وزارة الخارجية: لم تصدر أي محكمة أجنبية أوامر اعتقال بحق جنود احتياط على خلفية حرب غزة
دبلوماسي كبير يقول إن عشرات القضايا لم تسفر عن أي شيء، ويلقي باللوم على "نشاط دعائي" بعد أن أجبر جندي احتياطي كان يقضي عطلته في البرازيل على الفرار من البلاد بسبب تحقيق
قالت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء إن جماعات ضغط تدفع المحاكم الأجنبية إلى اتخاذ إجراءات ضد الإسرائيليين بشأن جرائم حرب مزعومة في غزة لكنها وصفت الإجراءات بأنها “نشاط دعائي” وقالت أنه لم يتم إصدار أي أوامر.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بشأن سلوك إسرائيل في الحرب مع حماس، التي أشعل هجومها في أكتوبر 2023 فتيل الحرب الجارية في قطاع غزة.
كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس، اسقطت اثنتان منها بعد أن قُتلا على يد إسرائيل، التي تقول إنها قتلت الثالث أيضا.
وأثارت هذه المذكرات غضبا في إسرائيل، التي رفضت الاتهامات لها بارتكاب جرائم حرب، لكنها أثارت أيضا مخاوف من إمكانية إصدار مذكرات مماثلة ضد الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش في غزة.
يوم الأحد، غادر جندي احتياطي إسرائيلي كان يقضي إجازته في البرازيل البلاد بعد أن أمر قاض فيدرالي برازيلي في سلفادور الشرطة بفتح تحقيق في مزاعم ارتكابه جرائم حرب أثناء خدمته مع الجيش في غزة.
وتقول مؤسسة “هند رجب”، وهي المجموعة المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين والتي رفعت الدعوى القضائية، على موقعها الإلكتروني إنها “تركز على اتخاذ إجراءات قانونية هجومية ضد مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين والمتواطئين فيها والمحرضين عليها”.
وقالت المنظمة التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها إنها قدمت أدلة على جرائم حرب مزعومة ضد 1000 إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك تقارير بالفيديو وتقارير صوتية وتقارير الطب الشرعي وغيرها من الوثائق. وأكدت المحكمة الجنائية الدولية أنها تلقت ملفا وقالت إنها “ستحلل المواد المقدمة، حسب الاقتضاء”.
وعرضت وزارة الخارجية تقديم المساعدة للجندي الاحتياطي الذي تم استهدافه في هذا الإجراء، لكن المسؤولين قالوا إن المسألة ليست منتشرة.
وقال مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية عيدن بار طال للصحفيين في القدس: “هذه ظاهرة محدودة النطاق للغاية من حيث العدد”، مضيفا أنه لم يكن هناك أكثر من 10 إلى 12 حالة منذ بدء الحرب في غزة قبل 15 شهرا.
وأضاف: “لم تصدر مذكرة في أي من هذه الحالات. لذا، أود أن أقول إنه نشاط قوي نسبيا للعلاقات العامة ولكن مع نتائج قضائية ضئيلة للغاية – صفر”.
“نعتقد أن هناك الكثير من النشاط الدعائي بشكل عام وهو مدعوم من كيانات، عدد منخفض جدا من الكيانات، التي لها صلات مباشرة بالمنظمات الإرهابية”.
ونشر مؤسس مؤسسة هند رجب، ذياب أبو جهجه، منشورات على منصة التواصل الاجتماعي X يعد فيها بتقديم دعاوى قضائية ضد الجنود الإسرائيليين وطلب المساعدة في تحديد هوياتهم. كما نشر رسائل داعمة لجماعة حزب الله المدعومة من إيران، التي شنت حتى وقف إطلاق نار تم التوصل إليه في شهر نوفمبر هجمات شبه يومية على شمال إسرائيل تضامنا مع حماس.
ولم تستجب المنظمة على الفور لطلب التعليق. وقد سميت على اسم هند رجب البالغة من العمر ست سنوات، والتي قُتلت في غزة في فبراير. ألقي اللوم في وفاة الطفلة على الجيش الإسرائيلي، لكن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش أشار إلى عدم وجود قوات في المنطقة في ذلك الوقت.
وقد جذبت القضية في البرازيل اهتماما واسعا في إسرائيل، مما يؤكد المخاوف من إمكانية جر أفراد خارج الحكومة والقيادة العسكرية إلى قضايا جرائم حرب، وخاصة من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد حذر الجيش الإسرائيلي جنود احتياط من أنهم قد يواجهون الاعتقال في الخارج بسبب جرائم حرب مزعومة في غزة، بحسب وثائق نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية. وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه تم تقديم شكاوى ضد جنود إسرائيليين في جنوب إفريقيا وبلجيكا وفرنسا وكذلك في البرازيل.
ومع ذلك، قال روبنز بيكاك، وهو أستاذ قانون في جامعة ساو باولو بالبرازيل، إنه ليس من السهل دائما على الدول الثالثة الاستجابة لدعاوى من هذا النوع.
وقال: “بدون تشريع محدد، يصبح من الصعب جدا على المؤسسات مثل الشرطة الفيدرالية التصرف في حالات مثل هذه”.