وزراء اليمين يحمّلون غالانت مسؤولية موجة الهجمات الفلسطينية، وعضو كنيست يدعو إلى “الانتقام”
نتنياهو يدعو لعقد اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر في الأسبوع المقبل في أعقاب الهجوم في الضفة الغربية؛ وهرتسوغ يحذر من أعمال انتقامية

حمّل عدد من وزراء اليمين المتطرف يوم الإثنين وزير الدفاع يوآف غالانت مسؤولية الهجوم الدامي الذي وقع في جنوب الضفة الغربية وحضوه على إعادة نشر حواجز عسكرية في المنطقة، بينما دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الأسبوع المقبل.
في وقت سابق من اليوم، قُتلت الإسرائيلية بت شيفاع نيغري، بعد تعرضها لإطلاق نار بينما أصيب أرييه غوتليب، إصابة خطيرة في الهجوم الذي وقع في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية.
وتعرض الاثنان، وكلاهما في الأربعينيات من العمر، لإطلاق نار من مركبة عابرة بينما استقلا سيارة على الطريق السريع 60، بالقرب من مفرق بيت حغاي.
وحمّلت وزيرة المهام الوطنية أوريت ستروك، من حزب “الصهيونية المتدينة”، وزير الدفاع، وهو عضو في حزب “الليكود” الذي يترأسه نتنياهو، المسؤولية.
وقالت: “هجوم دام آ خر مكنه عدم اتخاذ قرار ضروري. لا ينبغي أن تكون طرق يهودا والسامرة ضوءا أخضر للإرهاب”، مستخدمة الاسم التوراتي للضفة الغربية.
“القرار بين يديك يا وزير الدفاع. اتخذه قبل الهجوم المقبل”، مشيرة إلى سعيها لفرض قيود أكبر على حركة الفلسطينيين.

كما وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من حزب “عوتسما يهوديت” سياسة الدفاع الحالية بأنها “متساهلة للغاية”.
وطالب بعقد الكابينت لبحث إعادة فرض الحواجز وإغلاق بعض البلدات الفلسطينية.
وقال: “نحن في خضم موجة من الارهاب وسياستنا متساهلة للغاية”.

أعلن مكتب نتنياهو في وقت لاحق أنه تم تقديم الاجتماع المزمع لمنتدى الوزراء رفيع المستوى إلى الأسبوع المقبل بعد هجوم يوم الإثنين، بالإضافة إلى هجوم آخر وقع يوم السبت قُتل فيه رجل وابنه بالرصاص في بلدة حوارة بالضفة الغربية.
وكان من المقرر في الأصل عقد الكابينت في 10 سبتمبر.
كما أكد مصدر في مكتب رئيس الوزراء لموقع “واللا” الإخباري أن القرار لا علاقة له بمطالبة بن غفير بعقد المنتدى رفيع المستوى بشكل فوري.

بشكل منفصل، نقل موقع “واللا” عن مسؤول كبير لم يذكر اسمه في حزب الليكود انتقاده الشديد لستروك وبن غفير.
ونُقل عن المسؤول قوله إن “بن غفير وستروك يريدان حملة عسكرية مع 150 قتيلا. إنهما متطرفان عديمي المسؤولية لا يفهمان الأمن ويتصرفان مثل الأطفال الذين لا يعرفون كيفية تأخير إشباع رغباتهم. إن المتطرفين في الحكومة يرقصون على دماء الضحايا من أجل سياسات رخيصة”.
وبدا أن رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ يحذر من هجمات انتقامية للمستوطنين وقال أنه يجب تقديم الدعم “فقط” للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن في أعقاب الهجوم.
في الأشهر الأخيرة، أعقب العديد من الهجمات اعتداءات قام بها مستوطنون متطرفون في البلدات الفلسطينية.
وقال هرتسوغ إن “شعب إسرائيل يعرف دائما كيف يكون موحدا ومصمما ومسؤولا وأن يؤيد ويدعم جيش الدفاع وقوات الأمن – [وأن يدعمهم] هم وحدهم – في كفاحنا المستمر الذي لا هوادة فيه ضد الإرهاب”.

لكن عضو الكنيست يتسحاق كرويزر، من حزب بن غفير المتطرف، دعا إلى “الانتقام” وقال: “الدم اليهودي ليس رخيصا”.
وقال عضو الكنيست أوهاد طال من حزب “الصهيونية المتدينة” إنه ينبغي على حكومة اليمين المتشدد، التي أشاد بها مؤيدوها باعتبارها “حكومة يمين كاملة”، إجراء “مراجعة ذاتية”.
وتوجه يسرائيل ليئور، صهر الإسرائيلي الذي أصيب إصابة خطيرة في الهجوم، لنتنياهو في تصريحات لوسائل الإعلام قال فيها: “هناك شعب يريد طردنا، ولقد حان الوقت للرد على النيران. ينبغي طرد القاتل مع معاونيه وعائلاتهم الموسعة الكاملة. يجب منعهم من الوصول إلى أي طريق أضروا بنا فيه”.
وكان من المقرر أن يجري غالانت تقييما مع كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين في وقت لاحق الإثنين، حسبما أعلن مكتبه.

نيغري، التي قتلت في الهجوم، هي أم لثلاثة أطفال ومعلمة روضة أطفال من مستوطنة بيت حغاي بالضفة الغربية، ومن سكان إفرات سابقا.
وقال مسعفون إن فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، أفادت تقارير أنها ابنة نيغري، التي تواجدت في المركبة خلال الهجوم، لم تصب بأذى.
أصيبت السيارة بما لا يقل عن 22 طلقة، وتم العثور على ثلاث رصاصات أخرى في مكان قريب، بحسب التحقيق الأولي للجيش.
وسمع جنود إسرائيليون تواجدوا في موقع قريب إطلاق نار لكنهم لم يحددوا على الفور وقوع هجوم. بحلول الوقت الذي وصلت فيه القوات إلى مكان الحادث كان المسلحون قد فروا، بحسب تحقيق أولي.
وقال الجيش إن قواته بدأت عمليات بحث وقامت بإغلاق عدد من الطرقات في المنطقة، ونشر وصفا للمركبة التي يُشتبه أن المسلحين استخدموها لتنفيذ الهجوم. المركبة لا تحمل لوحات ترخيص ويُعتقد أنها فرت باتجاه الخليل.
وعثرت القوات الإسرائيلية في وقت لاحق على مركبة محترقة بالقرب من بلدة حلحول الفلسطينية، التي تتطابق كما يبدو وصف المركبة التي استخدمها المسلحون.
רכב החשוד כרכב המחבלים שרצחו את בת שבע נגרי נמצא שרוף באזור חלחול pic.twitter.com/fdXnk5xDVN
— Carmel Dangor כרמל דנגור (@carmeldangor) August 21, 2023
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نيغري وابنتها استقلتا سيارة غوتليب بعد أن أوقفتا المركبة.
واشادت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بالهجوم باعتباره ردا على توسع مشروع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، لكنهما لم تعلنا مسؤوليتهما عنه.
يأتي الهجوم بعد يومين من مقتل إسرائيلييْن، رجل وابنه، في هجوم نفذه مسلح فلسطيني في بلدة حوارة بشمال الضفة الغربية. وقُتل شاي نيلاس نيغريكر (60 عاما) وابنه أفيعاد نير (28 عاما) بعد تعرضهما لإطلاق نار في مغسل سيارات بعد ظهر السبت.
تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية خلال العام والنصف الأخيرين، مع ارتفاع في عدد هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات اعتقال ليلية شبه يومية للجيش الإسرائيلي، وتصاعد الهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان