إسرائيل في حالة حرب - اليوم 400

بحث

وزراء ينتقدون قادة الأجهزة الأمنية لوصفهم اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية بأنها “إرهاب”

بن غفير يأمر بالتحقيق في "عقاب جماعي" في مستوطنة بعد هجوم على قرية فلسطينية مجاورة؛ سموتريتش يرفض استنكار قادة الأمن للهجمات

من الأرشيف: إيتامار بن غفير (يمين الصورة)، رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، ورئيس حزب "الصهيونية المتدينة" بتسلئيل سموتريتش في حدث انتخابي في سديروت، 26 أكتوبر، 2022. (Flash90)
من الأرشيف: إيتامار بن غفير (يمين الصورة)، رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، ورئيس حزب "الصهيونية المتدينة" بتسلئيل سموتريتش في حدث انتخابي في سديروت، 26 أكتوبر، 2022. (Flash90)

رفض وزراء ونواب في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشدد الانتقادات الشديدة التي وجهها الجيش ومؤسسة الدفاع يوم السبت ضد “إرهاب” المستوطنين المتطرفين الذين هاجموا الفلسطينيين في الأيام الأخيرة.

اعتدى المئات من المستوطنين على قرى فلسطينية في أعقاب هجوم إطلاق نار دامي وقع بالقرب من مستوطنة عيلي بالضفة الغربية.

يوم السبت، أدان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) والمفوض العام للشرطة كفي بيان مشترك اعتداءات المستوطنين المستمرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووصفوها بأنها “إرهاب قومي بالمعنى الكامل للكلمة”.

وحث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف الشريك في الإئتلاف، الجيش وقوات الأمن على رد أقوى على الهجمات الفلسطينية، وبدا أنه يشير إلى أن سلطات تطبيق القانون تتعامل بصرامة أكبر مع المستوطنين مقارنة بمجتمعات أخرى.

وكتب سموتريتش على تويتر، “في محاولة لخلق تكافؤ بين الإرهاب العربي والإجراءات المضادة للمدنيين [الإسرائيليين]، مهما بلغت خطورتها، هي محاولة ة خاطئة من الناحية الأخلاقية وخطيرة على المستوى العملي”.

“ينبغي على جيش الدفاع وقوات الأمن أن يتصرفوا بحزم أكبر بكثير ضد الإرهاب وأعمال الشغب من قبل العرب. لا يمكننا قبول وضع يشعر فيه المستوطنون وكأنهم أهداف سهلة على الطرقات وحول المستوطنات كل يوم ويحصون موتاهم”.

لقطة شاشة من مقطع فيديو للمستوطنين يطلقون النار على قرية أم صفا بالضفة الغربية في 24 يونيو، 2023.(Twitter video screenshot: Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

واستنكر سموتريتش استخدام الاعتقال الإداري لمشتبهين يهود من اليمين المتطرف وادعى أن قوات الأمن تنفذ “عقابا جماعيا” في مستوطنة عطيرت في أعقاب هجوم وقع في وقت سابق يوم السبت في قرية أم صفا الفلسطينية، في إشارة إلى تقارير عن حواجز عند مدخل المستوطنة.

وقال سموتريتش: “لكن حتى في هذا الوضع المعقد، فإن أخذ القانون باليد أمر سيء ومضر وقد يؤدي إلى فقدان السيطرة وفوضى خطيرة”، داعيا “الجميع إلى الامتناع عن الأعمال التي تضر بالاستيطان”.

وقال وزير الطاقة يسرائيل كاتس: “لا يمكن أن تكون هناك مقارنة؛ الإرهاب هو الإرهاب الذي يرتكبه الفلسطينيون ضد اليهود والجنود والأبرياء”.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي حث يوم الجمعة المستوطنين اليهود على “التوجه إلى قمم التلال” لإنشاء وتوسيع البؤر الاستيطانية غير القانونية ردا على الهجمات الفلسطيني، قال إنه “حتى في هذه الأوقات العصيبة ، عندما يغلي الدم، لا ينبغي أخذ القانون باليد”.

وزير الطاقة يسرائيل كاتس يصل الى الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 7 مايو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال بن غفير إن سلطات إنفاذ القانون يجب أن تطبق السياسات بالتساوي بين المجتمعات وليس “انتقاء واختيار” مكان تطبيق القانون.

وأضاف أنه من غير المقبول أن تستخدم الاعتقالات الإدارية، على سبيل المثال، “ضد المستوطنين فقط، وليس ضد [المجرمين] في المجتمع العربي”.

بن غفير، الذي عمل في الدفاع عن متطرفين يهود قبل دخول عالم السياسة، كان مؤيدا قويا لاستخدام ممارسة الاعتقال الإداري المثيرة للجدل لمحاربة موجة الجريمة التي تجتاح المجتمع العربي في إسرائيل والتي أودت حتى الآن في عام 2023 بحياة أكثر من 100.

الأداة، التي يستخدمها وزير الدفاع حاليا ضد المشتبهين بالإرهاب، تسمح باحتجاز الأفراد دون توجيه اتهامات إلى أجل غير مسمى، قابلة للتجديد لمدة ستة أشهر، بينما بإمكان سلطات إنفاذ القانون أن تختار عدم الكشف عن الأدلة ضدهم.

يوم الأحد ، أمر بن غفير الشرطة بإجراء تحقيق في “عقاب جماعي” في مستوطنة عطيرت بالضفة الغربية.

في بيان، قال بن غفير إنه طالب بتوضيحات بشأن إغلاق بوابة عطيرت، وإخضاع الداخلين إلى المستوطنة والخارجين منها لعمليات تفتيش. بالإضافة إلى ذلك، قال الوزير أنه على الشرطة تفسير استخدام القوات الخاصة لمسدس صاعق ضد رجل.

اضرار اعتداءات المستوطنين في قرية ترمسعيا بالضفة الغربية، 21 يونيو، 2023. (Nasser Ishtayeh / Flash90)

وجاء في البيان أن “بن غفير أوضح الليلة الماضية في محادثة مع المفوض العام للشرطة [كوبي] شبتاي والقائد الإقليمي أنه يعارض أي انتهاك للقانون. لكن في الوقت نفسه، يُحظر معاقبة مجتمع بأكمله”.

في بيان، قالت قيادة عطيرت إن المتورطين في العنف لم يكونوا من سكانها، ولكن البعض فر إلى داخل المستوطنة بعد الهجوم على أم صفا، عندما وصلت الشرطة إلى المكان.

وجاء في البيان وجاء في البيان “من أجل تحديد مكانهم ، قرر قادة الجيش فحص مدخل ومخرج المستوطنة من أجل التعرف على أكبر عدد ممكن منهم”.

قالت المستوطنة إن الجيش لم يغلق بوابتها في الوقت الحالي، لكن “الأشخاص الذين جاءوا من خارج المستوطنة يغلقون الآن المخرج لمنع الجيش من أخذ المركبات التي كان يستخدمها أولئك الذين وصلوا يوم السبت”.

حذرت الشرطة والشاباك من أنهما قد لا يكونان لديهما السلطة القانونية لاستخدام الأدوات المستخدمة ضد الفلسطينيين ضد المدنيين.

كما انتقد بن غفير سلطات تطبيق القانون على “الاستسلام للعنف” من قبل أفراد المجتمع الدرزي الذين اشتبكوا مع الشرطة هذا الأسبوع أثناء احتجاجهم على بناء توربينات رياح في مرتفعات الجولان. وأصيب أربعة دروز على الأقل بجروح خطيرة في اشتباكات عينفة يوم الأربعاء أصيب خلالها أيضا 12 شرطي.

سكان دروز يتظاهرون ضد بناء مزرعة رياح جديدة في مرتفعات الجولان، 21 يونيو، 2023. (Ayal Margolin / Flash90)

اتخذ بن غفير نهجًا متشددًا تجاه الاحتجاجات الدرزية ضد مزرعة الرياح وتعهد بمواصلة أعمال البناء.

وقال بن غفير يوم السبت إن قوات الأمن لا يمكنها “الاستسلام لعنف الدروز من ناحية واستخدام القبضة الحديدية ضد المستوطنين من ناحية أخرى”.

قال الوزير عن الاحتجاجات العنيفة في الجولان يوم الأربعاء “عندما يتصرف بعض الدروز، الذين لا يمثلون المجتمع بأسره، بعنف صريح ضد أفراد الشرطة الإسرائيلية، الذين حصلوا على دعمي الكامل في الحادث ، تقرر أخيرا ضد موقفي الانسحاب”.

“على طريق أيالون [الطريق السريع في تل أبيب]، أثار المئات أعمال شغب” والشرطة تعاملت معهم بتسامح، على حد قول الوزير اليميني المتطرف في إشارة إلى الاحتجاجات الأسبوعية التي نُظمت ليل السبت ضد خطط الحكومة لإصلاح النظام القضائي، في أسبوعها الخامس والعشرين.

وقال “من ناحية أخرى، ضد المستوطنين، السكان الذين لديهم أعلى معدلات تجنيد للجيش والذين يساهمون أكثر من غيرهم في إسرائيل، يخضعون حاليا لعقاب جماعي شديد وهو أمر غير مقبول”.

الإسرائيليون المعارضون لخطة الإصلاح القضائي يغلقون طريق أيالون السريع، تل أبيب، 24 يونيو، 2023. (Lior Segev)

كما هاجمت عضو الكنيست من حزب “عوتسما يهوديت”، ليمور سون هار ميلخ المؤسسة الأمنية يوم السبت، وكتبت في تغريدة إن “تناول الحمص وتزويد السيارة بالوقود بأمن” كما فعل ضحايا هجوم يوم الثلاثاء، هو “حق أساس لكل مواطن”.

وأضافت “إذا كانت المؤسسة الأمنية غير قادرة على توفير هذه الحماية الأساسية، فسنرى ظاهرة قيام المواطنين بأخذ زمام الأمور لحماية حياتهم”.

وقالت إن على المؤسسة الأمنية أن “تستثمر كل جهودها ومواردها للقضاء على الإرهاب وتوفير الأمن لسكان” مستوطنات الضفة الغربية والبؤر الاستيطانية.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع هجوم وقع بالقرب من مستوطنة عيلي بالضفة الغربية، 20 يونيو، 2023. في الصورة الصغيرة (من اليسار إلى اليمين): هرئيل مسعود (21 عاما)، من ياد بنيامين، إليشاع أنتمان (17 عاما)، من عيلي، عوفر فايرمان (64 عاما) من عيلي، ونحمان موردوف (17 عاما)، من أحيا، قتلى هجوم إطلاق النار. (Flash90; courtesy)

منذ يوم الثلاثاء، أضرمت مجموعات من المستوطنين النار في المركبات والمنازل في البلدات الفلسطينية ، ومزقت كتبا في مسجد، وفي بعض الحالات، فتحت النار على الناس، في هجمات وصفها رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بأنها في بيان مشترك يوم السبت بأنها “إرهاب قومي بالمعنى الكامل للكلمة”.

وتم اعتقال أربعة مشتبه بهم، من بينهم جندي خارج الخدمة، في الهجوم العنيف.

يوم الجمعة، أعلنت الشرطة عن اعتقال أربعة أشخاص على صلة بأعمال العنف في وقت سبق من الأسبوع الماضي، دون الخوض بمزيد من التفاصيل.

أضرار لحقت بمنازل وسيارات فلسطينية من قبل مستوطنين يهود متطرفين في قرية ترمسعيا بالضفة الغربية، 21 يونيو، 2023. (Nasser Ishtayeh / Flash90)

بعد ساعات من هجوم إطلاق نار نفذه مسلحان فلسطينيان بالقرب من مستوطنة عيلي حيث قُتل أربعة إسرائيليين، اعتدى عدد غير معروف من المستوطنين على عدد من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، من ضمنها حوارة، التي كانت مسرحا لاعتداء دام آخر للمستوطنين في وقت سابق من هذا العام بعد هجوم فلسطيني.

في اليوم التالي، قام مئات من المستوطنين أيضا باقتحام بلدتي ترمسعيا وعوريف الفلسطينيتين – بعد وقت قصير من دفن قتلى الهجوم – وأطلقوا النار على السكان، وأضرموا النيران في المنازل والسيارات والحقول، وأرهبوا السكان.

تم استجواب المشتبه بهم من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك). وبحسب مجموعة المساعدة القانونية اليمينية “هونينو”، حُرم المشتبه بهم الأربعة الذين اعتُقلوا في وقت سابق من الأسبوع الماضي من الحصول على المشورة القانونية.

اقرأ المزيد عن