وزير الخارجية كوهين يلتقي الرئيس الأذربيجاني لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة
كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين يتطلع إلى تسريع العلاقات الثنائية المتنامية مع باكو، التي لديها حدود مشتركة مع إيران وتورد أكثر من 30٪ من نفط إسرائيل
التقى وزير الخارجية إيلي كوهين بالرئيس الأذربايجاني إلهام علييف في باكو يوم الأربعاء، في أحدث خطوة في توسيع مستمر وعلني للعلاقات الثنائية.
وبحسب بيان كوهين عقب الاجتماع، تحدث الاثنان عن “تحدياتنا الإقليمية الاستراتيجية المشتركة، خاصة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب”.
ولا يخفى على أحد أن أحد أعمدة العلاقة بين البلدين هو موقع أذربيجان على الحدود الشمالية لإيران. كما تشتري إسرائيل أكثر من 30٪ من نفطها من الجمهورية ذات الأغلبية الشيعية.
وشكر كوهين علييف لافتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب الشهر الماضي.
وبحسب وزارة الخارجية، ناقش المسؤولان تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية أيضا. ويرافق كوهين في رحلته ممثلين عن 20 شركة إسرائيلية في مجالات السايبر والأمن الداخلي والزراعة والمياه، وينضم عدد من المديرين التنفيذيين من الشركات الإسرائيلية الموجودة بالفعل في أذربيجان إلى منتدى الأعمال الذي يعقده كوهين مع وزير الاقتصاد الأذربيجاني.
وسيلتقي كوهين بنظيره جيهون بيراموف في وقت لاحق الأربعاء.
ومن المقرر أيضا أن يجتمع مع الجالية اليهودية المحلية، قبل أن يتوجه مساء الأربعاء إلى تركمانستان لافتتاح سفارة إسرائيل في عشق أباد، على بعد 24 كيلومترا فقط من الحدود الإيرانية، بحيث ستكون السفارة الإسرائيلية الأقرب إلى حدود الجمهورية الإسلامية.
ومن الخطط أن يعود كوهين إلى البلاد صباح الجمعة.
قبل مغادرة البلاد، قال كوهين في بيان إن الموقع الجغرافي لأذربيجان على الحدود الإيرانية “يجعل علاقاتنا مهمة للغاية وذات إمكانات كبيرة”.
وأضاف كوهين أنه يهدف في زيارته إلى “مواصلة بناء جبهة موحدة وحازمة مع أصدقائنا في باكو في مواجهة تحدياتنا المشتركة”، فضلا عن تعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والدفاع والطاقة والابتكار.
ازدهر تحالف أذربيجان مع إسرائيل على إثر الدعم الإسرائيلي للبلاد خلال صراعها مع أرمينيا في عام 2020.
أعلن كوهين عن نيته زيارة باكو في مارس، عندما زار بيراموف البلاد لافتتاح سفارة في إسرائيل.
أشارت تقارير أجنبية إلى أن أذربيجان تسمح على الأرجح لإسرائيل باستخدام قواعد على أراضيها لإطلاق رحلات استطلاعية فوق إيران وإرسال عملاء استخبارات إلى البلاد لتعطيل برنامجها النووي. في حال قررت إسرائيل شن غارات جوية على المفاعلات والمحطات الإيرانية، فإن الوصول إلى القواعد الأذربيجانية سيجعل هذه المهمة أكثر جدوى.
استؤنفت المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في أبريل نيسان 2021 لكنها متوقفة منذ العام الماضي ومضت طهران قدما في مطامحها النووية، مما أدى إلى تجدد التهديدات بشن هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية.
تعد إسرائيل واحدة من كبار موردي الأسلحة لأذربيجان. وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، قدمت إسرائيل 69٪ من واردات باكو الرئيسية من الأسلحة في 2016-2020، وهو ما يمثل 17٪ من صادرات الأسلحة في القدس خلال تلك الفترة.
بدورها، تقوم الدولة ذات الأغلبية الشيعية بتزويد إسرائيل بكميات كبيرة من النفط بالإضافة إلى التعاون المزعوم ضد إيران.
كثفت إسرائيل شحناتها من الأسلحة إلى أذربيجان خلال نزاع ناغورني كاراباخ عام 2020. خرجت أذربيجان منتصرة من الحرب التي استمرت ستة أسابيع مع أرمينيا، والتي أودت بحياة أكثر من 6000 جندي ونتج عنها استعادة باكو السيطرة على الأراضي المتنازع عليها.
تصاعدت التوترات مع إيران في أعقاب الحرب، حيث أجرت إيران تدريبات عسكرية كبيرة على حدود أذربيجان وصعدّت خطابها ضد جارتها.
ولطالما اتهمت إيران، التي يقطنها ملايين الأذريين، جارتها الشمالية الأصغر بتأجيج المشاعر الانفصالية على أراضيها.
كانت إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان في عام 1991، ولديها سفارة في باكو منذ عام 1992.
في أكتوبر، قام وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس بزيارة رسمية إلى أذربيجان، حيث التقى بنظيره ذاكر حسنوف، والرئيس علييف.
في ديسمبر، أعلنت أذربيجان تعيين أول سفير لها في إسرائيل، بعد أقل من شهرين من الموافقة على افتتاح سفارة في تل أبيب.
في ذلك الوقت، قال نائب وزير الخارجية الأذربيجاني فريز رزاييف إنه بعد قرار بلاده فتح سفارة في إسرائيل، “السماء هي الحد الأقصى” للعلاقات الثنائية بين البلدين.