إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

وزراء اليمين المتطرف يلومون يائير غولان في هجوم إطلاق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية

"يائير، دماء موظفي السفارة تلطخ يديك وأيدي أصدقائك"، يكتب عميحاي إلياهو؛ الرئيس هرتسوغ يدعو الجمهور إلى ”وقف هذه المشاحنات القبيحة"

من اليسار إلى اليمين: رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير غولان يعقد مؤتمراً صحفياً في تل أبيب، 20 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)؛ وزير التراث عميحاي إلياهو في موقع سبسطية الأثري في الضفة الغربية، 12 مايو 2025. (Courtesy of Heritage Ministry)
من اليسار إلى اليمين: رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير غولان يعقد مؤتمراً صحفياً في تل أبيب، 20 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)؛ وزير التراث عميحاي إلياهو في موقع سبسطية الأثري في الضفة الغربية، 12 مايو 2025. (Courtesy of Heritage Ministry)

أصدر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ صباح الخميس نداء إلى الشعب الإسرائيلي مطالبا إياه بعدم تسييس هجوم إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة الليلة الماضية، بعد أن اتهم أعضاء من اليمين المتطرف في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحد خصومهم السياسيين بالمسؤولية عن الهجوم الدامي، مما أثار خلافا علنيا.

وكتب هرتسوغ على منصة X ”عندما يتعلق الأمر بالجريمة البشعة التي وقعت في واشنطن، فإن الآراء السياسية الداخلية الإسرائيلية لا أهمية لها“، مضيفا أن مطلق النار كان عازما على ارتكاب ”عمل إرهابي إجرامي بدافع معاداة السامية والكراهية العميقة“.

وأضاف هرتسوغ ”في صباح حزين وصعب من هجوم إرهابي خطير للغاية، وفي وقت تواجه فيه دولة إسرائيل العديد من التهديدات، أناشد الجمهور في إسرائيل: أوقفوا هذه المشاحنات القبيحة. أطلب منكم أن تدركوا حجم مسؤوليتكم في هذا الوقت، وأن تكبحوا تصريحاتكم، وأن تفعلوا فقط ما يساهم في تعزيز دولة إسرائيل ودعم المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم“.

قُتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، وهما شابان كانا على وشك الخطوبة، على يد مسلح في واشنطن العاصمة ليلة الأربعاء. وقال مسؤولون إن المشتبه به، الذي كان يردد شعارات مؤيدة للفلسطينيين، قيد الاحتجاز.

الزوجان، وهما سارة ميلغريم ويارون ليشينسكي، تعرضا لإطلاق النار أثناء مغادرتهما حفلا في متحف العاصمة اليهودي في منطقة الشارعين رقم 3 و F في شمال غرب واشنطن، وهي منطقة تقع على بعد حوالي 2 كم من البيت الأبيض.

وقالت رئيسة شرطة واشنطن العاصمة باميلا سميث إن المشتبه به، الذي تم تحديد هويته ويُدعى إلياس رودريغيز (30 عاما) من شيكاغو، هتف ”الحرية لفلسطين“ بعد اعتقاله.

يارون ليشينسكي، إلى اليمين، وشريكته سارة ميلغريم، كلاهما موظفان في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، قُتلا في هجوم إطلاق نار في واشنطن العاصمة في 21 مايو 2025، في صورة غير مؤرخة. (Israeli Embassy in Washington)

عقب إطلاق النار، ألقى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ووزير التراث عميحاي إلياهو، وكذلك وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي وآخرون، باللوم على يائير غولان، رئيس حزب المعارضة اليساري ”الديمقراطيون“، في الهجوم، بحجة أن تصريحه صباح الثلاثاء بأن إسرائيل ”تقتل الأطفال كهواية“ قد شجع معاداة السامية.

وقال غولان في وقت لاحق يوم الثلاثاء إن تصريحاته كانت موجهة إلى الحكومة، وليس إلى الجيش، وأن ”مهمتنا هي ضمان أن تظل إسرائيل دولة عاقلة لا تقتل الأطفال سواء كهواية أو كسياسة“.

وكتب إلياهو على منصة X صباح الخميس: ”إن اتهامات يائير غولان بالقتل تتردد أصداؤها على لسان النازيين وكارهي إسرائيل في جميع أنحاء العالم. نحن ندفع الآن ثمن ذلك بالهجوم الإرهابي الدموي في واشنطن، والتاريخ يعلمنا أننا سندفع ثمنا أكبر في المستقبل. يائير، دماء موظفي السفارة على يديك وعلى أيدي أصدقائك“.

وزير التراث عميحاي إلياهو يتحدث خلال مظاهرة ضد صفقة الرهائن مع حماس، في القدس، 18 يناير 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وردد بن غفير، زعيم حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف، تعليقات إلياهو، مؤكداً أن ”معادي السامية في العالم يستمدون التشجيع من السياسيين الأشرار في إسرائيل، الذين يتهمون جنود جيش الدفاع بقتل الأطفال كهواية“.

وأعلن بن غفير أن ”دماء القتلى تلطخ أيديهم“.

ورد غولان في منشور على منصة X بأن خطاب وزراء الحكومة، بمن فيهم أنصار الحاخام العنصري الراحل مئير كاهانا، هو الذي سمح بذلك.

وكتب ”حكومة كهانا حي“ – في إشارة إلى حزب “كاخ” الذي تزعمه كهانا وتم حظره في الثمانينيات – ”هي التي تغذي معاداة السامية وكراهية إسرائيل، والنتيجة هي عزل دبلوماسي غير مسبوق وخطر على كل يهودي في كل مكان في العالم“، كما أكد غولان، وتعهد باستبدال الحكومة و”استعادة الأمن لجميع اليهود، في إسرائيل وفي أي مكان في العالم“.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يرد خلال مناقشة حول 40 توقيعا في الجلسة العامة للكنيست، في 26 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

لطالما وصف بن غفير وحزبه ”عوتسما يهوديت“ أنفسهم بأنهم أتباع كاهانا، على الرغم من أنهم حاولوا في السنوات الأخيرة إظهار أنفسهم بمظهر أكثر اعتدالا من الحاخام الأمريكي المولد.

كما أدان وزير الشتات شيكلي غولان وكذلك رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وصحيفة “هآرتس”، زاعما أن ”تصريحاتهم المتهورة“ عززت ”فرية الدم“ التي تم دحضها الآن بأن هناك ”خطر موت فوري نتيجة الجوع لـ 14 ألف طفل في غزة“.

وشارك شيكلي منشورا لموظف السفارة القتيل يارون ليشينسكي، الذي رفض فيه أيضا هذا الادعاء ووصفه بأنه فرية دم.

يوم الأربعاء، قال أولمرت لـ BBC إن ما تفعله إسرائيل ”الآن في غزة يقارب جريمة حرب“.

خلال مقابلة أجرتها معه لاحقا إذاعة 103FM صباح الخميس، وصف أولمرت بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتشس بأنهما “إرهابيين”، وقال إن سياساتهما ستؤدي إلى ”عزل إسرائيل ونبذها“ من قبل المجتمع الدولي.

كما ألقى شيكلي باللوم في الهجوم على ”القادة غير المسؤولين في الغرب“ مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذين اتهمهم بـ ”تشجيع قوى الإرهاب من خلال فشلهم في رسم خطوط حمراء أخلاقية“.

وأبدى وزير الخارجية غدعون ساعر موقفا مشابها، معلنا أن إطلاق النار مساء الأربعاء هو ”ما يحدث عندما يستسلم قادة العالم للدعاية الإرهابية الفلسطينية“.

رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ يلتقي مايك هاكابي (غير ظاهر في الصورة) في مقر رؤساء إسرائيل في القدس في 21 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وحث ساعر قادة العالم ”أوقفوا تحريضكم ضد إسرائيل. أوقفوا اتهاماتكم الكاذبة“.

ومثل هرتسوغ، دعا بيني غانتس، زعيم حزب المعارضة “الوحدة الوطنية”، إلى التحلي باللياقة في أعقاب هجوم إطلاق النار ليلة الأربعاء، وكتب في منشور على X أن إطلاق النار ارتكبه ”قاتل حقير مليء بالكراهية ومعاداة السامية“.

وتابع قائلا ”الدم على يديه وعلى أيدي أولئك الذين نشروا التحريض الجامح ضد اليهود في جميع أنحاء العالم، والذين زرعوا [مثل هذه الكراهية] في نفوسهم. لدينا ما يكفي من الأعداء الخارجيين. وأعظم هدية يمكن أن نقدمها لهم هي أن نتقاتل فيما بيننا ونصبح أعداء في وطننا“.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ورويترز في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن