إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

وزير الخارجية البريطاني يرفض دعم الهجوم الإسرائيلي على رفح دون “خطة واضحة” لحماية المدنيين

كاميرون يقول إن بريطانيا لم تر ترتيبا للحفاظ على سلامة غير المقاتلين، ويلقي باللوم على حماس في محنة سكان غزة، ويرى أن فكرة حظر الأسلحة على إسرائيل لا تساعد إلا الحركة المسيطرة على غزة

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى مكاتب BBC في وسط لندن، في 12 مايو 2024، للظهور في برنامج BBC التلفزيوني السياسي "الأحد مع لورا كوينسبيرج". (HENRY NICHOLLS / AFP)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى مكاتب BBC في وسط لندن، في 12 مايو 2024، للظهور في برنامج BBC التلفزيوني السياسي "الأحد مع لورا كوينسبيرج". (HENRY NICHOLLS / AFP)

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الأحد إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تشن هجوما على مدينة رفح في قطاع غزة دون “خطة واضحة” لحماية المدنيين هناك.

وأدلى كاميرون بمقابلتين لوسيلتي الإعلام البريطانيتين “سكاي نيوز” وBBC وأكد فيهما على أن بريطانيا لا تدعم عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ما لم تضمن سلامة وحماية غير المقاتلين.

في تصريحات متطابقة إلى حد كبير للشبكتين الإعلاميتين حول الحرب المستمرة مع حماس في قطاع غزة، ألقى وزير الخارجية البريطاني اللوم على الحركة الفلسطينية في الوضع الإنساني من خلال عدم قبول اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الأخير. وقال كاميرون إن الهدنة ستمكن من دخول المساعدات إلى القطاع الساحلي الفلسطيني وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.

رفض الوزير بشدة فكرة فرض حظر توريد أسلحة بريطاني على إسرائيل، قائلا إن مثل هذه الخطوة لن تفيد سوى حماس، وأثناء حديثه إلى BBC، انتقد الوسيلة الإعلامية لعدم وصفها أعضاء حماس بالإرهابيين، قائلا إن على هيئة الإذاعة البريطانية إعادة النظر في سياستها بهذا الشأن.

وقال كاميرون لشبكة سكاي نيوز “لكي يكون هناك هجوم كبير في رفح، يجب أن تكون هناك خطة واضحة تماما حول كيفية إنقاذ الأرواح، وكيفية إبعاد الناس عن الخطر، وكيفية التأكد من حصولهم على الغذاء والدواء والمأوى وكل شيء”.

وأضاف: “لم نر مثل هذه الخطة… لذا نحن لا نؤيد الهجوم بهذه الطريقة”.

جنود إسرائيليون من لواء غيفعاتي يقفون فوق دبابة في شرق رفح في جنوب قطاع غزة، في صورة تم نشرها في 10 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

تحدت القوات الإسرائيلية المعارضة الدولية واسعة النطاق الأسبوع الماضي بدخولها المناطق الشرقية من المدينة، وأغلقت فعليا معبرا رئيسيا للمساعدات وأوقفت حركة المرور عبر معبر آخر بعد استهداف قواتها على الحدود بهجوم صاروخي قاتل لحماس من رفح، وأمرت السكان في بعض المناطق بالإخلاء، ثم أصدرت خلال نهاية الأسبوع أوامر بإخلاء المزيد من المناطق. وتقول إسرائيل إن 300 ألف شخص فروا من المدينة منذ أن بدأ الجيش في حث السكان على المغادرة الأسبوع الماضي.

وقال كاميرون إن على إسرائيل “القيام بعمل أفضل” فيما يتعلق بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال: “لقد قلت مرات عديدة إنني لست راضيا عن الإجراء الذي اتخذته إسرائيل فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية”، مضيفا أن هناك “بعض العلامات” على التحسن “ولكن ليس بالسرعة الكافية”.

لكنه قال إن المشكلة “تعود إلى حماس” لعدم قبولها الاقتراح الأخير لوقف مؤقت لإطلاق النار يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتابع قائلا: “هم لا يقبلون هذه الصفقة. لذا فالسؤال حقا، كما أعتقد، يجب أن يكون موجها لحماس، كما تعلم، لماذا تسمحون باستمرار هذه المعاناة بينما بإمكانكم ايقافها الآن”، مضيفا “الضغط الحقيقي يجب أن يكون على حماس حتى توافق على صفقة الرهائن، ويمكن للقتال أن يتوقف”.

كما رفض كاميرون أيضا فكرة فرض حظر توريد أسلحة على إسرائيل بعد أن قالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها علقت إرسال شحنة من القنابل بسبب مخاوف من احتمال إستخدامها في رفح، محذرا من أن مثل هذه الخطوة ستصب في مصلحة حماس.

وقال لسكاي نيوز: “إذا أعلنت ذلك اليوم، فقد يساعدني ذلك في اجتياز هذه المقابلة التلفزيونية، لكنه في الواقع من شأنه تعزيز حماس وإضعاف إسرائيل”.

“أعتقد أن هذه الخطوة قد تجعل صفقة الرهائن أقل احتمالا”، وأضاف “لذلك لا أعتقد أن إصدار إعلان سياسي ما هو الحل الصحيح. يجب أن نلتزم بإجراءاتنا الصارمة للتأكد من أننا نتصرف ضمن القانون” عند تزويد إسرائيل بالأسلحة.

امرأة وصبي يسيران مع أمتعتهما عبر سياج الأسلاك الشائكة أثناء فرارهما من رفح في جنوب قطاع غزة في 11 مايو، 2024، وسط الصراع المستمر في الأراضي الفلسطينية بين إسرائيل وحركة حماس. (AFP)

وقال إن الأميركيين “في وضع مختلف تماما” عن وضع بريطانيا فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال: “إن الولايات المتحدة هي دولة موردة ضخمة للأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك، كما تعلمون، قنابل زنة 1000 رطل وغير ذلك”، في حين أن المملكة المتحدة “توفر أقل من واحد بالمائة من الأسلحة لإسرائيل وليست دولة موردة”.

وقال كاميرون إنه واجه ضغوطا في الماضي لتطبيق حظر الأسلحة، لكن “بعد أيام قليلة وقع هجوم إيراني ضخم على إسرائيل، شمل 140 صاروخ كروز”.

أثناء حديثه إلى BBC، تحدث كاميرون عن مقطع فيديو نشرته حماس يوم السبت يظهر فيه المواطن البريطاني الإسرائيلي نداف بوبلفيل (51 عاما)، الذي اختطفه مسلحو حماس مع والدته من إسرائيل خلال الهجوم الضخم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي بدأ الحرب.

وقال كاميرون، الذي التقى بشقيقة بوبلفيل، إن وزارة الخارجية البريطانية “تحاول معرفة ما حدث” له، واصفا حماس بـ”القاسية” لـ”تلاعبها بمشاعر العائلة”.

وأضاف كاميرون: “ربما تكون هذه هي اللحظة التي يجب على BBC أن تسأل فيها نفسها مرة أخرى، هل يجب أن نصف هؤلاء الأشخاص بالإرهابيين؟” مضيفا “إنهم إرهابيون”.

وقال “إذا قمت باختطاف جدات، وقمت باختطاف أطفال، إذا قمت باغتصاب الناس، وأطلقت النار على الأطفال أمام أهاليهم – ما الذي يجب فعله أكثر حتى تقول BBC ’انظروا إنهم إرهابيون’؟ إنهم كذلك حقا”.

تعتبر بريطانيا حركة حماس منظمة إرهابية.

دخان يتصاعد فوق المباني خلال غارة إسرائيلية في الصباح الباكر على رفح في جنوب قطاع غزة، 11 مايو، 2023. (AFP)

وقد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشن هجوم كبير في رفح، بحجة أن العملية ضرورية لهزيمة حماس، التي لديها أربع من كتائبها الست النشطة المتبقية، من إجمالي 24 كتيبة قبل الحرب، تتمركز في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.

يوم الجمعة، أطلقت حماس وابلين من الصواريخ من رفح ووسط غزة على بئر السبع، في أول هجوم على المدينة الواقعة جنوب إسرائيل منذ ما يقرب من ستة أشهر. أدى الهجوم إلى إصابة امرأة بجروح طفيفة وإلحاق أضرار بساحة لعب عامة.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 آخرين كرهائن.

متعهدة بالقضاء على حماس، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة تهدف إلى تحرير الرهائن وتدمير القدرات العسكرية والحكومية للحركة. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 35 ألف فلسطيني قُتلوا في الحرب المستمرة، إلا أن هذه الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل كلا من المدنيين ومسلحي حماس في غزة، من ضمنهم أولئك الذين قُتلوا جراء صواريخ طائشة أطلقتها الحركة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 15 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، في حين قُتل 272 جنديا إسرائيليا خلال العملية البرية ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة.

اقرأ المزيد عن