وفاة ايلي ويزيل حامل جائزة نوبل للسلام والناجي من المحرقة
وصف نتنياهو الكاتب الامريكي اليهودي بـ’المنارة ومثال البشرية التي تؤمن بخير الإنسان’؛ ودع ريفلين ’البطل للشعب اليهودي’
أ ف ب – توفي السبت حائز جائزة نوبل للسلام والناجي من المحرقة إيلي ويزيل عن عمر ناهز 87 عاما، بعدما كرس حياته لتخليد ذكرى اليهود الذين قضوا في المحرقة.
وأعلنت وفاة الكاتب الأميركي اليهودي المعروف في القدس من قبل مؤسسة ياد فاشيم لاحياء ذكرى المحرقة.
وقال المتحدث باسم ياد فاشيم سيمي آلن في وقت متأخر السبت إن المركز أكد وفاة ويزيل، الحائز جائزة نوبل للسلام في العام 1986، “توفي قبل ساعات عدة”.
ولفتت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الكاتب الأميركي فارق الحياة في منزله في مانهاتن.
وبعيد الوفاة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا وصف فيه ويزيل بـ”المنارة ومثال البشرية التي تؤمن بخير الإنسان”.
وأضاف نتانياهو أن “دولة إسرائيل والشعب اليهودي يبكون بحزن على وفاة إيلي ويزيل”.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانه أنه “خلال السنوات المظلمة للمحرقة، التي قتل فيها ستة ملايين من إخوتنا وأخواتنا، كان إيلي ويزيل شعاع نور ومثالا للبشرية التي تؤمن بخير الإنسان”.
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إن ويزيل كان “بطلا للشعب اليهودي”، فيما أشاد نظيره الفرنسي بـ”ذكرى إنساني كبير، ومدافع لا يكل عن السلام”.
وبعدما نجا من معسكرات الموت النازية، كرس إيلي ويزيل حياته لتخليد ذكرى المحرقة، والنضال ضد التجاهل والتعصب والظلم.
’النسيان مرض جماعي’
بالنسبة لويزيل، فإن “النسيان ليس مرضا فرديا، بل جماعي”. و”لتفادي نسيان” المحرقة وتعزيز التفاهم بين الشعوب، فإن “رسول الإنسانية” بحسب ما وصفته لجنة نوبل، أنشأ مع زوجته “مؤسسة إيلي ويزيل من أجل الإنسانية”، والأكاديمية العالمية للثقافات.
ندد ويزيل في مناسبات عدة بمسؤولية الزعماء الذين “كنوا يعلمون” مصير اليهود المرحلين، خصوصا روزفلت وتشرشل. وفي العام 1979 أطلعه الرئيس جيمي كارتر على صور التقطتها في العام 1942 طائرات عسكرية أميركية كانت تحلق فوق أوشفيتز.
وانخرط ويزيل في العمل على قضايا عدة لأنه قطع على نفسه عهدا بعد الحرب “لن ألتزم الصمت حيثما يتواجد إنسان مضطهد”.
ولد ويزيل في 30 أيلول/سبتمبر العام 1928 في سيات في رومانيا (ترانسلفانيا في ذلك الوقت) لأسرة فقيرة لكن سعيدة. وعندما بلغ سن الخامسة عشر تم ترحيله إلى أوشفيتز حيث قتلت والدته وشقيقته الصغرى. أما والده، فقتل أمامه في بوشنوولد، حيث تم نقلهم.
ولدى مغادرته المعسكر في العام 1954، استقبلته في فرنسا الجمعية اليهودية لإغاثة الأطفال، وبقي فيها حتى بلغ 28 عاما في العام 1956.
وبعدما أنهى دراسة الفلسفة في جامعة السوربون، أصبح صحافيا وكاتبا.
واستلم إيلي ويزيل، الذي حصل على الجنسية الأميركية في العام 1963، لفترة طويلة رئاسة كلية العلوم الإنسانية في جامعة بوسطن، وقسم حياته بين الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل.
ورفض ويزيل في العام 2006 رئاسة إسرائيل، مؤكدا أنه ليس “إلا كاتبا”. وقال حينها “لماذا أصبح رئيسا؟ هذا ليس لي”.