وزير الدفاع الأميركي: إسرائيل ستزيد من أعداد المسلحين إذا لم يتم حماية سكان غزة
أوستن يقول إن على إسرائيل أن تكون أكثر دقة في هجماتها على حماس، ويدعوها إلى إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، رغم أنها "ساحة معركة معقدة وصعبة للغاية"
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الأربعاء إن تقاعس إسرائيل عن حماية المدنيين في قطاع غزة قد يؤدي إلى رد فعل عنيف يمتد لأجيال وإلى ظهور المزيد من المسلحين المناهضين لإسرائيل في المستقبل.
وفي حديثه للصحفيين في روما، قال أوستن إنه يشير إلى ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في كل مكالمة هاتفية يجريها مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وأضاف أنه يؤكد في كل مكالمة على ضرورة أن تكون إسرائيل أكثر دقة في العمليات العسكرية ضد حركة حماس للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وعلى الحاجة إلى إيصال المساعدات الإنسانية للسكان.
وقال: “التقاعس عن هذه المسألة قد يخلق جيلا من الفلسطينيين الرافضين للتعاون مع إسرائيل في المستقبل. لذلك فإنك تزيد في حقيقة الأمر من أعداد المسلحين… إذا لم تقم بذلك”.
وتابع “هي في رأيي ضرورة استراتيجية”.
واندلعت الحرب بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ويعتقد أن هناك 101 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، 97 منهم اختطفوا في السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى اسرائيليين اثنين وجثتي جنديين محتجزين هناك منذ ما يقارب من عقد. ومن المعروف أن عشرات الرهائن لم يعودوا على قيد الحياة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في الحرب حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 358 قتيلا.
وكثفت إسرائيل هجومها على شمال قطاع غزة منذ مقتل يحيي السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأسبوع الماضي. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لجباليا والبلدات المحيطة بها، حيث يُعتقد أن مئات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا يقيمون. ويعمل الجيش الإسرائيلي على منع حماس من إعادة تجميع صفوفها في شمال غزة.
وعلاوة على تدمير القطاع يواجه سكان غزة نقصا حادا في الغذاء والمياه والوقود والأدوية والرعاية الطبية.
ودعمت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، جهود ملاحقة حركة حماس المتحالفة مع إيران.
ولكن رسالة سرية من أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي طالبت باتخاذ تدابير واضحة لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة، أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وأحجم أوستن عن مناقشة الرسالة علنا.
وقال “القدرة على النجاح عسكريا عبر تحقيق الأهداف وحماية المدنيين في ساحة المعركة … يمكن القيام بالأمرين معا. فليس هناك تناقض بينهما”.
وفي ظل الضغوط الأميركية، قالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الثلاثاء إن أكثر من 230 شاحنة مساعدات دخلت شمال قطاع غزة خلال الأيام التسعة الماضية.
وتقول إسرائيل إنها لم تفرض أي قيود على وصول المساعدات إلى غزة، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في الفشل في توزيع المساعدات التي تصل إلى القطاع. كما تقول إن حماس تنهب قوافل المساعدات، وهو الاتهام الذي تنفيه الحركة.
وتقول إسرائيل إنها تبذل كل الجهود الممكنة لتجنب وقوع قتلى ومصابين بين المدنيين وتتهم حماس بوضع مقاتليها عمدا في المناطق السكنية واستخدام المدنيين دروعا بشرية.
وأقر أوستن بأسلوب حماس في استخدام المدنيين دروعا بشرية.
وقال: “دعونا لا نخدع أنفسنا، فهذه ساحة معركة معقدة وصعبة للغاية”.
وأضاف: “لذلك… يتعين على الإسرائيليين أن يبذلوا كل ما في وسعهم ليكونوا حذرين قدر الإمكان لحماية المدنيين في ساحة المعركة”.