إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

وزير الخارجية الإسرائيلي يتهم غوتيريش بدعم حماس بعد استخدامه لبند نادرا للحث على هدنة

إيلي كوهين يقول إن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة تشكل"خطرا على السلام العالمي" في تغريدة انتقد فيها أنطونيو غوتيريش بسبب رسالة بشأن غزة أرسلها إلى مجلس الأمن تطرق فيها إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ عام 1989

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مقابلة في مقر الأمم المتحدة قبل مؤتمر الأطراف COP28،  نيويورك، 29 نوفمبر، 2023. (Andrea RENAULT / AFP)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مقابلة في مقر الأمم المتحدة قبل مؤتمر الأطراف COP28، نيويورك، 29 نوفمبر، 2023. (Andrea RENAULT / AFP)

اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدعم حركة حماس الفلسطينية، ودعا إلى استقالته، وقال إن فترة عمله كرئيس للمنظمة الدولية تشكل “خطرا على السلام العالمي”، في رد فعل غاضب يوم الأربعاء على رسالة كتبها غوتيريش حض فيها على الوقف الفوري لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس وتطرقه إلى بند نادر في ميثاق الأمم المتحدة لحث مجلس الأمن على التدخل.

وقال إيلي كوهين إن دعوة غوتيريش إلى وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ شهرين في غزة، والتي اندلعت في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس في جنوب إسرائيل، “تشكل دعما” للحركة الفلسطينية و”تأييدا لقتل المسنين واختطاف الأطفال واغتصاب النساء”.

شهد هجوم 7 أكتوبر تسلل نحو 3 آلاف مسلح عبر الحدود من غزة إلى جنوب إسرائيل، وقيامهم بقتل نحو 1200 شخص واختطاف نحو 240 رهينة من كافة الأعمار تحت غطاء آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على المدن والبلدات الإسرائيلية. الغالبية العظمى من القتلى كانوا من المدنيين، ونحو نصف المخطوفين كانوا من النساء والأطفال، بما في ذلك الرضع والأطفال الصغار. ولقد تم إعدام عائلات بالكامل في منزلها، وقتل نحو 360 شخصا في مهرجان طبيعة راقص، الكثير منهم وسط أعمال مروعة ووحشية ارتكبها المهاجمون.

وأوردت روايات صعبة للناجين من الهجوم وأولئك الذين أعدوا الجثث لدفنها تفاصيل أعمال عنف جنسي مروعة، واغتصاب جماعي، وتشويه تم ارتكابها ضد النساء والفتيات على أيدي المسلحين الذين قادتهم حماس في 7 أكتوبر. ويدرس تحقيق الشرطة الجاري الأدلة على عمليات تشويه بعد الوفاة.

ولقد دعا غوتيريش مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة، ويوم الأربعاء كتب لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة عضو متطرقا إلى البند 99 من ميثاق الأمم المتحدة لاول مرة منذ تولي منصبه في المنظمة العالمية التي تضم 193 عضوا في عام 2017. كما أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها أي أمين عام للمنظمة هذا البند منذ عام 1989. يسمح البند للأمين العام بلفت انتباه مجلس الأمن لأي مسألة يعتقد أنها تهدد السلام والأمن العالميين.

داعيا إلى “وقف لإطلاق النار لأسباب انسانية”، قال غوتيريتش إن الظروف الانسانية في غزة في خضم حرب إسرائيل-حماس ” تتدهور بسرعة إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري (لا يظهر في الصورة) بعد اجتماعهما في القاهرة في 19 أكتوبر، 2023. (Khaled Desouki/AFP)

وقال غوتيريش إن الظروف اليائسة في القطاع الفلسطيني وانهيار النظام العام سيجعل المساعدات الإنسانية مستحيلة. وحذر من أن “وضعا أسوأ قد يتكشف، بما في ذلك الأمراض الوبائية وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى البلدان المجاورة”.

وقال غوتيريش: “يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام كل نفوذه لمنع المزيد من التصعيد وإنهاء هذه الأزمة”.

ووصف كوهين في تغريدة غاضبة على منصة “اكس” ولاية غوتيريش كرئيس للأمم المتحدة بأنها “خطر على السلام العالمي”.

وقال كوهين “كل من يدعم السلام العالمي عليه أن يدعم تحرير غزة من حماس”.

وقد تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وملاحقة قادتها في غزة وفي أماكن أخرى. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يبذل جهودا لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين في حين يقاتل المسلحين المتمركزين بعمق بين السكان المدنيين في القطاع.

كما انتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان غوتيريش الأربعاء، ودعاه مرة أخرى إلى تقديم استقالته. المرة الأولى التي طالب فيها إردان الأمين العام للأمم المتحدة بالتنحي عن منصبه كانت بعد نحو أسبوعين من هجمات 7 أكتوبر، عندما بدا أن غوتيريش يشير إلى أن الدافع وراء الاعتداء المدمر هو استمرار سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.

خلال جلسة لمجلس الأمن في 24 أكتوبر، قال غوتيريش إنه “من المهم أيضا الاعتراف بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ”.

وقال إردان في ذلك الوقت أن تصريحات غوتيريش “صادمة” ودعاه إلى “تقديم استقالته فورا”. كما ألغى كوهين لقاء مع غوتيريش ردا على التصريحات، بينما وصف الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس الأمين العام للأمم المتحدة بأنه “مدافع عن الإرهاب”.

سفير الأمم المتحدة غلعاد إردان (يسار الصورة)، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، (وسط الصورة)، ورئيس متحف “ياد فاشيم” داني ديان يتصفحون معرض كتاب ياد فاشيم لأسماء ضحايا المحرقة في مقر الأمم المتحدة، 26 يناير، 2023. (AP Photo / John Minchillo)

يوم الأربعاء، قال إردان إن “الأمين العام وصل إلى مستوى أخلاقي منخفض جديد” بعد أن “قرر تفعيل هذا البند النادر عندما يسمح لنفسه بممارسة الضغط على إسرائيل، التي تقاتل إرهابيي حماس النازيين”.

وأضاف إردان “هذا دليل آخر على الانحراف الأخلاقي للأمين العام وانحيازه ضد إسرائيل. إن دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار هي في الواقع دعوة للإبقاء على حكم الإرهاب الذي تمارسه حماس في غزة. بدلا من أن يشير الأمين العام صراحة إلى مسؤولية حماس عن الوضع ويدعو قادة الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم وإعادة الرهائن، وبالتالي إنهاء الحرب، اختار الأمين العام الاستمرار في التصرف بطريقة تعود بالفائدة على حماس”.

وأضاف “مرة أخرى أدعو الأمين العام إلى تقديم استقالته على الفور – تحتاج الأمم المتحدة إلى أمين عام يدعم الحرب على الإرهاب، وليس أمينا عاما يتصرف وفقا للنص الذي كتبته حماس”.

اقرأ المزيد عن