إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

وزير الشرطة المحتمل يلمح إلى إن نشطاء اليسار هم من استفزوا الجنود في حادثة اعتداء وقعت في الخليل

رئيس حزب "عوتسما يهوديت" يقول إنه سيطالب بالحصول على إجابات بشأن توقيف الجنديين عن الخدمة بسبب العنف ضد نشطاء منظمة غير حكومية؛ رئيس الأركان الإسرائيلي يقول إن مثل هذه الحوادث "تلطخ سمعة" الجيش والدولة

رئيس حزب عوتسما يهوديت، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يتحدث للصحافة بعد لقاء مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ في مقر رؤساء إسرائيل في القدس في 10 نوفمبر 2022، حيث استشار هرتسوغ القادة السياسيين حول تشكيل حكومة جديدة. (Yonatan Sindel / Flash90)
رئيس حزب عوتسما يهوديت، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يتحدث للصحافة بعد لقاء مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ في مقر رؤساء إسرائيل في القدس في 10 نوفمبر 2022، حيث استشار هرتسوغ القادة السياسيين حول تشكيل حكومة جديدة. (Yonatan Sindel / Flash90)

ألقى رئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير، الذي من المتوقع أن يتم تعيينه وزيرا للشرطة في الحكومة القادمة، يوم السبت باللائمة على نشطاء يسار بعد تعرضهم للاعتداء الجسدي والتهكم من قبل جنود إسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

ودعا بن غفير، الذي من المتوقع أن يتولي منصب وزير الأمن القومي الذي تم إنشاؤه حديثا في حكومة بنيامين نتنياهو المرتقبة – وهو منصب موسع لوزير الأمن الداخلي – الشرطة إلى التحقيق فيما إذا كان النشطاء قد استفزوا القوات.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن قام الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة بإيقاف جنديين عن الخدمة في أعقاب سلوكهما، في حادثة هي الأحدث ضمن سلسلة من الحوادث التي تورط فيها لواء المشاء “غفعاتي” في المدينة المضطربة.

وزعم بن غفير في بيان: “أعرف جيدا هؤلاء اليساريين المتطرفين الذين يأتون إلى الخليل. إنهم يسيئون للجنود ويهينوهم ويشتمونهم وفي كثير من الأحيان يهاجمونهم أيضا”.

وأضاف: “أدعو الشرطة إلى التحقيق في ما إذا كان اليساريون المتطرفون، في هذه الحالة، لم يستفزوا الجنود ويؤذوهم أولا حتى يتم تزوير صور الحادثة”.

في حين أنه قال إنه “لا مجال للمس باليساريين المتطرفين بسبب آرائهم”، إلا أن بن غفير اتهم النشطاء بأنهم يقومون بتوثيق أجزاء فقط من مواجهاتهم مع الجنود. “وفي اللحظة التي يتضح فيها أن اليساريين المتطرفين أساءوا إلى الجنود وهاجموهم، يجب اعتقالهم على الفور ومحاكمتهم”.

متحدثا لبرنامج “قابل الصحافة” على القناة 12 مساء السبت، قال المشرع اليميني المتطرف أيضا إنها سيطالب بتوضيحات من الجيش بشأن قيامه بتعليق عمل الجنديين بمجرد تشكيل الحكومة.

في مقطع فيديو نشرته “كسر الصمت”، وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع ونشر شهادات مجهولة المصدر بمعظمها لجنود مقاتلين سابقين في الجيش الإسرائيلي بشأن انتهاكات حقوق انسان مزعومة ضد الفلسطينيين، بالإمكان رؤية أحد الجنود وهو يطرح أحد النشطاء أرضا ويوجه له اللكمات دون أي استفزاز من جانب الناشط على ما يبدو.

في مقطع فيديو منفصل، يظهر جندي من نفس الفرقة وهو يواجه ناشطا ويتباهى بأن “بن غفير، سيقوم بتنظيم الأمور في هذا المكان. لقد انتهى الأمر. لقد خسرتم يا رفاق… انتهى وقت المتعة”.

يوم السبت، نشر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بيانا انتقد فيه سلوك الجنود خلال الحادثة وفي حالات أخرى تتعلق بقيام الجنود بإساءة استخدام القوة ضد إسرائيليين وفلسطينيين، مشددا على أنه لا يُسمح للقوات باستخدام القوة بدوع داع.

وقال كوخافي في رسالة إلى القوات “مثل هذه الحوادث تلطخ سمعة الوحدة التي يخدم فيها الجندي وسمعة الجيش الإسرائيلي وسمعة دولة إسرائيل”.

وأضاف: “أنا على دراية بالواقع المعقد الذي تعملون فيه وأتفهم التحديات التي تتعاملون معها”، لكنه أضاف أن جزءا من دور الجنود هو إيجاد التوازن بين استخدام القوة وضبط النفس.

وقال إن استخدام الجنود للقوة والتعليقات السياسية تنتهك مدونة قواعد السلوك العسكرية.

وتابع: “يستمد جيش الدفاع قوته من كونه جيشا محترفا وموجها بمهمته وأخلاقيا ومسئولا على المستوى الوطني. المهام التي أمامنا كثيرة، ووحدات جيش الدفاع تعمل باحتراف وأخلاقية ومطالبة باستئصال أي مظهر من مظاهر السلوك غير الأخلاقي أو غير المستقر”.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس يوم السبت إن قواعد السلوك والقيم الصارمة للجيش هي “حجر الزواية” لمهمته وضرورية لأمن البلاد.

وأضاف: “أنا على ثقة بأن القادة سيحصلون على التعامل مع أي شذوذ ومنع دخول السياسة إلى جيش الدفاع والاعتبارات العملياتية. لا ينبغي علينا السماح بإدخال الانقسام والجدالات الداخلية  إلى جيش الدفاع”.

كانت مجموعة النشطاء قد توجهت إلى الخليل للقاء عائلات فلسطينية محلية كعمل تضامني بعد أن بدأ إسرائيليون قاموا بزيارة المدينة في رحلة حج سنوية اشتباكات معهم الأسبوع الماضي.

في مقطع الفيديو، تظهر القوات وهي تحاول اعتقال رجل، الذي يلوذ بالفرار، قبل أن يطرحه أحد الجنود أرضا ويقوم بتوجيه اللكمات له. وبالإمكان سماع جندي آخر وهو يقول للنشطاء الآخرين: “اخرجوا من هنا”.

بعد ذلك، خضع المرشد الذي تعرض للاعتداء للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية لاعتدائه المزعوم على جندي ومنعه من أداء واجباته، حسبما قال محاميه لموقع “واينت” الإخباري. وأضاف المحامي أن الناشط كان لا يزال محتجزا، على الرغم من إصاباته. كما تم اعتقال ناشطين اثنين آخرين لفترة وجيزة لأسباب غير واضحة، بحسب المحامي. مقطع الفيديو من مكان الحادثة لم يظهر أي اعتداء من قبل الناشطين.

الجندي وضع رقعة على ظهر سترته العسكرية كُتب عليها “طلقة واحدة. قتل واحد. لا ندم. أنا من يقرر”. يعد وضع رقع غير تلك التي تظهر شعار الوحدة العسكرية أو علما إسرائيليا مخالفا لقواعد الجيش.

وقال الجيش في بيان أنه سيتم التحقيق في الحادثتين من قبل قائد القيادة الوسطى الميجر جنرال يهودا فوكس.

حادثة يوم الجمعة هي ثالث حادثة عنف يتورط فيه جنود من لواء غفعاتي في الخليل في الأسابيع الأخيرة.

في الأسبوع الماضي، أوقف الجيش جنديا عن الخدمة بعد أن وجه الشتائم لناشط في “كسر الصمت” وقال له “أنت خائن لبلدك وابن عاهرة، يا ابن الساقطة. أتمنى لك الإصابة بالسرطان في كل أنحاء جسمك… هيا، ابتعد عن نقطتي، اغرب عن وجهي”.

وتم إبعاد ثلاثة جنود آخرين عن الخدمة في الشهر الماضي بسبب اعتدائهم على رجل فلسطيني. وتحقق الشرطة العسكرية في الحادثة التي أدانها أيضا رئيس الأركان أفيف كوخافي.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان

اقرأ المزيد عن