وزير الشتات يحذر من “تدهور” الوضع في الحرم القدسي
"الثمن سيكون باهظا": نحمان شاي يقول إن المزيد من اليهود يزورون الموقع المضطرب، والبعض منهم يصلي هناك، مما يؤدي إلى تصعيد

قال وزير الشتات نحمان شاي يوم السبت إن الوضع الراهن الحساس في الحرم القدس آخذ بالتدهور مع قيام المزيد من اليهود بدخول الموقع، وحذر من أنه ستكون هناك عواقب وخيمة.
وقال شاي لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: “هناك الكثير من اليهود الذي يصعدون إلى جبل الهيكل (التسمية اليهودية للحرم القدسي). هناك من يتوقف في الطريق ويصلي، وهذا ممنوع”.
وأضاف شاي “هناك تصعيد معين وتدهور معين. أيضا مع الوضع الراهن. لقد فتحو الجبل، وسمحوا للمزيد من اليهود بالدخول إلى هناك”.
وقال “الثمن الذي سندفعه لاحقا، جميعنا، سيكون باهظا”.
الحرم القدسي هو الموقع الأقدس في اليهودية باعتباره موقع الهيكلين التوراتيين. المسجد الاقصى، الذي يقع على قمة الجبل، هو ثالث أقدس المواقع في الإسلام.
يُسمح لليهود بزيارة الموقع، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة أو أداء الطقوس الدينية فيه، كجزء من الوضع الراهن الحساس.

في السنوات الأخيرة، يضغط بعض المتشددين اليهود من أجل السماح للصلاة اليهودية في الموقع في حركة تكتسب زخما. في الماضي طردت الشرطة أي شخص يشتبه في قيامه بأداء الصلاة، لكنها غضت الطرف عن بعض الصلوات اليهودية هناك، بحسب تقارير.
كما يزور اليهود الموقع بشكل متزايد، حيث جلبت عطلة عيد الفصح اليهودي الأسبوع الماضي رقما قياسيا بلغ 4600 زائر يهودي.
جعلت الأهمية الدينية للموقع منه نقطة اشتعال متكررة ومركزا بالغ الحساسية بالنسبة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. يمكن للاشتباكات في الحرم القدسي أن تتحول إلى أحداث عنف أوسع؛ كانت الإجراءات التي اتخذتها الشرطة لتفريق احتجاجات عنيفة هناك العام الماضي من بين مسببات الحرب التي استمرت 11 يوما في غزة في مايو الماضي.
كان الحرم القدسي هذا الشهر بمثابة برميل بارود، مع تزامن عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان، والذي عادة ما يكون فترة توتر شديد. ولقد شهد الموقع في الأسابيع الأخيرة اشتباكات متكررة بين الشرطة ومحتجين فلسطينيين.
ولقد حذرت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة من أن الموقع هو خط أحمر وحضت على التصعيد ضد إسرائيل بسببه.
وتسببت التوترات في الحرم القدسي أيضا في توتر علاقات إسرائيل مع الحلفاء العرب الذين طالبوا بوقف صلاة اليهود هناك.
وسعت القدس للتأكيد على التزامها بالوضع الراهن في الأسابيع الأخيرة حيث يتهم الفلسطينيون وأنصارهم في العالم العربي إسرائيل بانتهاكه والسعي إلى “تقسيم” الحرم القدسي الشريف.

دخلت الشرطة الإسرائيلية المجمع عدة مرات من أجل القضاء على احتجاجات فلسطينية خلال شهر رمضان. ووقعت أعنف أعمال عنف يوم الجمعة الماضي، بعد أن قالت الشرطة إن فلسطينيين ألقوا حجارة كانت مخزنة لديهم داخل المسجد الأقصى باتجاه الحائط الغربي. ودخلت الشرطة الموقع بقوة واشتبكت مع عشرات الفلسطينيين بعد وقت قصير من صلاة الفجر. وأصيب أكثر من 150 فلسطينيا واعتُقل نحو 400 آخرين في المواجهات التي أعقبت ذلك. واستمرت الاشتباكات بشكل شبه يومي منذ ذلك الحين.
كان يوم الخميس هو آخر يوم سُمح فيه للزوار اليهود بدخول الحرم القدسي حتى نهاية شهر رمضان في الثاني من مايو. سياسة منع الزوار اليهود في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان هي السياسة المعتادة المعمول بها منذ سنوات حيث أن نهاية شهر رمضان تؤدي إلى زيادة في عدد المصلين المسلمين إلى الموقع.
في وقت سابق من هذا الشهر، دعا متطرفون يهود إلى تقديم قرابين عيد الفصح في الحرم القدسي، مما أثار غضب الفلسطينيين وتهديدات من فصائل فلسطينية. واستبعدت حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت احتمال تقديم أي قرابين وتعهدت بوقف أي محاولات كما فعلت السلطات من قبل.
بسطت إسرائيل سيادتها على الحرم القدسي والقدس الشرقية بعد الاستيلاء على المنطقة من الأردنيين في حرب 1967، لكنها سمحت للأوقاف الأردنية بمواصلة إدارة الموقع.
تعليقات على هذا المقال