وفد مساعدات إسرائيلي آخر ينطلق إلى جنوب تركيا بعد الزلازل المدمرة
يتوجه الأطباء والمسعفون وعناصر البحث والإنقاذ واختصاصيو الصدمات مع أطنان من المعدات إلى غازي عنتاب لدعم الفرق العاملة على الأرض
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

انطلق وفد من العشرات من الأطباء الإسرائيليين والمسعفين وعناصر الإنقاذ والمتخصصين في الصدمات النفسية إلى جنوب تركيا بعد ظهر يوم الثلاثاء للمساعدة في عمليات الإنقاذ الجارية بعد الزلزال المدمر والهزات الارتدادية الصغيرة التي ضربت المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف وتركت العديد من الأشخاص بلا مأوى في منتصف الشتاء.
تم تنظيم الرحلة من قبل منظمة الطوارئ “هاتسالا”، ومن المقرر أن تصل إلى غازي عنتاب، واحدة من أكثر المدن تضررا من الهزات الأرضية.
وفي وقت سابق من اليوم، هبط وفد أكبر يضم حوالي 150 شخصا من قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي في مدينة أضنة لبدء العمليات هناك وفي المناطق المحيطة.
وكان حوالي 25 متطوعا من “هتسالا” على متن رحلة بعد ظهر يوم الثلاثاء، معظمهم من الأطباء والمسعفين وخبراء الصدمات، جلبوا معهم ما يقارب من 10 أطنان من المعدات والمساعدات الإنسانية.
وكان الوفد برئاسة يوسي كوهين، ضابط احتياطي في قيادة الجبهة الداخلية. وعلى الرغم من تجربته السابقة في عمليات الإنقاذ، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي يقود فيها كوهين مثل هذا الوفد. كما كان لدى العشرات من المتطوعين الآخرين في الرحلة خبرة واسعة في مهام البحث والإنقاذ حول العالم. وشارك العديد منهم في عمليات الإنقاذ على الحدود الأوكرانية العام الماضي بعد الغزو الروسي في فبراير، وكذلك في أعقاب الزلزال المدمر في نيبال في عام 2015.
وقال كوهين للوفد قبل وقت قصير من الإقلاع: “مهمتنا الأساسية هي الانضمام إلى القوات هناك ومحاولة إنقاذ الأرواح”.
بعد الهبوط في غازي عنتاب، يخطط الوفد للقاء وحدة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي العاملة في مكان قريب والانضمام إلى جهودهم.
وقالت المنظمة: “فور الهبوط، سيعمل أعضاء الوفد على إنشاء مركز قيادة خاص وعيادة ميدانية، لتقديم المساعدة الطبية، وللمساعدة في إنقاذ الأشخاص العالقين [تحت الأنقاض]”.

وأكد نائب رئيس العمليات في “هتسالا” دوفي مايزل، الذي شارك في العديد من البعثات إلى مواقع الكوارث على مر السنين، للمتطوعين أهمية جهودهم.
“في خضم هذه الكارثة الرهيبة، قد تشعرون أنكك صغار في مثل هذا الحدث الكبير، لكن صدقوني أن تأثيركم هائل. هذا صحيح بالنسبة لكم كأفراد، وبالنسبة للمنظمة ولعلم إسرائيل على كتفكم”، قال.
بالإضافة إلى متطوعي “هتسالا”، كان فريق من وحدة البحث والإنقاذ الوطنية الإسرائيلية على متن الطائرة، وأحضر الفريق المعدات اللازمة للعمل الدقيق والمعقد والخطير المتمثل في حفر الأشخاص من المباني المدمرة أو المنهارة.
وسافرت أيضا مجموعة صغيرة من منظمة IsraelAID، بما في ذلك خبراء الصدمات، إلى غازي عنتاب على متن رحلة “هتسالا” مع عدد من أنظمة تنقية المياه. وقال أحد أعضاء المجموعة إن الوفد خطط لتقييم الاحتياجات على الأرض من أجل تحديد المساعدات الأخرى المطلوبة.
وأظهرت الحصيلة الرسمية الأحدث والمرجحة للارتفاع بعد حوالى عشرين ساعة من أولى الهزات البالغة قوتها 7,8 درجات والتي شعر بها في لبنان وقبرص وشمال العراق أيضا، مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص، 3419 على الأقل في تركيا وأكثر من 1062 في سوريا.
وقالت وكالة إدارة الكوارث التركية إن أكثر من 24,400 من أفراد الطوارئ يعملون على الأرض، ولكن مع مثل هذه المساحة الواسعة من الأراضي التي ضربها زلزال يوم الاثنين وانهيار ما يقرب من 6000 مبنى في تركيا وحدها، فإن جهودهم غير كافية.
أرسلت إسرائيل وفدا أوليا مساء الإثنين، تلاه وفد أكبر من 150 شخصا في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء. وكانت وزارة الخارجية تدرس إرسال رحلة أخرى تحتوي على مساعدات إنسانية وأدوية، ووافق وزير الدفاع يوآف غالانت على إنشاء مستشفى ميداني للجيش الإسرائيلي في تركيا، وفقًا لاحتياجات السلطات التركية، بحسب مكتبه.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق يوم الإثنين إن إسرائيل تخطط أيضًا لإرسال مساعدات إلى سوريا، بما في ذلك الخيام والأدوية والبطانيات. لكن المصادر السورية نفت بشدة طلب المساعدة من إسرائيل، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف للصحفيين إن الجيش لا يشارك في مساعدة محتملة لسوريا.

وتعتبر إسرائيل سوريا دولة معادية، وليس بينهما علاقات دبلوماسية. لكن خلال الحرب الأهلية الدموية في الدولة المجاورة، عملية إنسانية ضخمة لمساعدة المدنيين السوريين.

يوم الاثنين أيضا، بعث الرئيس يتسحاق هرتسوغ بتعازيه إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب “الكارثة الهائلة”، معربا عن حزنه “لفقدان الأرواح وتدمير سبل العيش”.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير
تعليقات على هذا المقال