وزير الدفاع الأمريكي يقول أنه لن “يفرض جداول زمنية أو شروط” للحرب
أوستن يدفع لتعزيز المساعدات لغزة، وحل الدولتين، ويقول إنه سيجمع وزراء إقليميين لمواجهة الحوثيين؛ غالانت: "الوقت لا ينفذ" والحرب ستشهد "نهاية حماس"
زار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تل أبيب يوم الاثنين، حيث التقى بكل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، وأكد على دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية ضد حماس، بينما دعا إلى زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، مع رفض تحديد أي جدول زمني للعملية الإسرائيلية الجارية.
ولم يصل أوستن في تصريحاته إلى حد إقتراح إنهاء الحرب، ولم يوجه انتقادات تذكر لعدد الضحايا المدنيين المرتفع في غزة، قائلا إن الولايات المتحدة ستواصل دعم حرب إسرائيل على حماس وإرسال الذخائر وغيرها من المساعدات الدفاعية لها. لكنه استغل المؤتمر لجفع حل الدولتين – الذي ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية – وأصدر أيضا تحذيرا لإسرائيل بشأن تزايد العنف في الضفة الغربية.
وخلال لقائهما في تل أبيب، أخبر أوستن نتنياهو أن “التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لا يتزعزع”، مشيرا إلى أنها زيارته الرابعة إلى البلاد كوزير للدفاع والثانية منذ 7 أكتوبر. “التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ثابت ولا يجب لأي مجموعة أو دولة أن تختبر عزمنا”.
وبشأن تهديد الحوثيون في اليمن للسفن في البحر الأحمر، قال وزير الدفاع، الذي رافقه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجديد تشارلز براون، إن الولايات المتحدة تقود “قوة بحرية متعددة الجنسيات لصون المبدأ الأساسي لحرية الملاحة. دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف”.
وفي مؤتمر صحفي لاحق مع غالانت، قال أوستن إن هجمات الحوثيين “متهورة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي”، وقال إنه سيستضيف اجتماعًا افتراضيًا يوم الاثنين مع الوزراء “لمواجهة هذا التهديد… بطريقة هادفة”. كما دعا حزب الله في لبنان إلى “عدم القيام بخطوات قد تشعل صراع أوسع”.
وتعهد أوستن بمواصلة تزويد إسرائيل “بالمعدات التي تحتاجها للدفاع” عن البلاد، مشيرا إلى الذخائر والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي، في تصريحات لنتنياهو. وقال إن الولايات المتحدة تعمل على تحرير جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين الذين ما زالوا محتجزين، فضلا عن “تقديم أفضل دعم لإسرائيل من أجل تحقيق الأمن الدائم – وهذا يعني تلبية الاحتياجات الملحة أولا”.
وقال أوستن إن “المزيد من المساعدات الإنسانية” يجب أن تصل إلى المدنيين في غزة، “وعلينا توزيع تلك المساعدات بشكل أفضل”. وشكر نتنياهو على “المبادرات الأخيرة”، في إشارة محتملة إلى موافقة إسرائيل على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لتوصيل المساعدات إلى غزة، “ونأمل أن نتمكن من إدخال كمية أكبر”.
وكان من المتوقع أن يضغط وزير الدفاع الأمريكي خلف الأبواب المغلقة على المسؤولين الإسرائيليين لتقليص العمليات القتالية الكبرى في غزة، وسحب معظم القوات البرية والانتقال إلى عمليات مستهدفة لقتل قادة حماس، وتدمير الأنفاق وإنقاذ الرهائن، نظرا لتصاعد الغضب العالمي من ارتفاع حصيلة القتلى في غزة.
لكن ردا على سؤال عن الموعد المحدد لذلك، قال أوستن إن “هذه عملية إسرائيلية، ولست هنا لفرض جداول زمنية أو شروط. دعمنا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها شديد، كما سمعتموني أقول عدة مرات، وهذا لن يتغير”.
وفي بيان صدر في وقت لاحق الاثنين، قال مكتبه إنه “حث على التخطيط للانتقال إلى المرحلة التالية من العمليات”.
وردا على سؤال في مؤتمرهما الصحافي المشترك، قال غالانت إنه “الوقت لا ينفذ” لتحقيق إنجازات الحرب، و”نحن بحاجة إلى تحقيق أداء مختلف على الأرض قبل أن ننتقل إلى المرحلة التالية”.
وفي نهاية المطاف، قال غالانت، “سوف نفطط حماس، وإلا فلن نتمكن من الوجود والعيش بالطريقة التي نريد أن نعيش بها في هذه المنطقة… يجب أن يعرفوا [في أعقاب 7 أكتوبر] أنهم إذا قتلوا أو اختطفوا 1500 شخص بينهم أطفال ونساء، هذه نهاية حماس”.
وقال غالانت إن الجيش “سيواصل العمل بمستويات مختلفة من الشدة وفقا للوضع في المنطقة”، مضيفا أن إسرائيل قريبا “سوف تكون قادرة على التمييز بين المناطق المختلفة في غزة”، وبمجرد أن تحدد مناطق معينة على أنها خالية من حماس، فستتمكن العمل على “الانتقال تدريجياً إلى المرحلة التالية والبدء في العمل على إعادة السكان”.
وردا على سؤال حول الخسائر المدنية الناجمة عن العملية العسكرية الإسرائيلية، قال أوستن إن غزة هي ساحة معركة معقدة، ذات كثافة سكانية عالية، و”هذا يجعل القيام بأي عملية عسكرية في بالغ الصعوبة”. وأشار أيضًا إلى أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتقاتل “بالقرب من المستشفيات والمساجد والكنائس، وغيرها. وهذا يزيد من التعقيد”.
وقال أوستن إنه ناقش مع غالانت “التقنيات التي يقوم [الجيش الإسرائيلي] بتغيرها أثناء تنفيذ العمليات في الجنوب”، وأضاف “جميعنا نتعلم”، مشيراً إلى أنه “بعد استخلاص العبر في الشمال، قاموا بتطبيق بعضها في الجنوب، وأنا متأكد من أن ذلك سيستمر”.
كما كرر أوستن اعتقاد البيت الأبيض بأن نهاية الحرب يجب أن تشمل العمل نحو حل شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا أنه إذا انتهت الحرب فقط “بانعدام الأمن والخوف واليأس”، فـ”سيؤدي ذلك إلى تفاقم هذه المأساة”.
“لقد دفع الإسرائيليون والفلسطينيون ثمناً باهظاً، لن يعودوا إلى [وضع] السادس من أكتوبر”، ولذلك، قال إنه ناقش خلال اجتماعاته “المسارات نحو مستقبل لغزة بعد حماس، بناءً على المبادئ الواضحة التي وضعها صديقي وزير الخارجية [أنتوني] بلينكن الشهر الماضي”.
وكانت هذه المبادئ هي: عدم استخدام غزة كمنصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل؛ عدم تهجير الفلسطينيين في غزة؛ عدم إعادة احتلال غزة من قبل إسرائيل؛ عدم فرض حصار على غزة؛ عدم تقليص أراضي غزة؛ وإعادة توحيد القطاع مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية بعد الحرب.
وقال أوستن إن “الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون أفقًا من الأمل”، وأنه “من مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين التقدم نحو دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب وفي أمن متبادل”. وأشار وزير الدفاع إلى “مدى صعوبة قبول ذلك” على الإسرائيليين، “خاصة بعد 7 أكتوبر. لكن استمرار عدم الاستقرار وانعدام الأمن لا يصب إلا في مصلحة حماس”.
وقال أيضا أنه ناقش مع القادة الإسرائيليين “الإجراءات العاجلة” التي عليهم اتخاذها لتحقيق الاستقرار في الضفة الغربية، وندد مرة أخرى بهجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، والتي “يجب أن تتوقف ويجب محاسبة مرتكبي العنف”.
وقال غالانت للصحفيين أنه بعد الحرب “لن تسيطر إسرائيل على غزة بأي طريقة مدنية. سوف ننفذ أي جهد عملياتي وعسكري ضروري من أجل تأمين مستقبلنا. ونحن نبني الطرق للشركاء غير المعادين على الجانب الآخر”.
وقال وزير الدفاع لنظيره الأمريكي إن “أعداءنا المشتركين في جميع أنحاء العالم يراقبون ويعرفون أن النصر الإسرائيلي هو انتصار للعالم الحر بقيادة الولايات المتحدة”. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “يقاتل عدوا وحشيا يختبئ وراء المدنيين”، وتعهد بأن إسرائيل ستواصل العمل في غزة “حتى نحقق أهدافنا بالكامل”.
مخاطبا أوستن، قال غالانت “كلانا نعرف تعقيدات الحرب. كلانا حاربنا منظمات إرهابية وحشية، ونعلم أن الأمر يستغرق وقتًا”، وشدد على أن إسرائيل تعمل “وفقًا للقانون الدولي” وتسعى إلى تقليل الأضرار اللاحقة بالمدنيين الفلسطينيين.
وأضاف: “إننا نعمل أيضًا مع شركاء دوليين لتمكين وصول المساعدات الإنسانية، ولكن كلما نناقش القضايا الإنسانية، يجب أن نتذكر أن 129 رهينة لا زالوا محتجزين في غزة. هذه هي القضية الإنسانية [الأولى]”.
وقال غالانت إنه فيما يتعلق بلبنان فإن “الدبلوماسية هي الطريقة المفضلة” وإسرائيل لا تسعى إلى الحرب. “لكن حزب الله يطلق النار علينا كل يوم منذ 8 أكتوبر… نأمل أن يفهم حزب الله أن الوقت قد حان للتوقف”.
وخلال لقائهما في وقت سابق الإثنين، شكر نتنياهو أوستن على زيارته وقال إنه أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بأن إسرائيل ملتزمة بـ”تحقيق النصر الكامل ضد حماس”. وقال إن الحرب هي “معركة ضد محور الإرهاب الإيراني، الذي يهدد الآن بإغلاق مضيق باب المندب [في البحر الأحمر]” من خلال جماعة الحوثيين المدعومة من إيران. وأضاف: “هذا يهدد حرية الملاحة في العالم أجمع”.
ونشر مكتب غالانت صورة لوزير الدفاع يعرض على نظيره رسم بياني لأسماء كبار أعضاء حماس معلق على الحائط، يظهر أي منهم قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة. ونشر مكتب رئيس الوزراء صورة لنتنياهو يعرض فيها صور الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في القطاع.
شنت إسرائيل حربها على حماس في أعقاب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي قتلت فيه حوالي 1200 شخص، واحتجزت حوالي 240 رهينة، لا يزال أكثر من 100 منهم في الأسر.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 19 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع منذ اندلاع الحرب. وقالت إسرائيل إن ثلثهم على الأقل هم عناصر حماس. ولا يمكن التحقق من عدد القتلى في غزة بشكل مستقل، ويعتقد أنه هو يشمل ضحايا سقوط صواريخ فلسطينية طائشة داخل القطاع. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 7000 من عناصر حماس في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 129 من جنوده قتلوا في العملية البرية في غزة حتى الآن.
وقد دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بشدة منذ بداية الحرب، وأكدت على دعمها للدولة اليهودية في الهيئات الدولية، بما في ذلك استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد.
لكن بدأت الولايات المتحدة توجه في الأسابيع الأخيرة بعض الانتقادات في ضوء ارتفاع عدد القتلى بعد 10 أسابيع من القتال، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إن “القصف العشوائي” الإسرائيلي في القطاع يتسبب في خسارة الدعم العالمي، وأن على نتنياهو “أن يغير” نهجه.
واعترف نتنياهو بوجود خلافات بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين حول مستقبل غزة بعد حماس، لكنه أكد مرارا أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بحكم القطاع بعد الحرب، على الرغم من استمرار الولايات المتحدة في الدفع إلى ذلك.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير.