وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: قد تكون هناك حاجة لفرض الدولة الفلسطينية على إسرائيل من الخارج
بوريل يقول إن "الجهات الفاعلة تعارض التوصل إلى اتفاق بشكل مستقل"؛ الولايات المتحدة تقول إنه “لا سبيل” لضمان أمن إسرائيل دون دولة فلسطينية بعد رفض نتنياهو للفكرة
قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الجمعة إن الحل السلمي الوحيد للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يشمل إنشاء دولة فلسطينية، وأشار إلى أنه قد يكون من الضروري “فرض ذلك من الخارج” دون موافقة إسرائيل.
وقال بوريل، في خطاب ألقاه بجامعة بلد الوليد في إسبانيا، إنه بدون تدخل دولي، فإن “دوامة الكراهية ستستمر جيلا بعد جيل”، وفقا للعديد من وسائل الإعلام الإسبانية.
وأضاف بوريل: “إن الأطراف الفاعلة معارضة للغاية بحيث لا تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشكل مستقل. إذا كان الجميع يؤيد هذا الحل، فسيتعين على المجتمع الدولي أن يفرضه”.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إنه “ما من سبيل” لحل التحديات الأمنية طويلة المدى التي تواجهها إسرائيل في المنطقة والتحديات قصيرة المدى لإعادة بناء غزة دون إقامة دولة فلسطينية.
لقد تكثفت الضغوط الدولية للدفع بحل الدولتين قدما في أعقاب هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس على إسرائيل والحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ولكن في حين أن بعض الجهات الدولية الفاعلة تعتقد أن العنف يؤكد فقط الحاجة إلى اتفاق سلام، فإن القادة الإسرائيليين يقولون إن الهجوم سلط الضوء على الخطر الشديد المتمثل في قيام كيان فلسطيني مستقل بالقرب من مراكز إسرائيل السكانية. ووسط الدعم المتزايد لحركة حماس بين الفلسطينيين في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها، يبدو أن هناك رغبة قليلة لدى الجمهور الإسرائيلي في بذل جهود سلام.
علاوة على ذلك، تخشى إسرائيل من أن “تقديم أي هدية للفلسطينيين في أعقاب 7 أكتوبر يمنح النصر لحركة حماس وغيرها من المتطرفين، وهو ما سيظهر أن العنف والإرهاب يأتيان بنتائج”.
وقال ميلر، في مؤتمر صحفي، إن إسرائيل لديها فرصة الآن حيث أن دول المنطقة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل.
ردا على طلب منه للتعليق على تصريحات نتنياهو في مؤتمر صحفي، قال ميلر أنه “لا توجد طريقة لحل تحديات [إسرائيل] على المدى الطويل لتوفير الأمن الدائم، ولا يوجد سبيل لحل التحديات قصيرة المدى المتمثلة في إعادة بناء غزة، وإنشاء حكم في غزة وتوفير الأمن لغزة، دون إقامة دولة فلسطينية”.
قبل ساعات من ذلك، سُئل نتنياهو بشأن تقرير لشبكة “NBC نيوز” أفاد بأن الولايات المتحدة تخطط لمرحلة ما بعد نتنياهو بعد أن رفض اقتراحا من شأنه أن يشهد تقديم السعودية الدعم لإعادة بناء غزة بعد الحرب وتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا وافقت القدس على خلق مسار لإقامة دولة فلسطينية في النهاية.
وقال نتنياهو إنه أبلغ واشنطن بأنه يعترض على أي دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل، في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه البلاد من صدمة الهجمات المدمرة.
وقال نتنياهو في تل أبيب “أوضح أنه في أي ترتيب في المستقبل المنظور، باتفاق أو بدون اتفاق، يجب أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، وهذا شرط ضروري”.
وأضاف أن عدم وجود دولة فلسطينية لم يقف في طريق اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية قبل بضع سنوات، وأنه لا يزال ينوي إضافة المزيد من الدول إلى تلك الاتفاقيات.
وتباهى نتنياهو بتصديه للضغوط الأمريكية في الماضي وقال إن أولئك الذين يتحدثون عن حقبة ما بعد نتنياهو يشيرون إلى عهد يتضمن إقامة دولة فلسطينية، مشيرا مرة أخرى إلى أن ولايته المستمرة كرئيس للوزراء هي ما يقف في طريق حل الدولتين.
من جانبه، قال ميلر إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تمكن في لقاءاته مع القادة العرب خلال رحلته إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي من الحصول على التزامات من دول المنطقة التي قالت “إنها ستشارك في إعادة إعمار غزة، وفي المساعدة في إقامة حكم بقيادة فلسطينية في غزة، لكنها لن تفعل ذلك إلا إذا كان هناك طريق ملموس لإقامة دولة فلسطينية”.
وتابع ميلر قائلا: “لأول مرة في تاريخها، نرى الدول في المنطقة تبدي استعدادا للتقدم والاندماج مع إسرائيل وتوفير ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل، والولايات المتحدة على استعداد للعب دورها أيضا، ولكن يجب أن يكون لديهم جميعها شريكا راغبا على الجانب الآخر”.
“هناك فرصة تاريخية يجب على إسرائيل التعامل معها… ونحن نأمل أن تغتنم [إسرائيل] هذه الفرصة”.
ويبدو أن إسرائيل وحليفها الأكبر الولايات المتحدة على خلاف الآن، حيث يرفض نتنياهو وائتلافه اليميني إلى حد كبير إقامة دولة فلسطينية على الرغم من إصرار واشنطن على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد الممكن لإحلال السلام الدائم في المنطقة. .
على الرغم من الخلافات، فإن دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل “لا يزال قويا”، على حد قول ميلر.
“الأمر لا يتعلق بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة عليهم [إسرائيل] للقيام بأي شيء. الأمر يتعلق بقيام الولايات المتحدة بطرح الفرص المتاحة لهم عليهم”.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه “لا يمكن أن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة” بدون دولة فلسطينية، ردا أيضا على خطاب نتنياهو.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن المتحدث باسم عباس، نبيل أبو ردينة قوله الخميس، “دون قيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة”. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية – التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1967.
كما صرح وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي لوكالة الأنباء النرويجية NTB بأن رفض حل الدولتين “يتعارض تماما مع الاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو” في عام 1993.
كجزء من الاتفاقات، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، في حين اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل.
تم إنشاء السلطة الفلسطينية كهيئة مؤقتة تتولى مسؤولية حكم أجزاء من الضفة الغربية وغزة، لكن العملية التي انطلقت في أوسلو انهارت في نهاية المطاف دون أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي وسط اندلاع الانتفاضة الثانية.
وقال بارث إيدي في تصريح لـ NTB: “إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي لا تتماشى مع مجتمع دولي شبه موحد”.
وأضاف وزير الخارجية النرويجي أن “هناك حاجة إلى حل سياسي حقيقي” لحل الوضع.
وتابع: “ترى النرويج أنه لا يوجد بديل موثوق لحل الدولتين، تماما مثل الفلسطينيين أنفسهم والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول العربية المجاورة”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل