إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

“وقعوا على اتفاق الآن”: عشرات آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد يقولون إن إطلاق سراح الرهائن إما أن يكون الآن أو أبدا

وسط تقارير عن اقتراب الجانبين من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، المحتجون يقول إن الوقت ينفد بالنسبة لمن تبقى من الرهائن

متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، خارج مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 17 أغسطس، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)
متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، خارج مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 17 أغسطس، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

اجتذبت المظاهرات الأسبوعية التي تطالب بصفقة الرهائن وإجراء انتخابات جديدة مساء السبت عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد، وسط تفاؤل حذر في أن تضع المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس اتفاق وقف إطلاق النار بين الرهائن في متناول اليد.

في تل أبيب، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين، بمن فيهم أقارب المحتجزين كرهائن في غزة، في ما تُعرف ب”ساحة المخطوفين” في مظاهرة تطالب بعودة أحبائهم، وناشدوا رئيس الوزراء وفريق التفاوض بالتوصل إلى اتفاق قبل نفاد الوقت.

في كلمته أمام المظاهرة، وجه إيلاي دافيد، الذي يتم احتجاز شقيقه إفياتار دافيد (23 عاما)، في غزة، حديثه إلى نتنياهو وفريق التفاوض قائلا “حان الوقت للتأكد من عودة كل رهينة إلى الوطن على الفور”.

وأضاف: “أنتم تحظون بدعم كامل من الأمة الإسرائيلية. لا تخشوا من اتخاذ أكثر القرارات أخلاقية ويهودية وإعادة رهائننا إلى الوطن”.

وسلط بعض المحتجين الضوء على مطلبهم بالتوصل إلى اتفاق من خلال عروض مثيرة للجدل، بما في ذلك شخص ارتدى قناع نتنياهو وهو ينحني فوق شخص آخر يمثل رهينة ميتة وملطخة بالدماء، وبجانبه لافتة كتب عليها “لقد أضفت بنودا، مات الرهائن. أنا آسف”، في إشارة إلى مزاعم بأن نتنياهو قدم مطالب جديدة أثناء المفاوضات والتي أدت إلى تأخير التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤول في إدارة بايدن للصحفيين يوم الجمعة إن الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر يعتقدون أن “اقتراح التجسير” النهائي الذي قدمته واشنطن يسد جميع الفجوات المتبقية تقريبا بين إسرائيل وحماس.

متظاهر يرتدي قناع بنيامين نتنياهو يشارك في مظاهرة تطالب باتفاق فوري لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، في تل أبيب، 17 أغسطس، 2024. كُتب على اللافتة: “لقد أضفت بنودا، مات الرهائن. أنا آسف”. (Danor Aharon)

وناشد مور شوهام، الذي لا يزال شقيقه تال شوهام (38 عاما) رهينة بعد إطلاق سراح ستة آخرين من أفراد عائلته في نوفمبر، باتباع التعاليم اليهودية قائلا: “من ينقذ حياة واحدة، ينقذ العالم أجمع”، في إعادة صياغة لمقولة حاخامية قديم، ودعا المتظاهرين إلى ترديد العبارة بعده.

وأكد شوهام على إلحاح اللحظة، قائلا للحشد: “لا يعتقد أي مواطن إسرائيلي أن الرهائن لديهم المزيد من الوقت، وبالتالي يجب أن يكون هناك اتفاق الآن. ’الآن’ ليس شعارا مثل ’النصر الكامل’، إنها خطة عمل – الخطة الوحيدة الموجودة. وقع على صفقة الآن يا نتنياهو!”

وأكد إيلي إلباغ، الذي اختُطفت ابنته ليري إلباغ (19 عاما) من قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، أنه يعتقد أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق، وأن الاختيار هو بين الانتهاء من الاتفاق أو الانتقال إلى حرب إقليمية كبرى لا يمكن التنبؤ بنتائجها: “حماس تريد [اتفاقا] أيضا، وحزب الله”، كما قال. “إذا لم يكن هناك اتفاق – فستكون هناك حرب مروعة”.

في خطابه، تطرق إلباغ إلى الانتقادات الموجهة إلى عائلات الرهائن، وقال لأولئك الذين يشككون في خطابات أو تكتيكات العائلات،  “ليس لديكم الحق في التحدث حتى يتم اختطاف أولادكم. وإذا تم اختطاف أولادكم، فيمكنكم انتقاد ما تريدون، بالطريقة التي تريدونها. ولكن طالما لم يتم اختطاف أولادكم، فاصمتوا”.

وقرأت ياردين غونين، التي بلغت شقيقتها الرهينة رومي غونين 24 عاما يوم الأحد، رسالة إلى شقيقتها متسائلة “كيف يمكنني الاستمرار في الوجود في هذا العالم، عندما أرى أن الناس لا يفعلون كل ما في وسعهم لإعادة الرهائن؟”

وكشفت غونين في نهاية خطابها أن هذه الرسالة كُتبت في عيد ميلادها، قبل حوالي ثمانية أشهر، وأعربت عن أسفها على استمرار ملائمتها الآن.

تم اختطاف رومي غونين من مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي بالقرب من كيبوتس رعيم في 7 أكتوبر، عندما اقتحم نحو 3 آلاف مسلح الحدود إلى داخل إسرائيل عبر البر والجو والبحر، وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

ياردن غونين، شقيقة رومي جونين المحتجزة كرهينة لدى حماس في غزة، في مظاهرة في ساحة المخطوفين في تل أبيب، 17 أغسطس، 2024. (Paulina Patimer, Pro-Democracy Protest Movement)

ويعتزم منتدى عائلات المخطوفين تنظم حدث مساء الأحد في يافا للاحتفال بعيد ميلاد غونين، وطلب من الحضور ارتداء نقشة النمر أو اللون الأصفر لتجسيد الروح النابضة بالحياة للرهينة الشابة.

ويعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 39 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وأفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات الإسرائيلية سبع رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 24 رهينة، بما في ذلك ثلاثة مختطفين قتلهم الجيش عن طريق الخطأ أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مدنيين إسرائيليين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

وأشار منتدى المخطوفين إلى أن المظاهرة التي ينظمها تقام وفقا لإرشادات قيادة الجبهة الداخلية، والتي لم تتغير حاليا، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي في “حالة تأهب قصوى” تحسبا لهجمات محتملة من إيران أو حزب الله في أعقاب مقتل قيادييْن كبيريْن.

وفي مكان قريب، عند تقاطع طريق “بيغين” وشارع “كابلان”، الذي يُعرف باسم “ميدان الديمقراطية”، أقام متظاهرون مناهضون للحكومة، بما في ذلك البعض من عائلات الرهائن، مظاهرة أيضا.

في دعوة للجمهور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الجمعة، استشهد المنظمون باستطلاع رأي أجرته القناة 12 وجد أن 63٪ من الإسرائيليين يؤيدون صفقة الرهائن، مقارنة بـ 12٪ فقط الذين يعارضونها (25٪ غير متأكدين).

عضو الكنيست بيني غانتس يحضر مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس في غزة، في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب، 17 أغسطس، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وكتبت مجموعة “كولانو حطوفيم” (كلنا مخطوفون) التي تضم نحو 12 عائلة من عائلات الرهائن على منصة “اكس”: “إن الأمة تريد عودة الرهائن إلى الديار”. يُعرف عن مجموعة “كولانو حطوفيم” احتجاجاتها الساخنة عند مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقيامها بإغلاق شارع “أيالون” السريع مساء كل سبت، غالبا بعد الانضمام إلى مظاهرة منتدى عائلة المخطوفين الرسمية.

في الوقت نفسه، قال تسفيكا مور، والد إيتان مور، الذي اختُطف إلى غزة خلال عمله كحارس أمن في مهرجان نوفا، في بيان يوم الجمعة إنه يعارض بشدة الصفقة، التي “يمكن أن تقتل ولدي” والشباب الآخرين الذين سيبقون في غزة بعد المرحلة الأولى.

وكتب مور، وهو عضو في منتدى عائلات الرهائن “تيكفا”، الذي يتخذ موقفا متشددا بشأن الحرب، “إن النصر وحده كفيل بتحريرهم جميعا”…

“ما السبب الذي قد يدفع كبار مسؤولي حماس إلى إطلاق سراح الشباب في المراحل التالية، وهم يعلمون أنه بمجرد إطلاق سراح هؤلاء الدروع البشرية، فإن إسرائيل سوف تقضي على قيادة حماس على الفور؟ إنني أشعر بقلق شديد من أن هذه الصفقة قد تقتل ولدي الحبيب إيتان، إلى جانب المخطوفين الآخرين الذين سيبقون في غزة بعد المرحلة الأولى”.

تسفيكا مور في صورة غير مؤرخة مع ابنه إيتان المحتجز لدى حماس في غزة. (Courtesy)

وأضاف: “فقط نصر ساحق يؤدي إلى تفكك حماس هو وحده الذي سيحرر… الرهائن من براثن الإرهابيين”.

بالإضافة إلى المظاهرة الحاشدة في تل أبيب، أقيمت احتجاجات في مدن مختلفة في أنحاء البلاد، شارك فيها الآلاف من المتظاهرين.

وشارك الآلاف في مظاهرات أقيمت في القدس وحيفا، حيث قاد المتظاهرون مسيرة سارت عبر مدينة حيفا حاملين لافتة كتب عليها “من يتخلى عن حياة واحدة، يتخلى عن العالم بأسره”، في إشارة إلى نفس القول المأثور الذي استشهد به شوهام.

في نس تسيونا، ألقى جد الرهينة نعمة ليفي كلمة أمام مظاهرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الرهائن، في حين شارك متظاهرون آخرون في عروض فنية. تنكرت امرأتان في زي رهينتين مقيدتين ومعصوبتي الأعين ووُضعت خلفهما لافتة كتب عليها “ماذا لو كانت هذه ابنتك؟”

كما أقيمت مظاهرات أخرى في الخضيرة وكريات طبعون ومفرق كرميئل في شمال إسرائيل، وفي قيسارية خارج منزل نتنياهو الخاص، وفي العديد من المواقع الأخرى في أرجاء البلاد.

اقرأ المزيد عن