وزير الخارجية الألمانية يقول خلال زيارة إلى إسرائيل إن حرب غزة لا يمكن حلها ”بالوسائل العسكرية“ ويحث على التوصل إلى اتفاق
بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين، نتنياهو يشيد بـ”المصالح المشتركة“ في لقاءه مع كبير الدبلوماسيين الألمان في القدس؛ فاديفول يقول إن انتقاد إسرائيل لا يجب أن يؤدي إلى معاداة السامية
قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول يوم الأحد إن الصراع في غزة لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، وإنه يجب إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب بشكل دائم، وذلك خلال زيارته لإسرائيل بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال فاديفول في القدس ”لا أعتقد أن هذا الصراع يمكن حله بشكل دائم بالوسائل العسكرية. ومع ذلك، من الضروري بشكل عاجل نزع سلاح حماس ومنعها من السيطرة العسكرية على غزة“.
وأضاف أن ألمانيا ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن بلاده لا يمكنها انتقاد تصرفات إسرائيل. لكنه أضاف أن هذا ”يجب ألا يؤدي إلى معاداة السامية“.
وتابع فاديفول: ”لست متأكدا من إمكانية تحقيق جميع الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل بهذه الطريقة [من خلال حملة عسكرية]، ومن أن ذلك سيخدم أمن إسرائيل على المدى الطويل. لهذا السبب ندعو إلى العودة إلى مفاوضات جادة حول وقف إطلاق النار“.
وأعلن فاديفول أن عودة الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المسلحة في غزة هي أولوية الحكومة الألمانية.
وقال أيضا إن من الواضح أن غزة هي أرض فلسطينية. وأضاف ”نحن بحاجة إلى حل سياسي لإعادة إعمار غزة بدون حماس“.
ألقت الحرب ضد حماس في غزة، التي اندلعت على إثر المجزرة التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر 2023 في إسرائيل، بظلالها على العلاقات، حيث تسعى ألمانيا جاهدة إلى توخي الحذر في ردها.
وقال المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز يوم الثلاثاء الماضي، يوم توليه السلطة، ”إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الوحشي الذي شنه إرهابيو حماس في 7 أكتوبر وكل ما تلاه“.
”لكن على إسرائيل أيضا أن تظل دولة تفي بالتزاماتها الإنسانية، لا سيما في ظل هذه الحرب الرهيبة التي تدور في قطاع غزة، حيث لا مفر من المواجهة مع إرهابيي حماس“، كما قال.
وخلال زيارته يوم الأحد، التقى فاديفول برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونظيره غدعون ساعر. وقام كبير الدبلوماسيين الألمان بجولة في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ”أرو“ (السهم) في مديرية الدفاع والبحث والتطوير بوزارة الدفاع، ومتحف “ياد فاشيم” لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست برفقة ساعر، الذي قال إنه تلقى دعوة لزيارة نظيره في برلين و”سيتشرف بزيارة ألمانيا قريبا جدا، على أمل أن تكون في بداية يونيو“.
وقال نتنياهو، واقفا إلى جانب فاديفول قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس، في مقطع فيديو نشره مكتب رئيس الوزراء: ”لدينا علاقات ممتازة، وسنواصلها في هذه المحادثة“.
وأضاف ”لدينا الكثير من المصالح المشتركة والقيم المشتركة والتحديات المشتركة… سأبعث بأطيب تحياتي إلى فريدريش ميرز وإلى جهودكم المشتركة لمواصلة التحالف بين إسرائيل وألمانيا“.
ورد فاديفول قائلا: ”إنه لشرف كبير أن أكون هنا في الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا“.
بالتزامن مع زيارة فاديفول، يزور رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ألمانيا للاحتفال بهذا الحدث الهام في العلاقات بين البلدين.
في عام 1952، وقّعت إسرائيل وألمانيا الغربية اتفاقية تعويضات لمساعدة القدس في تمويل تكاليف إعادة توطين لاجئي الهولوكوست اليهود وتعويضهم عن خسائرهم في الممتلكات في ظل النظام النازي. لكن لم يتم إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة إلا في عام 1965. ولم تقيم ألمانيا الشرقية علاقات كاملة مع القدس قط.
في أول مكالمة هاتفية له مع رئيس الوزراء منذ توليه منصبه يوم الخميس، ناقش ميرز مسألة غزة والقضايا الإقليمية مع نتنياهو، كما ”أكد مجددا أن وجود إسرائيل وأمنها جزء من سبب وجود ألمانيا“، وفقا لبيان صادر عن برلين.
وقال ساعر، الذي وقف إلى جانب فاديفول في مؤتمر صحفي في القدس، إن منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية ”يجب تفكيكها“ وإن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان على هذه المسألة. وقال فاديفول إن ”إيران تشكل قضية تثير قلقا كبيرا“ لألمانيا.
وقال ساعر في وزارة الخارجية: ”لا يجب السماح لأخطر نظام بالحصول على أخطر سلاح في العالم. يجب تفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم“.