وزير الدفاع الأمريكي قبل لقائه نتنياهو: ترامب يبحث عن طرق جديدة لحل المشاكل
خلال لقائه رئيس الوزراء في البنتاغون، أشاد هيغسيث بالإنجازات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران ووكلائها على مدار الأشهر الستة عشر الماضية، وتعهد بدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في البنتاغون الأربعاء، حيث أشاد المسؤول الدفاعي الأميركي بالإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل خلال الأشهر الستة عشر الماضية من القتال مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
ويأتي اللقاء في اليوم الثالث من زيارة نتنياهو إلى واشنطن، حيث التقى في وقت سابق من الأسبوع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من كبار أعضاء إدارته الجديدة.
وكان هذا أول اجتماع مع زعيم أجنبي يستضيفه هيغسيث منذ توليه منصبه الشهر الماضي.
وعند وصوله إلى البنتاغون بعد ظهر الأربعاء، استقبلته فرقة عسكرية ترتدي الزي الأحمر وتعزف النشيد الوطني الإسرائيلي والنشيد الوطني الأميركي. كما كان في انتظاره حرس شرف من مشاة البحرية يحمل العلم الإسرائيلي.
وخلال الاجتماع، اغتنم هيغسيث الفرصة للإشادة بإسرائيل على إجراءاتها ضد جماعة حزب الله في لبنان، وعلى وجه الخصوص اغتيال القائد العسكري الأعلى للجماعة فؤاد شكر في يوليو 2024.
وكان شكر، الذي كان الذراع اليمنى لزعيم حزب الله آنذاك حسن نصر الله، مطلوبا من قبل الولايات المتحدة لدوره في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.
“لديكم ذاكرة طويلة، ولدينا ذاكرة طويلة”، قال هيغسيث.
وأشاد هيغسيث أيضا بإسرائيل لأنها “نجحت في إضعاف إيران ووكلائها بشكل كبير” خلال الأشهر الستة عشر الماضية، وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع في بيان للاجتماع.
وناقش الرجلان أيضا الحرب ضد حماس في غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي قُتل فيها حوالي 1200 شخص واختطف 251 كرهائن. وكان من بين القتلى العشرات من المواطنين الأميركيين.
وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة “ستدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وانتقد الإدارة السابقة بقيادة الرئيس آنذاك جو بايدن بسبب امتناعها عن إرسال شحنة من القنابل التي تزن 2000 رطل، بسبب مخاوف من أن تستخدمها إسرائيل في مناطق مكتظة بالسكان في غزة.
ورفع ترامب الحظر عن الأسلحة لدى عودته إلى البيت الأبيض، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من هذا الأسبوع أن البيت الأبيض يستعد لتقديم حزمة جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل بقيمة نحو مليار دولار.
وقال هيغسيث لنتنياهو: “لقد زودنا إسرائيل بذخائر لم يتم توريدها من قبل، وكانت مفيدة في القضاء على الأعداء المتطرفين”. وأشاد رئيس الوزراء بحسب البيان الأمريكي بإدارة ترامب على “التزامها بتزويد إسرائيل بالذخائر التي تحتاجها”.
وفي معرض تعليقه على إعلان ترامب المفاجئ في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما أعلن أن الولايات المتحدة سوف “تسيطر” و”تمتلك” قطاع غزة، رفض هيغسيث أن يقول ما إذا كانت مثل هذه الخطوة ستشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني.
وقال هيغسيث قبل اجتماعه مع نتنياهو في مقر وزارة الدفاع “أود أن أقول فقط، فيما يتعلق بمسألة غزة، إن تعريف الجنون هو محاولة تكرار الأمر ذاته”.
وتابع: “الرئيس مستعد للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن طرق جديدة وفريدة وديناميكية لحل المشاكل التي بدت مستعصية… نحن مستعدون لدراسة جميع الخيارات”.
وأشار هيغسيث أيضا إلى أن نتنياهو هو أول زعيم أجنبي يستضيفه منذ تعيينه وزيرًا للدفاع الشهر الماضي.
وأكد على “الروابط غير القابلة للكسر بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، كما جاء في البيان، وأشاد بإسرائيل باعتبارها “حليفا نموذجيا في الشرق الأوسط”.
وفي تصريحاته، سلط نتنياهو الضوء أيضا على التحالف الفريد بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال: “إننا لا نتردد في محاربة أعدائنا بمفردنا. نحن على استعداد لتحمل عبء دفاعنا من خلال مواجهة قوى التطرف والإرهاب، والقوى المعادية لأميركا في جوهرها”.
“إنهم يسمونكم الشيطان الأكبر، ويسموننا الشيطان الأصغر، ونحن نقف في طريقهم فقط. أنتم عدوهم الأكبر”، قال. “من خلال مواجهة هؤلاء الأعداء المتعددين، فإننا لا نهزم فقط أولئك الذين يرغبون في مهاجمتنا، بل أولئك الذين يرغبون في مهاجمتكم أيضًا”.
وأضاف نتنياهو: “لذلك فإن انتصارنا هو انتصاركم”، وقال أن إسرائيل “متقدمة للغاية” في سعيها لتحقيق أهدافها الحربية.
وبالإضافة إلى الاجتماع مع هيغسيث، التقى نتنياهو يوم الأربعاء مع نائب الرئيس جيه دي فانس ومستشار الأمن القومي مايك والتز في بلير هاوس.
ولم تقدم الولايات المتحدة أو إسرائيل أي بيان عن الاجتماع.
تركز جزء كبير من زيارة نتنياهو إلى واشنطن حول رؤية ترامب لغزة ما بعد الحرب، والتي تنطوي على إفراغها من سكانها وإعادة إعمارها باعتبارها “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وأصر الرئيس على أن تتطوع مصر والأردن لاستضافة سكان غزة – وهو ما رفضته الدولتان تماما، خشية من أن يزعزع ذلك استقرارهما، وأصرتا على أنه ينبغي السماح للفلسطينيين بالبقاء على أرضهم، تماما كما هو الحال مع الإسرائيليين.
وردا على خطة ترامب، أشاد نتنياهو بـ “استعداد الرئيس للتفكير خارج الصندوق”، وقال إن خطته “تستحق الاهتمام بها”.
وقال عن ترامب خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك يوم الثلاثاء: “أنت تقول أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن يندهش الناس، يحكون رؤوسهم ويقولون: أنت تعلم أنه على حق”.
زيارة نتنياهو للبيت الأبيض هي الأولى لزعيم أجنبي منذ تولي ترامب منصبه.
وكانت العلاقات بين للزعيمين متوترة في الماضي، لكن نتنياهو استغل عودة الجمهوريين إلى السلطة بعد أن توترت علاقاته مع بايدن بشكل متزايد بسبب سلوك إسرائيل في الحرب في غزة.
وقال نتنياهو يوم الثلاثاء: “أنت أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض. هل يمكنك أن تتخيل أين سنكون بعد أربع سنوات؟”.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالة رويترز في إعداد هذا التقرير