إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

وزير الشرطة ينضم إلى مستوطنين في احتفالات “البوريم” في مدينة الخليل

بن غفير يرتدي زيا يجمع بين مختلف الأزياء الرسمية لفروع الأجهزة الامنية ويطلق العنان لنفسه في الاحتفالات مع متشددين يهود في المدينة المقسمة بالضفة الغربية في خضم توترات متصاعدة

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وسط الصورة، يرتدي زيا يجمع بين الأزياء الرسمية لعناصر مختلفة من القوات التي تحت قيادته، خلال احتفالات بعيد البوريم (المساخر) اليهودي، في مدينة الخليل بالضفة الغربية، 7 مارس، 2023. (AP / Ohad Zwigenberg)
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وسط الصورة، يرتدي زيا يجمع بين الأزياء الرسمية لعناصر مختلفة من القوات التي تحت قيادته، خلال احتفالات بعيد البوريم (المساخر) اليهودي، في مدينة الخليل بالضفة الغربية، 7 مارس، 2023. (AP / Ohad Zwigenberg)

انضم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى محتلفين يهود في مدينة الخليل بالضفة الغربية يوم الثلاثاء، ورقص مع السكان من المجتمع الاستيطاني المتشدد خلال احتفالاتهم بعيد “البوريم” (المساخر).

بن غفير – الذي ارتدى زيا يجمع عناصر من الأزياء الرسمية لمختلف القوات التي تحت أمرته – رقص وغنى والتقط صور “سيلفي” مع المحتفلين وجنود في حدث أقيم في مستوطنة إسرائيلية في الخليل. يقيم بن غفير، وهو سياسي قومي متطرف في حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، في مستوطنة متاخمة، وعادة ما يحضر احتفالات عيد البوريم في المدينة.

الخليل مدينة متنازع عليها وهي موطن الحرم الإبراهيمي، وهو موقع يعتبر مقدسا للمسلمين والمسيحيين واليهود. يعيش المئات من المستوطنين المتشددين في جيوب محصنة تحت الحماية العسكرية في قلب مدينة يقطنها أكثر من 200 ألف فلسطيني.

جاء احتفال يوم الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشدد ومر من جيب يخضع للسيطرة الإسرائيلية حيث يقيم المستوطنون وصولا إلى وسط المدينة، الخاضع أيضا للسيطرة الإسرائيلية، حيث تم إخلاء الفلسطينيين أو إجبارهم على إغلاق محالهم على مر السنين.

بن غفير، الذي يقود فصيل قومي متطرف في حكومة نتنياهو، هو وجه معروف في الخليل منذ سنوات عديدة. قبل دخوله منصبه، تم اعتقاله عشرات المرات وأدين مرة بالتحريض ودعم مجموعة إرهابية يهودية. لم يتم تجنيده في الخدمة العسكرية الإلزامية بسبب أنشطته المتطرفة.

لقطة شاشة من تقرير بثته هيئة البث الإسرائيلية “كان” يظهر فيه إيتمار بن غفير (على يمين الصورة) وهو يرتدي زي باروخ غولدشتاين، منفذ هجوم الحرم الإبراهيمي الذي أسفر عن مقتل 29 فلسطينيا في عام 1994، خلال احتفالات بعيد البوريم في عام 1995. (Screen capture/ KAN)

حتى وقت قريب، علق صورة على جدار في غرفة معيشته لباروخ غولدشتاين، المستوطن المتطرف، الذي قتل 29 فلسطينيا أثناء صلاتهم في الحرم الإبراهيمي في عام 1994. حدث إطلاق النار في عيد البوريم في ذلك العام. كما تنكر بزي غدولدشتاين، الذي كان طبيبا، في عيد البوريم في عام 1995، الذي صادف الذكرى الأولى للمذبحة.

في عيد البوريم في عام 2016، أجهز الجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا على منفذ هجوم فلسطيني في المدينة الخليل بعد نزع سلاحه منه، في حادثة أثارت إدانات واسعة. وأدين عزاريا في وقت لاحق بالقتل غير العمد وحُكم عليه بالسجن. بعد عام من ذلك، ارتدى بن غفير زي عزاريا خلال الاحتفالات بعيد البوريم في الخليل.

محاطا بحراسة الشخصيين، قام بن غفير الثلاثاء بحمل طفل على يديه وصافح الجمهور وهو يوضح أهمية الزي الذي ارتداه، وقال “نحن نحبكم يا أفراد قوات الأمن”.

جاءت الاحتفالات في وقت تصاعدت فيه التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية.

أثناء مشاركة بن غفير في الاحتفالات في الخليل، قُتل ما لا يقل عن 6 فلسطينيين يوم الثلاثاء خلال عملية للجيش الإسرائيلي في جنين، من بينهم منفذ هجوم مزعوم الذي قتل شقيقين إسرائيليين بالرصاص في بلدة حوارة بالضفة الغربية في 26 فبراير.

ردا على الهجوم في الأسبوع الماضي، قام حشد من المستوطنين بإضرام النيران في مبان ومركبات في 26 فبراير، واندلعت أعمال عنف جديدة في حوارة ليل الإثنين بعد أن دخل مستوطنون مجددا إلى البلدة، مما أسفر عن إصابة فلسطيني.

وتضاربت الروايات حول سبب اندلاع أعمال العنف يوم الاثنين.

مستوطنون يهاجمون سيارة فلسطينية في حوارة، 6 آذار، 2023. (Screen capture / Twitter)

بداية، بحسب ما قاله مسؤولون فلسطينيون، وصلت مجموعة من المستوطنين إلى الطريق الرئيسي في حوارة في مركبة، وشغلوا موسيقى صاخبة في ما وصفه الفلسطينيون بأنه “استفزاز”. مساء الإثنين احتفل اليهود ببداية عيد البوريم، الذي عادة ما يتم الاحتفال به بارتداء أزياء تنكرية وسط مرح صاخب.

وقال غسان دغلس، وهو مسؤول فلسطيني يرصد المستوطنات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، إن عددا من المستوطنين هاجموا محل سوبر ماركت. وقال مسعفون إن رجلا تلقى العلاج جراء إصابة في الرأس.

وأظهرت لقطات صورتها كاميرا المراقبة بالقرب من المحل التجاري المستوطنين وهم يقومون برشق المحل بالحجارة، في حين يرد الفلسطينيون بإلقاء الحجارة. ويظهر في الفيديو رجل إسرائيلي يرتدي الأسود وهو يرشق ويضرب مركبة بالحجارة بينما كان ركابها في داخلها.

واحتج سكان فلسطينيون محليون في مكان قريب ورددوا هتافات “الله أكبر”. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن فلسطينيين رشقوا مركبات إسرائيلية مرت عبر حوارة بالحجارة أيضا، مما ألحق أضرارا بأربع مركبات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “عدة مواجهات عنيفة” وقعت ليل الإثنين، وإن الجنود فرقوا الحشود.

وأظهرت مقاطع فيديو صورها هواة مستوطنين يرقصون مع الجنود على الطريق الرئيسي في حوارة، إلى جانب مركبة كُتب على جانبها “عيد بوريم سعيد”. وقال الجيش إن تصرف الجنود “لا يتماشى مع السلوك المتوقع” وإن الواقعة قيد المراجعة.

المستوطنون يحتفلون بعيد البوريم ويرقصون مع جنود إسرائيليين في بلدة حوارة بالضفة الغربية، 6 مارس، 2023. (Screenshot/Twitter; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

قُتل أكثر من 60 فلسطينيا بنيران إسرائيلية هذا العام، نصفهم تقريبا من المقاتلين، وفقا لإحصاء أجرته وكالة “أسوشيتيد برس”. أسفرت الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين عن مقتل 14 شخصا، جميعهم من المدنيين باستثناء شخص واحد، خلال نفس الفترة، التي تُعد واحدة من أكثر الفترات دموية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ سنوات.

اقرأ المزيد عن