مجددًا من دون أي حادث”.
ونشرت المؤسسة مقاطع فيديو يُفترض أنها تُظهر عدم تعرض أي مدني فلسطيني لإطلاق نار في الموقع. وقالت: “التقارير عن وقوع إصابات وقتلى كاذبة ومفبركة بالكامل”، وأرفقت حوالي 15 دقيقة من لقطات تظهر موقع التوزيع بعد الفجر.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، والتي لا يمكن التحقق من بياناتها، أن 31 شخصا قُتلوا وأُصيب 170 آخرون في حادثة رفح يوم الأحد. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل شخص واحد وإصابة أكثر من عشرة آخرين في موقع توزيع مساعدات في منطقة محور نتساريم.
מצלמות האבטחה של החברה שאחראית על חלוקה המזון בעזה תיעדו את הרגעים בהם נטען לכאורה שבוצע ירי לעבר פלסטינים במתחם הסיוע. לפי התיעוד, לא נראה שבוצע ירי@ItayBlumental pic.twitter.com/HGLLrVRY4o
— כאן חדשות (@kann_news) June 1, 2025
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شهود عيان قولهم إن حادثة رفح وقعت قبل الفجر بينما كان الآلاف يتجهون نحو مركز توزيع المساعدات. وقال الشهود إن القوات الإسرائيلية أمرتهم بالتفرق والعودة لاحقا، وعندما وصل الحشد إلى دوار يبعد كيلومترا تقريبا عند الساعة الثالثة فجرا، أطلقت القوات الإسرائيلية النار.
وقال مراسل الوكالة إنه وصل إلى مستشفى ميداني حوالي الساعة السادسة صباحا وشاهد عشرات الجرحى، بينهم نساء وأطفال، كما شاهد حشودًا من الناس عائدين من موقع التوزيع، بعضهم يحمل صناديق مساعدات، لكن الغالبية بدت عائدة خالية الوفاض.
وفي ظل التغطية الدولية المكثفة للحادثة، انتقد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الحكومة لعدم تقديمها أي معلومات باستثناء بيان الجيش المقتضب.
وقال إن الإعلام الدولي يروج “لكذبة ضخمة”.
وأضاف “إسرائيل بلا جهود دبلوماسية. القضية بلا إدارة”.
Here’s the PROOF:
This is the SPECIFIC food distribution site, at the PRECISE time that Israeli tanks supposedly shot them.
Nothing. No shooting. Everything going well.
100% fake.
The headline is simply a LIE.
This is simply unbelievable.
When it’s about Israel, all… pic.twitter.com/70m5BW09yQ— Naftali Bennett נפתלי בנט (@naftalibennett) June 1, 2025
وقد نفت “مؤسسة غزة الإنسانية” تقارير سابقة عن فوضى وإطلاق نار حول مواقعها، وهي مواقع تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية. وقد أقر الجيش الإسرائيلي في مناسبات سابقة بإطلاق طلقات تحذيرية.
وقالت المؤسسة يوم الأحد إنها وزعت 4.7 مليون وجبة في ثلاثة مواقع توزيع بجنوب ووسط غزة خلال الأيام الستة الماضية. لكن تصنيف المؤسسة للوجبات يستند إلى صناديق مواد غذائية جافة لا تزال تحتاج إلى معدات طبخ أو مطابخ جماعية، والتي أصبحت نادرة للغاية في القطاع بعد قرابة عشرين شهرًا من الحرب المدمرة.
وبضغط من الحلفاء، بدأت إسرائيل الشهر الماضي بالسماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد أن منعت دخول جميع الأغذية والأدوية والوقود وسلع أخرى منذ 2 مارس، في خطوة قالت القدس إنها تهدف للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى المشاركة في نظام “مؤسسة غزة الإنسانية”، قائلة إنه ينتهك المبادئ الإنسانية ويضع المساعدات تحت السيطرة الإسرائيلية لاستخدامها لتنفيذ خطة معلنة لنقل سكان غزة إلى الجنوب. كما تؤكد أنه لا يمكن لهذا النظام تلبية الاحتياجات الضخمة للسكان ويعرض طالبي المساعدات للخطر.
وطالبت إسرائيل بالنظام الجديد قائلة إنه ضروري لمنع حماس من الاستيلاء على الإمدادات. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن آلياتها تمنع بالفعل حدوث تحويل كبير للمساعدات، إلا أن هناك مقاطع مصورة تظهر سرقة مساعدات من قبل مسلحين في غزة، كما أن أحد الرهائن السابقين شهد بأن حماس كانت تأكل من تلك المساعدات المسروقة.