إسرائيل في حالة حرب - اليوم 430

بحث

وزيرة البيئة تعلن عن ساعات فصل بين الجنسين في متنزهين، والسلطة المسؤولة تعلن أنها لن تطبق البرنامج قبل خضوعه لمراجعة قانونية

سيكون على مسؤولين في وزارة العدل الموافقة على المشروع، الذي سيوسع ساعات عمل الموقعين للزوار الملتزمين دينيا في اثنين من الينابيع الطبيعية في أغسطس

صورة غير مؤرخة لزوار يستحمون في أحد برك واحة إينوت تسوكيم (عين فشخة) في صحراء يهودا.  (Courtesy of the Israel Nature and Parks Authority)
صورة غير مؤرخة لزوار يستحمون في أحد برك واحة إينوت تسوكيم (عين فشخة) في صحراء يهودا. (Courtesy of the Israel Nature and Parks Authority)

أعلنت وزير حماية البيئة عيديت سيلمان يوم الثلاثاء عن قرارها بإبقاء محميتين طبيعيتين بالقرب من القدس مفتوحتين خارج ساعات العمل المعتادة هذا الشهر للزوار الذين يرغبون في الاستحمام في الينابيع الطبيعية دون تواجد أفراد من الجنس الآخر.

لكن بعد وقت قصير من إعلان الخطة، قالت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، التي تعمل تحت إشراف الوزارة وتدير الموقعين المعنيين، إنها لن تمتثل على الفور للخطة حتى يوافق عليها مسؤولو العدل.

تتطرق الخطة والتعقيدات المحيطة بها إلى مشاركة الموارد من قبل اليهود المتدينين والعلمانيين، وامتثال البيروقراطيين ورجال القانون لسياسات المسؤولين المنتخبين – وهما من أكثر القضايا إثارة للجدل التي تقسم الإسرائيليين فيما يتعلق بخطة الإصلاح القضائي للحكومة الحالية.

التغيير الذي أعلنه مكتب سيلمان يتعلق بـ”عينوت تسوكيم” (عين الفشخة)، وهي واحة تقع في صحراء يهودا، والتي بموجب الترتيب الجديد ستفتح للاستحمام المنفصل في الساعة 6:30 صباحا بدلا من الساعة 8 صباحا يومي الأحد والأربعاء، وفي “عين الحنية”، وهو نبع يقع بالقرب من القدس، سيتم تمديد ساعات العمل فيه لثلاث ساعات حتى الساعة 8 مساء للسماح بالاستحمام المنفصل يومي الأربعاء والخميس.

يعتبر العديد من اليهود الأرثوذكس المتدينين الاستحمام المختلط أمرا غير محتشم ويمتنعون عنه. يعترض بعض الزائرين العلمانيين والأقل تدينا على إدخال الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، الأمر الذي يعتبرونه انتهاكا غير معقول لحقوقهم المدنية وإكراها دينيا.

وقالت سيلمان في بيان إنه بتمديد ساعات العمل، “يستفيد طرف واحد ولا يتم المساس بأي من الطرفين”. وأضاف البيان أن قرار فتح الموقع في وقت مبكر في عينوت تسوكيم بدلا من الإغلاق في وقت متأخر تم اتخاذه حتى لا يتعارض ذلك مع الحياة البرية التي تأتي إلى ينابيع المياه بالواحة بعد ساعات العمل.

وزير حماية البيئة عيديت سيلمان تحضر مؤتمرا في حيفا، إسرائيل، 21 مارس، 2023. (Shir Torem / Flash90)

هذه الخطوة ، التي وصفها مكتب سيلمان بأنها برنامج تجريبي، هي الأحدث في سلسلة من المبادرات المثيرة للجدل التي تهدف إلى استيعاب حساسيات الزوار المتدينين.

في عام 2020، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق عن مبادرتها الخاصة عن أوقات استحمام منفصلة للجنسين في عينوت تسوكيم في تاريخين في سبتمبر، على حساب الاستحمام المختلط في بعض أحواض الواحة. لكن وسط احتجاجات، أجلت سلطة الطبيعة والحدائق الخطة في انتظار الفحص القانوني وألغتها في النهاية تماما.

استفسر “تايمز أوف إسرائيل” عما إذا كانت سلطة الطبيعة والحدائق تعتزم اتباع تعليمات الوزيرة، وقالت المتحدثة باسم السلطة، شلوميت شافيت: “إننا نقوم بالاستعدادات ونعتزم تنفيذ الخطة، لكنها لا تزال قيد الفحص من قبل خبراء قانونيين ونحن ننتظر موقفهم”. لم تقم سلطة الطبيعة والحدائق بتحديث ساعات عمل الموقعين على موقعها على الإنترنت ، ولم تعلن عن تغيير في محميات طبيعية أخرى على وسائل الإعلام. وقالت شافيت: “سنعلن المعلومات عندما يتم توضيحها” من قبل الخبراء القانونيين.

في بيان مكتوب، كتب متحدث باسم سلطة الطبيعة والحدائق إن السلطة “تدرس إمكانية” إنشاء استحمام منفصل بين الجنسين. وجاء في البيان أن “السلطة ستكون قادرة على تحقيق [خطة] الاستحمام بعد أن تتم الموافقة عليها من قبل الأطراف المعنية، بما في ذلك وزارة العدل”.

مياه الينابيع في محمية عينوت تسكيم (عين الفشخة) الطبيعية بالقرب من البحر الميت. (YouTube screenshot)

وقالت “يسرائيل حوفشيت”، وهي منظمة غير ربحية يتضمن بيان مهامها تعزيز “الحريات الدينية” في بيان إنها ستطلب إصدار أمر قضائي ضد البرنامج التجريبي. وكتب مدير المنظمة غير الربحية، أوري كيدار، في بيان “لا يمكننا أن نسمح بواقع يضطر فيه الإسرائيليون إلى التحقق مما إذا كان هناك فصل بين الجنسين في الموقع الذي يرغبون بزيارته. لا ينبغي أن نسمح بتعميم مراعاة ذلك”.

وقال شاي غليك، مدير “بتسلمو”، وهي منظمة غير ربحية تصف نفسها بأنها تهدف لمعالجة ما تسميه “تجاهل حقوق الإنسان لليهود” في إسرائيل، إن البرنامج التجريبي “يعالج أخيرا التمييز ضد اليهود والمسلمين المتدينين” في المحميات الطبيعية.

وتأتي الأنباء عن برنامج الاستحمام التجريبي وسط موجة من الاحتجاجات على جهود الحكومة اليمينية المتشددة – التي تضم أحزابا دينية متعددة – لنقل بعض السلطات من السلطة القضائية إلى السلطتين التنفيذية والتشريعية. لقد زاد ذلك من حدة التوترات الموجودة مسبقا والتي تحدث انقساما بين أولئك الذين يسعون إلى تقليص دور الدين في الحكومة وأولئك الذين يرغبون في الحفاظ عليه أو توسيعه.

اقرأ المزيد عن