إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة مع خطوط حمراء واضحة لمحادثات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين

يستأنف الوفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد بارنياع المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة وإطلاق سراح المختطفين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر

مدير الموساد دافيد بارنياع (يمين) يتحدث في مؤتمر في تل أبيب، 10 سبتمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)
مدير الموساد دافيد بارنياع (يمين) يتحدث في مؤتمر في تل أبيب، 10 سبتمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

توجه وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد بارنياع إلى قطر يوم الاثنين لمواصلة المفاوضات غير المباشرة حول هدنة مؤقتة في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة.

ومن المتوقع أن يبدأ الوفد العمل مباشرة، وقال مصدر مطلع على المفاوضات شريطة عدم الكشف عن هويته أنه من المتوقع عقد اجتماع بين بارنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين “اليوم”.

ومن المتوقع أن يصل مسؤولون أمريكيون إلى الدوحة يوم الاثنين لإجراء المحادثات.

وفي حين أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن أملهم في أن يجلب الفريق معه الأدوات اللازمة لإحراز تقدم، فقد حذروا أيضًا من أنه من المتوقع أن تطول المناقشات دون التوصل إلى نتيجة سريعة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات لرويترز إن المحادثات ستركز على الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس في المفاوضات بما يشمل عدد الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين إلى جانب المساعدات الإنسانية لغزة.

وأكد مسؤول إسرائيلي لوسائل الإعلام أنه من المتوقع أن يركز المفاوضون على التوصل إلى هدنة لمدة ستة أسابيع مع حماس وإطلاق سراح حوالي 40 رهينة.

وقدر المسؤول أن هذه المرحلة من المفاوضات قد تستغرق أسبوعين على الأقل، مشيرا إلى الصعوبات التي قد يواجهها مندوبو حماس الأجانب في التواصل مع القادة في غزة بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب.

وعقد مجلس الوزراء الأمني ​​المصغر اجتماعا يوم الأحد لوضع اللمسات الأخيرة على موقف إسرائيل في المفاوضات قبل إعطاء الوفد الضوء الأخضر للتوجه إلى الدوحة لإجراء المحادثات.

ووافق المجلس على “خطوط حمراء”، كما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل، “من أجل السماح للوفد بإجراء المفاوضات”.

ولم يذكر المسؤول تفاصيل تلك الخطوط الحمراء.

متظاهرون يدعون إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 17 مارس، 2024. (Erik Marmor/Flash90)

وقال مسؤول إسرائيلي أدلى بتصريحات مماثلة لوسائل الإعلام الرئيسية في تسريب منسق على ما يبدو إن “كلا الجانبين يجب أن يكونا مرنين”.

“نحن قادمون بخطة بشأن ما هو ممكن وما هو غير ممكن، حيث تكون إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة وحيثما لا”.

وهناك بعض القضايا التي تم تمكين الفريق من اتخاذ قرارات بشأنها دون موافقة مجلس الوزراء، من أجل تسريع العملية.

وقال مسؤول للقناة 13: “لم يحصل فريق التفاوض على كل ما طلبه من مجلس الوزراء فيما يتعلق بنطاق التفويض، لكنه حصل على ما يكفي من المحتوى والإطار لبدء مفاوضات مفصلة ومهمة”.

يحيى السنوار (وسط)، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيي مؤيديه في مدينة غزة، 14 أبريل، 2023. (MOHAMMED ABED / AFP)

وقال مسؤول لموقع “واينت” إن المفاوضات ستكون “طويلة ومعقدة”، موضحًا أن قادة حماس في قطر سيحتاجون إلى حوالي 24 إلى 36 ساعة لإيصال رسالة إلى قيادة الحركة في غزة، حيث تكون للزعيم يحيى السنوار الكلمة الأخيرة بشأن المفاوضات.

وتعيش القيادة السياسية لحماس في المنفى في الدوحة بينما يسيطر السنوار على غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي: “هذا يجعل العملية صعبة للغاية. نحن بحاجة إلى خفض التوقعات للتوصل إلى اتفاق بسرعة”.

ولن يلتقي ممصلو إسرائيل وحماس مباشرة في قطر. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أحد الاقتراحات التي تمت مناقشتها كان أن يجلس الفريقان في مواقع مختلفة مع تنقل الوسطاء بينهما، وهو التنسيق الذي تم استخدامه خلال المحادثات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، والذي أطلق سراحه في عام 2011 مقابل اللإراج عن أكثر من ألف أسير أمني فلسطيني.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، في 7 يناير 2024. (Karim Jaafar/AFP)

وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم، أفاد موقع “واينت” أن إسرائيل ستسعى إلى حق النقض (الفيتو) على القائمة. ولكن من أجل تسريع العملية، بدلاً من إرسال الوثائق ذهاباً وإياباً بين الحكومة الإسرائيلية وقادة حماس في غزة، كما كانت الحال في صفقة شاليط، فإن الحاضرين في محادثات الدوحة سيحاولون تسوية المسألة بشكل مباشر. وذكر التقرير أن إسرائيل تطالب بنفي الأسرى المفرج عنهم والملطخة أيديهم بالدماء إلى الخارج بينما تريد حماس السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.

وقال موقع “واينت” إن هناك أمرا آخر مرفوض على إسرائيل وهو مطالبة حماس بأن تكون روسيا وتركيا ضامنتين للصفقة. ولا تزال حماس ترفض أيضاً تقديم قائمة بأسماء المخطوفين الأحياء من بين 130 الأشخاص الذين اختطفوا في 7 أكتوبر، وتطالب بهدنة لمدة أسبوع مقابل الحصول على هذه المعلومات.

وذكر الموقع أن فريق التفاوض طلب من مجلس الوزراء الأمني ​​“قدرا كبيرا من الوقت لإجراء المفاوضات حتى يكون من الممكن تحسين الصفقة وتقديم الخطوط العريضة التي يمكننا الوقوف وراءها”.

والمحادثات متوقفة منذ الأسبوع الماضي، عندما رفضت إسرائيل رد حماس على عرضها الأخير لهدنة مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد إطلاق سراح 40 رهينة، مع احتمال لتمديد الهدنة في مراحل لاحقة والسماح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن. وبحسب ما ورد تسعى الحركة إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الأمنيين والتزام إسرائيلي بإنهاء القتال بشكل دائم وسحب القوات من غزة، مع السماح لسكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم.

حماس ترى “فرصة حقيقية”

قال مسؤول حماس أسامة حمدان لقناة المنار التلفزيونية اللبنانية المدعومة من إيران إن هناك “فرصة حقيقية لإنهاء العدوان وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار”.

وأن حماس، التي طالبت في السابق بانسحاب إسرائيلي كامل، ستقبل بانسحاب إسرائيلي جزئي قبل تبادل أي أسرى.

وأوضح حمدان أن المرحلة الأولى تتضمن “وقفا كاملا للعمليات العسكرية (…) على أن يتم الانسحاب بعد 14 يوماً إلى شرق محور صلاح الدين، ما يعني فتح الطريق أمام النازحين بالعودة”.

المسؤول في حماس أسامة حمدان خلال مقابلة على قناة الميادين، 6 مارس، 2024. (Screen Capture/X)

وأضاف أن الحركة قبلت “أن يكون هناك انسحاب جزئي من قطاع غزة قبل أي عملية تبادل، ومع انتهاء المرحلة الأولى يتم الانسحاب… مع إنهاء العمليات العسكرية بشكل كامل”، مضيفا أنه يأمل اختتام المفاوضات “خلال أيام”.

وستكون المحادثات المتوقعة يوم الاثنين هي المرة الأولى التي ينضم فيها مسؤولون إسرائيليون وقادة حماس إلى المفاوضات غير المباشرة منذ بداية شهر رمضان الأسبوع الماضي. وكان الوسطاء يأملون في التوصل إلى هدنة مدتها ستة أسابيع قبل ذلك الحين، لكن حماس رفضت أي اتفاق لا يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو مطلب ترفضه إسرائيل رفضا قاطعا.

من الأرشيف: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يمين الصورة) يتحدث مع رئيس الموساد دافيد برنياع في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 15 أكتوبر، 2023. (Kobi Gideon/GPO)

ولكن خلال الأسبوع الماضي، اتخذ الجانبان خطوات تهدف إلى إعادة المحادثات، التي لم تنقطع بالكامل، إلى مسارها.

وقدمت حماس للوسطاء اقتراحا جديدا لخطة من ثلاث مراحل من شأنها إنهاء القتال، وفقا لمسؤوليّن مصرييّن، أحدهما مشارك في المحادثات والثاني تم إطلاعه عليها.

المرحلة الأولى ستشمل وقفا مؤقتا لإطلاق نار لمدة ستة أسابيع يتضمن إطلاق سراح 35 رهينة – نساء ومرضى وكبار السن – محتجزين لدى الحركة في غزة مقابل 350 أسيرا فلسطينيا تحتجزهم إسرائيل. كما ستطلق حماس سراح ما لا يقل عن خمس جنديات مقابل 50 أسيرا، بما في ذلك بعض الذين يقضون أحكاما طويلة بتهم تتعلق بالإرهاب. وستنسحب القوات الإسرائيلية من طريقين رئيسيين في غزة، وستسمح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة وللتدفق الحر للمساعدات إلى المنطقة، وفقا للمسؤولين المصريين.

في المرحلة الثانية، سيعلن الجانبان عن وقف دائم لإطلاق النار وستقوم حماس بإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وفقا للمسؤولين. في المرحلة الثالثة، ستسلم حماس الجثث التي تحتجزها مقابل قيام إسرائيل برفع الحصار عن غزة والسماح ببدء أعمال إعادة البناء، حسبما قال المسؤولون.

ولقد استبعدت إسرائيل بشدة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتصر على أنها ستستأنف هدفها المعلن المتمثل في تدمير حماس بمجرد تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.

كما أشارت إسرائيل إلى نيتها شن هجوم على مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب، وهي آخر معقل رئيسي لحركة حماس في غزة. وأدت العملية المتوقعة إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وسط مخاوف بشأن سلامة غير المقاتلين الذين قد يقعون في منطقة الحرب. ووعدت إسرائيل بالتحرك لإخلاء رفح من المدنيين قبل شن عملية عسكرية في المدينة.

فتيات فلسطينيات يسرن على الكثبان الرملية في مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة، 17 مارس، 2024. (MOHAMMED ABED / AFP)

كما أشارت إسرائيل إلى نيتها شن هجوم على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب لقطاع، آخر معاقل حماس في غزة. وأدت العملية المتوقعة إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وسط مخاوف بشأن سلامة غير المقاتلين الذين قد يصبحون عالقين في منطقة الحرب. ووعدت إسرائيل بإخلاء رفح من المدنيين قبل شن عملية عسكرية في المدينة.

من شأن الهدنة المؤقتة أن تؤدي إلى توقف مرحب به للحرب المدمرة في غزة ضد حماس، والتي أشعل فتيلها الهجوم الذي قامت به الحركة في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، عندما قتل آلاف المسلحين حوالي 1200 شخص واحتجزوا 253 آخرين كرهائن.

وأدى وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا بوساطة قطر ومصر في أواخر نوفمبر إلى إطلاق سراح 105 رهائن، معظمهم من النساء والأطفال. وشارك بارنياع أيضًا في المحادثات التي أدت إلى هذه الهدنة.

وتواجه الحكومة ضغوطا متزايدة في الداخل من قبل عائلات الرهائن ومؤيديهم الذين حثوا على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن، خوفا من أن يشكل تمديد أسر أقاربهم، الذي دخل بالفعل شهره السادس، خطرا يوميا متزايدا على حياتهم.

اقرأ المزيد عن