وعود المؤتمر العام للحزب الجمهوري: دراما في صفوف المندوبين، تنافر حول إسرائيل والكثير من الأسلحة
في الوقت الذي سيصبح فيه ترشيح دونالد ترامب الذي كان مستبعدا رسميا في كليفلاند، هناك عدة أسباب تدعو لتوقع ما هو غير متوقع
كليفلاند – قبل أكثر من عام بقليل، عندما نزل دونالد ترامب في مصعد في ’برج ترامب’ للإعلان عن ترشحه للرئاسة، لم يصدق أحد تقريبا أن هذه ستكون بداية رحلة ناجحة نحو الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. ولكن هذا الأسبوع، هذا ما سيحدث بالضبط.
المؤتمر العام للحزب الجمهوري لعام 2016، الذي ينطلق يوم الإثنين، لم يكن له مثيل في التاريخ الأمريكي. في الوقت الذي يأبى فيه جزء كبير من مؤسسة الحزب جعل قطب العقارات المثير للجدل حامل لوائها – وفي عام انلقبت فيه كل القناعات رأسا على عقب – من الممكن توقع المزيد من الجدل والتحولات والإنعطافات الغير متوقعة.
من جهته، تعهد ترامب بأن يكون المؤتمر الذي يتم إجراؤه مرة كل أربع أعوام أكثر تميزا من المؤتمرات العامة للحزب في الماضي. وكان قد وصف المؤتمر الذي أجري في عام 2012 وتم ترشيح ميت رومني فيه “أحد أكثر المؤتمرات المملة التي رأيتها في حياتي” وتعهد بأن يكون مؤتمر هذا العام “رائع بشكل تذكاري”.
في حين أن الكثيرين لا يشكون بأنه سيجلب معه ميزة البذخ التي تمتع بها إلى “كويكن لونز أرينا” في وسط مدينة كليفلاند، الكثير مما ينكشف يدل على أن الرجل الإستعراضي يجهز للصراع بقدر ما يجهز للترفية.
الكثير من الجمهوريين في الجهات المؤيدة لإسرائيل والمجتمعات اليهودية لا يقفون وراء ترشيح ترامب، وهناك خلافات في الجوهر بين نجم تلفزيون الواقع السابق ولجنة برنامج الحزب حول إسرائيل، بما في ذلك على موقف سياسة لطالما اعتُبر من المسلمات.
التنافر حول إسرائيل
بعد أن صرح تراب مرارا وتكرار خلال حملته الإنتخابيه بأنه سيسعى لحل الدولتين بعيد المنال للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مسودة برنامج الحزب الجمهوري اتخذت خطوة غير مسبوقة وتجنبت إعلان الدعم لهذا الموقف، منحرفة عن معتقد أرثوذكسي يمثل موقف الحزبين منذ فترة طويلة.
بدلا من ذلك، يدعو البرنامج الحزبي الولايات المتحدة إلى الإعتراف بالقدس “عاصمة أبدية وغير قابلة للتقسيم للدولة اليهودية”، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب “تماشيا مع القانون الأمريكي”.
ترامب بنفسه كان قد قال لحشد ضم نحو 18,000 شخص في مؤتمر “إيباك” بأنه يدعم نقل السفارة، ولكن هذه اللغة حول الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين تمثل تناقضا تاما مع مواقف الحزب في عام 2012. في ذلك الوقت امتنع البرنامج الحزبي عن مناقشة مكانة البلدة القديمة ودعا بوضوح إلى إقامة دولة فلسطينية وإلى “حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مع حدود آمنة يمكن الدفاع عنها؛ ونحن نتصور دولتين ديمقراطيتين – إسرائيل مع القدس عاصمة لها وفلسطين – تعيشان بسلام وأمان”.
في حين أن ترامب بنفسه قال مرة “أحيانا لا يمكن صنع اتفاقات”، فأن لغة برنامج الحزب تمثل تباعد الحزب ومرشحه عن جانب أساسي من السياسة الخارجية الأمريكية.
عدم حضور الجمهوريين اليهود
بعض الشخصيات اليهودية الجمهورية البارزة التي عادة تكون من أشد المناصرين لمرشح الحزب قفزت من سفينة الحزب هذا العام.
بعض المتبرعين الكبار للحزب الجمهوري امتنعوا عن المشاركة في مؤتمر هذا العام، أمثال يتس أبلباوم وتشارلي سبايز، بحسب صحيفة “جويش إنسايدر”. وعدد كبير من أعضاء إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش وأولئك الذين في حلقة العائلة لن يشاركوا أيضا.
أحدهم هو جاي زيدمان، وهو جمهوري يقيم في بوسطن وصاحب تأثير كبير في الدوائر اليهودية. هو ووالده فريد دعما تيد كروز خلال الإنتخابات التمهيدية وكلاهما شريكان في الإئتلاف اليهودي الجمهوري، حيث فريد عضو في مجلس الإدارة.
الإئتلاف اليهودي الجمهوري نفسه سيكون حاضرا ولكن ليس بطريقته المعتادة، حيث سيمتنع عن استضافة تجمعاته الكبيرة المعتادة التي تعترف بقادة الحزب ومواهبه الشابة الذين يرى بهم حلفاء في القضايا الأساسية. بدلا من ذلك، سيستضيف الإئتلاف اليهودي الجمهوري حفل إستقبال خاص على شرف المسؤولين المنتخبين المؤيدين لإسرائيل، بحسب “جيه تي ايه”.
علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مؤخرا بأن أعضاء الإئتلاف اليهود الجمهوري أعربوا عن عدم رضاهم عن ترامب عبر أصواتهم. حتى الآن، قدموا ما يقرب 5,400 دولار لدعم رجل الأعمال الميلياردير – مقارنة بـ -16.5 مليون دولار لميت رومني مح حلول موعد المؤتمر قبل 4 أعوام.
لكن قد يكون ترامب قد حقق بعض النقاط عندهم من خلال اختياره لحاكم ولاية إنديانا، مايك بينس، صاحب سجل طويل في الدعم القوي لإسرائيل، مرشحا لمنصب نائب الرئيس.
بعض المراقبين اليهود أيضا اختاروا بشكل لا لبس فيه عدم الصعود إلى قطار ترامب، من بينهم بيل كريستول وروبربرت كيغان وبريت ستيفنز وتشارلز كراوثامر.
دراما المندوبين والكثير من الأسلحة
على الرغم من أن ترامب تمكن من تأمين عدد المندوبين المطلوب خلال الإنتخابات التمهيدية ليكون المرشح المفترض للحزب، ستكون هناك مجموعة في المؤتمر، تُدعى “المندوبون الغير ملتزمين”، التي ستحض المندوبين على “التصويت بحسب ضمائرهم” ودعم مرشح من اختيارهم، حتى لو كان، ولا سيما إذا كان، هذا المرشح ليس بترامب.
وقال زعيم “المندوبون غير الملتزمين” دين ووترز لقناة “إيه بي سي نيوز” الإخبارية: “إن هؤلاء الأفراد عاطفيون للغاية حول حقهم بالتصويت بحسب ضمائرهم”، وأضاف: “لا يمكنني تصور أن يجلس الناس من دون القيام بأي شيئ”.
آخرون، مثل كندال أونروه، مندوبة من ولاية كولورادو، يقودون حملة “أي شخص ما عدا ترامب”، . “لا أحد لديه أدنى فكرة حول من سيدخل على الخط ويكون المرشح، ولسنا قلقين بهذا الشأن. نقوم فقط بمهمة ضمان ألا يكون هو وجه حزبنا”، كما قالت لصحيفة “واشنطن بوست”.
مع بدء العد العكسي لعرض المندوبين – وفي الوقت الذي من التوقع فيه وصول آلاف المحتجين الغاضبين المناهضين لترامب – تتزايد المخاوف الأمنية مع قانون أوهايو الذي يعطي الشخص حق حمل السلاح بشكل علني. في حين أن الشرطة المحلية منعت حمل عدد من الأدوات في مناطق المظاهرات بالقرب من القاعة التي يُعقد فيها المؤتمر، فإن الإسلحة لن تكون ضمن قائمة هذه الأدوات.
يوم الأحد، طلبت نقابة الشرطة في كليفلاند من حاكم ولاية أوهايو، جون كيسيك، تعليق قانون حق حمل السلاح في الأسبوع الذي تجري فيه فعاليات المؤتمر، لكن المرشح الرئاسي السابق قال بأنه يعتقد بأن خطوة كهذه لا تجوز من الناحية القانونية. وتأتي هذه المسألة بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة – بما في ذلك في بانتون روج في ولاية لويزيانا ودالاس في تكساس وأولانود في ولاية فلوريدا – وهناك الكثير من المخاوف حول ما يمكن أن يندلع في كليفلاند.
في نهاية الأسبوع كانت هناك سلسلة من التظاهرات، ومن المتوقع تنظيم المزيد منها خلال الأسبوع.
بالإضافة إلى المحتجين، هناك مجموعة من العنصريين البيض من مدينة ساكرامنتو في كاليفورنيا التي تخطط للحضور. وقال مات باروت، المتحدث بإسم “حزب العمال التقليديين” لوكالة أنباء “ماكلاتشي” الأمريكية: “نحن في الأساس سنكون حاضرين للتأكد من أن مؤيدي ترامب محميون من بلطجية اليسار”. وأضاف أن حوالي 30 عضوا من المجموعة التي تعلن عن نفسها بأنها من تيار النازيين الجدد سيتوجهون إلى كليفلاند.
وسينطلق المؤتمر في وقت مبكر من يوم الإثنين في الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة. الجلسة المسائية الأولى ستتضمن خطابات لسيناتور ألاباما، جيف سيشنس، ورئيس بلدية نيويورك الأسبق، رودي جولياني، وميلانيا ترامب، وتبدأ في الساعة الثامنة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.