إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

وزير إسرائيلي: فكرة ترامب بشأن “هجرة الفلسطينيين” من غزة قد تنقذ حكومة نتنياهو

اقتراح الرئيس الأمريكي المثير للجدل بـ "تطهير" غزة وتشجيع الدول العربية على استيعاب سكانها قد يبقي حزب سموتريتش في الائتلاف، وربما يدفع بن غفير إلى العودة

نازحون فلسطينيون يعودون إلى رفح، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، في رفح، قطاع غزة، 19 يناير، 2025. (Mariam Dagga/AP)
نازحون فلسطينيون يعودون إلى رفح، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، في رفح، قطاع غزة، 19 يناير، 2025. (Mariam Dagga/AP)

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تستقبل الأردن ومصر ودول عربية أخرى الفلسطينيين من قطاع غزة – وهو ما قد يؤدي إلى إخراج عدد كاف من السكان “لتطهير” المنطقة التي مزقتها الحرب – الآمال والتوقعات ليس فقط في الدوائر اليمينية الإيديولوجية في إسرائيل، بل وأيضا بين المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء كبار في حزب “الليكود”.

ووفقا لأحد الوزراء في المجلس الوزاري الأمني (الكابيت)، فإن بيان ترامب، الذي أدلى به للصحافة على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودة الرئيس من كاليفورنيا إلى واشنطن يوم السبت، من المرجح أنه تم تنسيقه مع نتنياهو وكان المقصود منه جزئيا مساعدة نتنياهو في منع حكومته من الانهيار بسبب اتفاق وقف إطلاق النار الحالي مع حماس.

وبحسب الوزير، الذي تحدث إلى “تايمز أوف إسرائيل” بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن قضية تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين عادت الآن إلى جدول الأعمال، تماما كما أراد حزبا اليمين المتطرف “الصهيونية المتدينة” و”عوتسما يهوديت” منذ فترة طويلة وما كان يأمله الكثيرون في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو هم أيضا بعد اندلاع الحرب مباشرة، في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وقال الوزير إن احتمال أن يدفع الرئيس الأمريكي باتجاه نقل “ربما مليون ونصف المليون شخص” من “موقع الهدم” في غزة اليوم، كما قال، قد يضع حدا لتهديدات زعيم “الصهيونية المتدينة” بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، وبالتالي تمكين استكمال اتفاق وقف إطلاق النار وربما حتى الدفع بعودة إيتمار بن غفير وحزبه “عوتسما يهوديت” إلى الائتلاف.

وقال الوزير لتايمز أوف إسرائيل: “كل من سمع ترامب يفهم أن هذا كان منسقا وشفافا”، مضيفا أن “رئيس الوزراء تحدث عن الهجرة الطوعية في البداية، مع وزراء الليكود، وحتى بدأنا في بذل الجهود في هذا الاتجاه. أثارت هذه التصريحات معارضة عالمية، لذلك توقفنا، على الرغم من أننا نعلم أن هذا هو الحل الوحيد”.

وتابع قائلا: “ستصبح قضية الهجرة الطوعية الآن محور اهتمامنا. وسوف يناقش ترامب نفسه هذه القضية مع الرئيس المصري. ومن المقرر أن يسافر نتنياهو للقاء ترامب في واشنطن في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في خضم المفاوضات بشأن المرحلتين الثانية والثالثة من صفقة الرهائن”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث مع الصحافة، إلى جانب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات (على يمين الصورة)، على متن الطائرة الرئاسية بعد مغادرة لاس فيغاس بولاية نيفادا، في طريقها إلى ميامي بولاية فلوريدا في 25 يناير، 2025.(Mandel NGAN / AFP)

وقال الوزير: “إذا وافق الجميع على الهجرة، لن تكون هناك حاجة لاستئناف الحرب، ولن يكون لدى أحد مشكلة مع المرحلة الثانية [من الاتفاق الحالي]. سينتقل الفلسطينيون من غزة إلى الأردن أو مصر أو إندونيسيا، وسيعيد ترامب بناء غزة، وفي غضون ثلاث سنوات، سنرى ما سيحدث”.

ولقد صوت وزير المالية سموتريتش ضد صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار لكنه لم يسحب حزبه من الإئتلاف الحكومي، وقال إن نتنياهو أكد له أن الحرب ضد حماس ستُستأنف بعد استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر 42 يوما، وأن حزب “الصهيونية المتدينة” سينسحب من الحكومة إذا لم يحدث ذلك – وهي خطوة من شأنها ترك حكومة نتنياهو دون أغلبية في الكنيست.

كان النقاش حول الهجرة الفلسطينية من غزة مكثفا للغاية في بداية الحرب. في نوفمبر 2023، نشر النائب رام بن باراك من حزب “يش عتيد” المعارض والنائب داني دانون من “الليكود” مقالا مشتركا في صحيفة “وول ستريت جورنال” يدعو إلى تشجيع الهجرة الطوعية. وشكلت وزارة الخارجية فرقا تحت إشراف الوزير آنذاك إيلي كوهين وانخرطت في مناقشات مع دول أفريقية بشأن قبول مهاجرين من غزة.

في مؤتمر كبير عُقد في القدس في يناير 2024، دعا عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود وأحزاب اليمين المتطرف إلى تجديد الاستيطان اليهودي في غزة وتشجيع الهجرة الفلسطينية .

وزراء الحكومة وأعضاء كنيست من الائتلاف يرقصون خلال مؤتمر للترويج لإحياء المستوطنات اليهودية في غزة، في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في المقدمة، في وسط الصورة. (Chaim Goldberg/Flash90)

في الكنيست، عُقدت عدة مؤتمرات ومناقشات حول فكرة تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة على مدار العام الماضي.

وكان من أوائل المؤيدين لهذه الخطوة وزيرة المخابرات آنذاك غيلا غمليئل، التي أصبحت الآن عضوا في الكابينت الأمني.

في حدث أقيم في الكنيست في ديسمبر 2023، ألقت غمليئل خطابا حول “الخطة الاستراتيجية للإخلاء الطوعي لسكان غزة”. وتواصل غمليئل التأكيد على أن الهجرة هي الحل الوحيد لغزة.

وزيرة الاستخبارات آنذاك غيلا غمليئل في الكنيست، القدس، 7 فبراير، 2024.(Yonatan Sindel/Flash90)

ولقد امتنع مسؤولون حكوميون وشخصيات في الليكود إلى حد كبير عن التحدث علنا عن تشجيع الهجرة في العام الماضي، ويرجع ذلك أساسا إلى المشاكل القانونية التي تواجهها إسرائيل مع المحكمتين الدوليتين في لاهاي وخاصة إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وكان الناشطون الذين واصلوا بإصرار تنفيذ السعي إلى ترحيل سكان غزة وإحياء الاستيطان اليهودي هناك في المقام الأول أعضاء في منظمات يمينية مثل “نحالا” و”غزة الجديدة”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يمين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ’متحف إسرائيل’ بالقدس، 23 مايو، 2017.(AP/Sebastian Scheiner)

يوم الأحد، تجنب نتنياهو الإشارة إلى فكرة الترانسفير التي طرحها ترامب، لكنه نشر مقطع فيديو شكر فيه ترامب على تجديد شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

لكن سموتريتش غرد بحماسة وأشاد بترامب، كذلك فعل بن غفير.

وكتب سموتريتش على منصة X: “بعون الله، سأعمل مع رئيس الوزراء والحكومة على وضع خطة تشغيلية لتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن”، مضيفا “إن فكرة مساعدة سكان غزة في العثور على أماكن جديدة للعيش هي فكرة رائعة. بعد سنوات من تمجيد الإرهاب، سيكونون قادرين على بناء حياة جديدة وأفضل في أماكن أخرى”.

وأشار بن غفير إلى أن “أحد مطالبنا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تعزيز الهجرة الطوعية. وعندما يطرح رئيس أعظم قوة عظمى في العالم، ترامب، هذه الفكرة شخصيا، فمن الجدير أن تطبقها الحكومة الإسرائيلية – تشجيع الهجرة الآن!”

وقال ترامب إنه تحدث بالفعل مع ملك الأردن عبد الله حول الفكرة وأنه سيناقشها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. في الوقت الحالي، كانت ردود الفعل من الأردن ومصر سلبية وغاضبة.

ومن المتوقع أن يصل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل في وقت لاحق هذا الأسبوع. يأمل نتنياهو ومساعدوه أنه طالما ظلت قضية تشجيع سكان غزة على “الهجرة الطوعية” موضوعا للمناقشة، فإن رئيس الوزراء سيكسب المزيد من الوقت الثمين، ويعتقدون أن ذلك قد يوفر لسموتريتش سببا مقنعا للبقاء في الائتلاف حتى نهاية المرحلة الثانية من الصفقة على الأقل، وحتى بعد ذلك.

التقرير نُشر بداية بالنسخة العبرية في الموقع الشقيق لتايمز أوف إسرائيل “زمان يسرائيل”.

اقرأ المزيد عن