إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون من مؤيدي إسرائيل

رئيس بلدية لندن السابق الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الإتحاد الاوروبي وخيار تيريزا ماي المفاجئ للمنصب الرفيع يؤيد علاقات تكنولوجية أقوى مع إسرائيل ويعارض حركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات ’الغبية’

بوريس جونسون خلال في باحة الحائط الغربي خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل عندما كان رئيسا لبلدية لندن، نوفمبر 2015. (Guardian screenshot)
بوريس جونسون خلال في باحة الحائط الغربي خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل عندما كان رئيسا لبلدية لندن، نوفمبر 2015. (Guardian screenshot)

بوريس جونسون، الرجل الذي كاد أن يخلف ديفيد كاميرون وتم تعيينه الأربعاء في منصب وزير خارجية بريطانية من قبل رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، اشتهر بكونه سياسي موال لإسرائيل  – إلى درجة نجحت فيها تصريحات سابقة له في إثارة حفيظة الفلسطينيين.

ماي أيضا تُعتبر صديقة لإسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا، وكانت قد وصفت الدولة اليهودية بأنها “إنجاز أجيال عديدة من النضال”.

زيارة جونسون الأخيرة إلى إسرائيل كانت في شهر نوفمبر وهدفت إلى تعزيز العلاقات التكنولوجية بين البلدين، وقال خلالها أن لندن هي “شريك طبيعي للشركات الإسرائيلية التي تسعى إلى النمو”.

خلال زيارته التقى جونسون بقادة إسرائيليين وقام بجولة في متحف “ياد فاشيم”. وشارك أيضا في مباراة كرة قدم بين أطفال بهود وعرب وتم التقاط صورة له وهو يقوم بتجربة نظام تقاسم ركوب الدراجات في تل أبيب إلى جانب رئيس البلدية رون حولدئي. كذلك قام بافتتاح يوم التعاملات في بورصة تل أبيب.

خلال إحدى كلماته قال جونسون بأنه معجب بإسرائيل لـ”جرأتها وشجاعتها واستعدادها للمخاطرة بإنجاز أفعال جريئة بشكل صارخ”.

ولكن ما لا ينُسى في زيارته على وجه الخصوص هي تصريحاته التي رفض فيها نشاط من يقفون وراء حركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات، التي تُعرف بـ -BDS، واصفا إياهم بأ”أكاديميين يساريين يرتدون معاطف كوردروي” – وهي تصريحات أثارت غضب الفلسطينيين.

“لا يمكنني التفكير بما هو أغبى” من مقاطعة “دولة التي بعد كل ما يُقال ويُفعل فهي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، المكان الوحيد بحسب رأيي الذي يمتلك مجتمعا تعدديا منفتحا”، كما قال جونسون.

بعد هذه التصريحات رفض عدد من المنظمات الفلسطينية اللقاء به خلال زيارته إلى رام الله، وتم إبلاغه بأن أقواله أدت إلى ازدياد المخاطر الأمنية في الضفة الغربية. مع ذلك، اجتماعه مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية رامي حمد الله تم كان كان مخططا له.

وكان جونسون قد عاد بقوة يوم الأربعاء بعد أسبوعين قضاها في عزلة سياسية. رئيسة الوزراء الجديدة ماي، التي خلفت ديفيد كاميرون في المنصب، فاجأت بتعيينه وزيرا للخارجية، في خطوة تدل على رغبتها في توحيد صفوف “حزب المحافظين” بعد صراعات الإستفتاء التي صوتت فيها بريطانيا في الشهر الماضي لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي. ماي كانت من مؤيدي حملة البقاء في الإتحاد الأوروبي، ولكنها تعهدت باحترام إنتصار حملة “بريكسيت” من خلال التفاوض على أفضل علاقة ممكنة بين بريطانيا والتكتل الأوروبي.

جونسون هو واحد من أكثر سياسيي بريطانيا شهرة مع شعره الأشقر وتسريحته الغريبة، وأسلوبه المتلعثم وميله إلى الإنحراف للتحدث باللاتينية خلال خطاباته.

إنه أيضا واحد من أكثر السياسيين المثيرين للجدل بعد أن قاد الحملة الناجحة لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي قبل أن يفاجأ الجميع بامتناعه عه دخول السباق لخلافة كاميرون، الذي قاد حملة البقاء في الإتحاد الأوروبي – وهو سباق كان من المتوقع أن يفوز جونسون به.

جونسون، وهو من بين مجموعة من السياسيين المحافظين الذين درسوا في مدرسة “إيتون” الأرستقراطية الخاصة، كان رمزا لحملة “الخروج” البريطانية.

منصب وزير الخارجية هو أول منصب في الحكومة بالنسبة لجونسون، الذي شملت ولايته كرئيس لبلدية لندن من عام 2008 وحتى مايو من هذا العام إشرافه على الألعاب الأولمبية في عام 2012.

طموحات القيادة للصحفي السابق في بروكسل كانت من أكثر الأسرار المكشوفة في السياسة البريطانية، منذ انتصاره في السباق على رئاسة بلدية لندن قبل ثمانية أعوام قفزت مسيرته السياسية قفزة صاروخية.

في ذلك الوقت، كان جونسون أكبر سياسي محافظ في منصب منتخب.

الكثيرون في حزب وسط اليمين وفي البلاد بشكل عام يعتقدون ان ما دفعه إلى الثورة على كاميرون من خلال حملته من أجل الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي هي طموحاته في رئاسة الوزراء، وليست دوافع أديولوجية.

ولكن بعد ضمان الإنتصار الذي أجبر كاميرون على الإستثقالة من منصبه، قرر حليف جونسون المقرب في حملة “بريكسيت” مايكل غوف ترشيح نفسه للقيادة. غوف قال بأن جونسون غير قادر على أداء المهمة – ما دفع جونسون، بصورة غير متوقعة، إلى التنحي جانبا وعدم خوض السباق على رئاسة حزب “المحافظين”.

القرارا أثار حفيظة نائب رئيس الوزراء السابق مايكل هيزلتاين الذي شبّه جونسون، من أشد المعجبين بوينستون تشرتشل، ب”جنرال يقود جيشه إلى صوت المدافع وفي اللحظة التي يرى فيها ساحة المعركة يتخلى عنه”.

وُلد ألكسندر بوريس دي فيفل جونسون، الذي يعرفه الملايين بإسم بوريس، في نيويورك في عام 1964 لعائلة تشجع على المنافسة وتسعى إلى تحقيق التفوق.

والده ستانلي كان عضوا في البرلمان الأوروبي عن حزب “المحافظين”؛ أحد أشقائه، جو، كان وزيرا في حكومة كاميرون وشقيقته ريتشل صحفية وكاتبة.

الثلاثة جميعهم أعلنوا عن تأييدهم لمعسكر “البقاء” في الإتحاد الأوروبي.

شقيقة جونسون قالت لكاتب سيرة أخيها بأن بوريس عندما كان طفلا أراد أن يكون “ملك العالم” عندما يكبر.

وحصل جونسون على منحة دراسية في مدرسة “إيتون”، التي التحق بها كاميرون بعده بعامين.

ودرس الرجلان أيضا في الفترة نفسها في جامعة “أوكسفورد”, وكلاهما عضوان في نادي “بولينغدون” – وهو ناد للنخبة الأرستقراطية يقتصر على الذكور حصرا ومعروف بمأدبات العشاء الفاخرة وسلوكه الصاخب.

بعد تخرجه بلقب في الأدب الكلاسيكي، عمل في صحيفة “ذا تايمز” – التي تم فصله منها لاتهامه بإختلاق اقتباسات – وفي صحيفة “ديلي تيليغراف”، وشمل عمله أيضا العمل كمراسل من بروكسل.

بعد ذلك أصبح عضوا في مجلس العموم البريطاني عن حزب “المحافظين” المعارض في ذلك الوقت في عام 2001، وتم تعيينه في وقت لاحق متحدثا بإسم الحزب في مجال الفنون قبل أن تتم إقالته لاتهامه بالكذب بشأن علاقة غرامية مزعومة خارج إطار الزواج.

اقرأ المزيد عن