إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

وزير خارجية ايران: تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”

منددًا بتصريحات ويتكوف "المتناقضة" بشأن مطالب ترامب، عراقجي يقول إن طهران "سنعرف وجهات النظر الحقيقية" للولايات المتحدة في الجولة المقبلة من المحادثات

يسار: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في طهران، إيران، 25 فبراير 2025؛ يمين: ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للبيت الأبيض، في واشنطن، 19 مارس 2025. (AP Photos Stringer, Mark Schiefelbein)
يسار: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في طهران، إيران، 25 فبراير 2025؛ يمين: ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للبيت الأبيض، في واشنطن، 19 مارس 2025. (AP Photos Stringer, Mark Schiefelbein)

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء أن بلاده تعتبر قضية تخصيب اليورانيوم “غير قابلة للتفاوض”، بعدما دعا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى وقفه.

وقال عراقجي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة: “نحن مستعدون لارساء الثقة استجابة للمخاوف المحتملة (بشأن النووي)، لكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض”.

وكانت تصريحات ويتكوف يوم الثلاثاء بمثابة تراجعًا عن مواقفه التي أدلى بها في اليوم السابق، والتي خالفت الموقف الإسرائيلي، إذ قال حينها إن واشنطن ستكون راضية بوضع حد أقصى لتخصيب إيران لليورانيوم، ولن تطالب بتفكيك منشآتها النووية.

وتأتي هذه التصريحات فيما من المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بين عراقجي وويتكوف في عُمان السبت، بعد أسبوع من أول محادثات بين الدولتين الخصمتين منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم بين دول غربية وإيران في 2015.

وفرض ترامب مجددا عقوبات على طهران في إطار سياسة “الضغوط القصوى” التي أعاد العمل بها منذ عودته إلى منصبه في يناير.

وفي شهر مارس، وجه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى إجراء محادثات، محذّرا في الوقت نفسه من القيام بعمل عسكري محتمل في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

ووصف الجانبان اجتماع السبت بأنه “بنّاء”.

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية تظهر الرئيس مسعود بزشكيان (يسار) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) خلال “اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية” في طهران، 9 أبريل 2025. (Iranian Presidency / AFP)

لكن يوم الثلاثاء، شدد ويتكوف على وجوب أن توقف إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم في إطار أي اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وقال ويتكوف في بيان نُشر عبر الحساب الرسمي لمكتبه على منصة (إكس)، “لن يُبرم اتفاق مع إيران إلا إذا كان اتفاقًا من صنع ترامب”. وأضاف: “يجب أن يضع أي ترتيب نهائي إطارًا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط — ما يعني أن على إيران أن توقف وتُزيل برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتسلّح النووي”.

وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز يوم الإثنين: “لا حاجة لهم لتخصيب ما بعد 3.67%.

وأضاف: “في بعض الحالات، يبلغون 60%، وفي حالات أخرى 20%. هذا غير مقبول. لا تحتاج إلى تشغيل — كما يدّعون — برنامج نووي مدني حيث تخصب فوق 3.67%”.

ولكنه بدا وكأنه يرفض أي مستوى من تخصيب اليورانيوم في تصريحه يوم الثلاثاء.

صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية تظهر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسارًا) يلتقي نظيره العُماني السيد بدر البوسعيدي قبيل المفاوضات مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط، عُمان، 12 أبريل 2025. (Iranian Foreign Ministry via AP)

وأفاد موقع “أكسيوس” أن ترامب عقد اجتماعا مع كبار المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض يوم الثلاثاء لمناقشة المحادثات النووية.

من جانبه، ندّد عراقجي الأربعاء بما وصفه بـ”التصريحات المتناقضة” الصادرة عن الإدارة الأمريكية قبيل الجولة المقبلة من المحادثات.

وقال: “سنعرف وجهات النظر الحقيقية للجانب الأميركي خلال المفاوضات”.

وأعرب عن أمله في أن “يتم التمكن من البدء في المفاوضات بشأن إطار اتفاق محتمل، في حال قدم الجانب الأميركي مواقف بناءة في هذا الاطار”.

وحذر من أنه في حال “واصل الطرف الأميركي تصريحاته المتناقضة فإن الظروف (التفاوض) ستزيد صعوبة”.

صورة قدمها مكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تُظهره خلال كلمة ألقاها في اجتماع مع مجموعة من قادة القوات المسلحة ورجال الدين في طهران، 13 أبريل 2025. (KHAMENEI.IR / AFP)

أبدى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الثلاثاء ارتياحه للمحادثات الأخيرة مع الولايات المتحدة لكنه حذر من أنها قد تكون في نهاية المطاف غير مثمرة.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله إن المحادثات السبت الماضي “سارت بشكل جيد في خطواتها الأولى. بالطبع، نحن متشائمون جدا تجاه الطرف الآخر لكننا متفائلون بقدراتنا”.

لكن أضاف أن “المفاوضات قد تسفر وقد لا تسفر عن نتائج”.

قال ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه سيقوم بـ”حل” مسألة الطموحات النووية الإيرانية، حتى وإن تطلّب ذلك اتخاذ إجراءات “قاسية جدًا” لإحباطها.

وصرّح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي خلال اجتماع مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلة: “لدينا مشكلة مع إيران. سأحلّ هذه المشكلة. إنها تكاد تكون مسألة سهلة”.

وأضاف: “على إيران أن تتخلى عن فكرة السلاح النووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد لهم أن يكونوا دولة غنية وعظيمة. الشيء الوحيد، أمر بسيط جدًا: لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. ويجب أن يسرعوا في ذلك. لأنهم قريبون نوعًا ما من امتلاكه. ولن يحصلوا عليه”.

وختم بالقول: “وإذا اضطررنا إلى اتخاذ إجراء قاسٍ جدًا، فسنفعل”.

اقرأ المزيد عن