وزير الخارجية كوهين يصل أوكرانيا للقاء زيلينسكي ونظيره كوليبا
كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين يصل إلى كييف في رحلة ليلية بالقطار من بولندا؛ يضع إكليلا من الزهور على مقبرة جماعية في بوتشا، ويتجنب إدانة روسيا؛ سيعيد فتح السفارة في كييف وسيلتقي بالجالية اليهودية
كييف، أوكرانيا – وصل وزير الخارجية إيلي كوهين إلى أوكرانيا صباح الخميس لعقد اجتماعات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا.
بدأت زيارة كوهين في بوتشا، إحدى ضواحي كييف حيث قتلت القوات الروسية أكثر من 450 مدنيا العام الماضي، وبابين يار، الوادي الذي قتل فيه النازيون والمتعاونون معهم أكثر من 30 ألف يهودي في سبتمبر 1941.
كوهين هو أكبر مسؤول إسرائيلي يزور أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي قبل نحو عام.
بعد يوم من زيارة استغرقت يوما واحدا لتركيا، وصل كوهين إلى جيشوف في بولندا ليلة الأربعاء، ثم استقل قطارا في رحلة ليلية مع وفده من مدينة برزيميسل الحدودية البولندية إلى كييف.
بسبب مخاوف أمنية، ظلت الزيارة طي الكتمان حتى وصل كوهين إلى بوتشا.
ومن المقرر أيضا أن يحضر كوهين مراسم لإعادة فتح سفارة إسرائيل بشكل دائم في كييف، كما سيلتقي بأعضاء الجالية اليهودية في كييف.
ومن المقرر أن يعود وزير الخارجية إلى إسرائيل صباح الجمعة بعد رحلة أخرى بالقطار ليلا إلى بولندا.
وانضم إلى كوهين في رحلته المدير العام لوزارة الخارجية رونين ليفي وسيمونا هالبرين، رئيسة مكتب أوراسيا في الوزارة.
في بداية زيارته ، وضع كوهين إكليلا من الزهور على مقبرة جماعية تضم 116 مدنيا قتلوا على يد الروس في بوتشا، لكنه تجنب إدانة روسيا بالاسم.
وقال: “يمكننا القول بوضوح، من المستحيل أن نبقى غير مبالين للمشاهد والمقابر الجماعية التي نراها”.
وأضاف ردا على سؤال حول ما إذا كان سيدين الروس “نحن هنا في زيارة تضامنية مهمة مع الشعب الأوكراني، مضيفا أن إسرائيل ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية.
في ظل حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد، سعت إسرائيل إلى الحفاظ على موقف محايد إلى حد كبير بشأن الحرب، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كل من موسكو وكييف. لم يخف المسؤولون الأوكرانيون إحباطهم، ووجهوا انتقادات علنية لإسرائيل عدة مرات لعدم اتخاذ موقف أكثر حزما ورفضها إرسال أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يسلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أشاد بموقف أسلافه “الحكيم”، مسارا مماثلا. لكن زيارة وزير خارجيته، وهو حليف له في حزب “الليكود”، هي علامة على أنه يريد أن يُنظر إليه على الأقل أنه يحاول إحداث فارق ملموس في اتجاه كييف.
سار كوهين، أثناء زيارته لوادي بابين يار صباح الخميس، عبر الأرض المغطاة بالثلوج برفقة كبار الحاخامات في أوكرانيا، وقام بغرس شجرة ووضع إكليلا من الزهور في الموقع، ثم استمع إلى صلاة “كاديش” على أرواح الموتى وإلى النشيد الوطني الإسرائيلي “هاتيكفا” .
على الرغم من أنه يتم الترحيب به الآن في أوكرانيا، فقد تمكن كوهين من إثارة غضب قيادة البلاد في الأسبوع الأول له في المنصب الشهر الماضي عندما أعلن أن إسرائيل “ستتحدث أقل” عن الحرب. تم تفسير التعليق على أنه إشارة إلى أن الحكومة الجديدة لن تدين روسيا علانية كما فعل لبيد.
تحدث كوهين أيضا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ذلك الأسبوع، قبل إجراء مكالمة مع أي مسؤول أوكراني. قالت مصادر في كييف في البداية إنها غير واثقة من أنه سيتم إجراء مكالمة على الإطلاق، لكن كوليبا وكوهين تحدثا في نهاية المطاف في منتصف يناير، عندما دعا الأول نظيره الإسرائيلي إلى كييف.
مع تعرض حكومته لانتقادات من الحلفاء الغربيين بسبب الاعتراف بالمستوطنات واقتراح لإضعاف القضاء بشكل كبير، نتنياهو حريص على إظهار حسن نواياه في أوروبا والولايات المتحدة. من المؤكد أن زيادة الدعم لأوكرانيا – القضية التي تهيمن على النقاش بين صناع السياسة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي – ستكسبه بعض النقاط.
كانت هناك مؤشرات أخرى على أن إسرائيل منفتحة على إمالة كفة الميزان قليلا لصالح أوكرانيا. خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب نتنياهو عن استعداده لإرسال “أشياء عسكرية” إلى كييف، وفقا لمسؤول مطلع على المحادثة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يمكن له الذهاب بعيدا دون استفزاز روسيا.
كما أنه قال لماكرون إنه “من السابق لأوانه التفكير في الوساطة”، موضحا أنه لن يدفع بدوره كوسيط بين روسيا وأوكرانيا حتى تطلب منه روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة القيام بذلك.
ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على المحادثة.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال نتنياهو لشبكة CNN إنه “يبحث” في تزويد أوكرانيا “بأنواع أخرى من المساعدات” إلى جانب المساعدة الإنسانية وسط مخاوف بشأن “العلاقة المعقدة” بين إسرائيل وروسيا وحاجة القدس إلى الاحتفاظ بـ “حرية التصرف” في سوريا في إطار جهودها الرامية إلى “إبقاء إيران تحت السيطرة”.
وأشار أيضا إلى أن إسرائيل كانت تساعد أوكرانيا من خلال العمل “ضد منتجات الأسلحة الإيرانية التي تستخدم ضد أوكرانيا”. يُزعم أن الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل في أواخر الشهر الماضي في مدينة أصفهان الإيرانية استهدفت برنامج الطائرات المسيرة الانتحارية الإيراني. تبيع إيران طائرات “كاميكازي” متطورة بدون طيار إلى روسيا والتي يُزعم أنها تُستخدم بعد ذلك لمهاجمة بنية تحتية مدنية وحيوية في أوكرانيا.
وأظهر مسؤولون أوكرانيون تحفظا بشأن الاجتماع مع زيلينسكي، وقالوا لتايمز أوف إسرائيل إنه سيكون على نتنياهو تقديم بادرة جوهرية إذا أراد للقاء أن يتم.
وقال مسؤول أوكراني إن زيلينسكي يريد من إسرائيل تقديم عرض ملموس لدعم أوكرانيا، وادعى أن إسرائيل لم تستجب بعد لطلب كييف في عام 2022 للحصول على قرض بقيمة 500 مليون دولار.
كما أضاف المسؤول إن إسرائيل لم تمض قدما في عرضها لمساعدة أوكرانيا في نظام إنذار مبكر مدني.
وقال إنه لا توجد مطالبة من إسرائيل بإدانة روسيا، مناقضا تقارير باللغة الإنجليزية في وقت سابق.
وقال المسؤول “نتوقع زيارة جوهرية. إنه أمر مهم لكننا لا نريد مجرد اجتماع للبروتوكول”.
وأضاف “يجب أن نشعر بمساعدة جوهرية من أصدقائنا”.
ومع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون لتايمز أوف إسرائيل إنه تم إبلاغهم بأنه تم تعيين اللقاء مع زيلينسكي.
وقال مسؤول إسرائيلي: “لن نتفاوض على مضمون الاجتماع قبل الاجتماع الفعلي. هذا غير لائق”
طلبت كييف مرارا وتكرارا من إسرائيل توفير بطاريات “القبة الحديدية” لها لإسقاط الصواريخ الروسية، لكن إسرائيل امتنعت عن توفير أسلحة دفاعية لأوكرانيا خوفا من التداعيات في علاقتها مع روسيا.