إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث
خاصوكالة الأنباء تعترض على "التوصيف الخاطئ" لرسائل موظفيها

وثائق تُظهر أن وكالة “أسوشييتد برس” شككت في مصداقية مراسل مرتبط بحماس سنوات قبل 7 أكتوبر

تُظهر المراسلات الداخلية التي تم نشرها في دعوة قضائية أن غرفة الأخبار أُبلغت بعمل الصحفي المستقل لصالح وسائل إعلام مؤيدة لحماس في عام 2018، لكنها استمرت في توظيفه

الصحفي والناشط المزعوم في حركة حماس حسن اصليح أمام دبابة محترقة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، 2023. (Screenshot: X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
الصحفي والناشط المزعوم في حركة حماس حسن اصليح أمام دبابة محترقة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، 2023. (Screenshot: X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أُبلغت وكالة أسوشييتد برس أن مصورا وظفته في غزة كان على صلة بحركة حماس في عام 2018 وشككت في مصداقيته، وذلك قبل سنوات من قطع الوكالة الإخبارية علاقاتها مع المصور المستقل بسبب الجدل حول عمله خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، وفقا لوثائق تم نشرها في دعوى قضائية أمريكية يوم الثلاثاء.

وقد ردت وكالة أسوشييتد برس على هذه الادعاءات، ووصفت الدعوى القضائية بأنها ”لا أساس لها من الصحة“، وقالت إن المراسلات بين موظفيها قد أسيء توصيفها، وسلطت الضوء على أن وكالة الأنباء توقفت عن قبول عمل المصور بعد فترة وجيزة من الحرب. وكان المصور حسن إصليح قد استُهدف وأصيب في غارة جوية إسرائيلية هذا الأسبوع، وقال الجيش الإسرائيلي إنه عضو في حركة حماس.

دخل اصليح إلى إسرائيل أثناء هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث قام بتصوير سكان غزة، الذين كان بعضهم مسلح، أثناء اقتحامهم كيبوتس نير عوز، أحد أكثر التجمعات السكانية تضررا في ذلك اليوم. كما التقط صورة لسكان غزة فوق دبابة محترقة بجوار السياج الحدودي المدمر في غزة. وظهر في مقطع فيديو وصور من مكان الحادث بجوار الدبابة، على الرغم من أنه لم يكن يحمل أي أوراق اعتماد صحفية.

بعد الهجوم، أشار مؤيدو إسرائيل إلى أن اصليح ومصورين آخرين يعملون في وسائل الإعلام الدولية كانوا على علم مسبق باجتياح حماس، دون تقديم دليل، مما أثار جدلا واسعا. كما ظهرت صورة تظهر اصليح وهو يعانق قائد حماس الراحل يحيى السنوار في عام 2020. ونفت وكالة أسوشييتد برس أن يكون المصورون على علم مسبق بالهجوم، لكنها قالت إنها قطعت علاقتها مع اصليح في نوفمبر 2023. تمت إزالة صور اصليح في 7 أكتوبر من موقع توزيع وكالة أسوشييتد برس، على الرغم من بقاء صور أخرى.

في فبراير 2024، رفع عدد من الناجين من هجوم حماس وعائلات الضحايا دعوى قضائية ضد وكالة أسوشييتد برس في محكمة فيدرالية أمريكية في فلوريدا، متهمين الوكالة بالتواطؤ في الغزو من خلال العمل مع صحفيين مستقلين متورطين مع الحركات المسلحة، بمن فيهم اصليح. يتم تمثيل مقدمي الدعوى من قبل “مركز الدعم الوطني اليهودي”، الذي اتهم وكالة أسوشييتد برس ”بتمويل ودعم منظمة إرهابية بصورة كبيرة“ من خلال شراء صور من هجوم 7 أكتوبر.

وجاء في الدعوى القضائية أن ”أسوشيتد برس كانت على علم منذ فترة طويلة بصلات العاملين المستقلين بحماس، واختارت تجاهل تلك الصلات“، وأضاف مقدمو الدعوى ”كانت أسوشييتد برس تعلم، أو على الأقل كان يجب أن تعلم، من خلال تقصي لازم بسيط، أن الأشخاص الذين كانوا يدفعون لهم هم من المنتسبين لحماس منذ فترة طويلة، ومن المروجين والمشاركين الكاملين في الهجوم الإرهابي الذي كانوا يوثقونه أيضا.“ وجاء في الدعوى القضائية أن صلات اصليح بحماس منحته إمكانية تصوير الاجتياح وعمليات حماس الأخرى.

وبعد رفع الدعوى، وصفت وكالة أسوشييتد برس القضية بأنها ”لا أساس لها من الصحة “ وقالت إن أيا من مصوريها المستقلين لم يكن على علم مسبق بالهجوم.

ومع ذلك، أظهرت ملفات الدعوى القضائية التي نُشرت يوم الثلاثاء أن موظفي أسوشييتد برس كانوا على علم بعلاقات اصليح بحماس في عام 2018، وكانوا قلقين بشأن مصداقيته.

خاض الطرفان معركة قانونية حول نشر الوثائق. وعارض محامو وكالة أسوشييتد برس نشرها، قائلين إن المواد سرية، لكن القاضي حكم لصالح المدعين، مما سمح بنشر الوثائق مع حجب بعض التفاصيل هذا الأسبوع.

فلسطينيون يحتفلون عند دبابة إسرائيلية مدمرة عند سياج قطاع غزة شرق خان يونس جنوب السبت، 7 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Hassan Eslaiah)

في عام 2018، وجهت منظمة “كاميرا” (CAMERA) الإعلامية الموالية لإسرائيل أسئلة لوكالة أسوشييتد برس بشأن مقال عن إطلاق النار على صبي في غزة. ونُسب إطلاق النار إلى إسرائيل، حيث استخدمت الوكالة تقارير اصليح لتأكيد مزاعم وزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس، ووصفت اصليح بأنه ”صحفي محلي“. وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني أن مديرة “كاميرا” في إسرائيل، تمار ستيرنثال، سألت موظفي وكالة أسوشييتد برس عن وسائل الإعلام التي يعمل لصالحها اصليح.

قال أحد موظفي أسوشيتد برس ردا على ذلك ”لا أعرف. سأتحقق من ذلك. قيل لي إنه مستقل وموثوق به وليس حماس”. تم حجب عناوين البريد الإلكتروني لأسوشيتد برس في الوثائق.

ورد ستيرنتال بمعلومات عن اصليح، بما في ذلك رابط لموقع “الانتفاضة الإلكترونية”، وقالت إن اصليح كان يعمل مصورا في قناة “القدس” التابعة لحماس. كما استعرضت “كاميرا” أيضا وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بإصليح وقالت إنه يتعاطف علنا مع سياسة حماس، ويشيد بالإرهاب، ويؤيد قتل الإسرائيليين ويدلي بتصريحات معادية لليهود.

وقال أحد موظفي أسوشييتد برس في سلسلة الرسائل الإلكترونية الداخلية ”لقد أرسلوا ملفا كاملا عن الصحفي الذي اقتبسناه وقالوا إنه من إعلام حماس. هل هذا الكلام دقيق؟ اعتقدت أنك قلت أنه مستقل”.

فلسطينيون من قطاع غزة يدخلون كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023، وسط هجوم واسع النطاق شنته حركة حماس. (AP Photo/Hassan Eslaiah)

وقال موظف آخر ردا على ذلك”أهم شيء بالنسبة لي هو أن تكون تقاريرنا دقيقة. حسن يعمل بشكل مستقل، وهو نشط على العديد من المنصات وهو عادة يقتبس أو يشارك أو يعيد نشر أشياء من مصادر مختلفة”، مشيرا إلى أن وكالة أسوشييتد برس كانت على علم بمنشورات حسن.

وقالوا ”بصراحة، العديد من الصحفيين المحليين هنا لا ينتبهون إلى لغتهم“.

وقال موظف آخر: ”لا ينبغي لنا أن نصف شخصا من [قناة] ’القدس’ بأنه صحفي مستقل“، مضيفًا أن وكالة الأنباء يجب أن تبحث عن مصدر آخر لتقريرهم. وقال الموظفون عن “كاميرا”: ”أريد فقط إسكاتهم مرة واحدة وإلى الأبد“.

وجاء في رسالة بريد إلكتروني أخرى ”ما زلت أعتقد أننا بحاجة إلى توخي الحذر. يصف [الاسم محجوب] هذا الرجل بأنه مستقل وموثوق. وأنا لست متأكدًا من أنه كذلك أيضا”.

منزل يحترق في كيبوتس نير عوز خلال هجوم شنه مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة في 7 أكتوبر،2023. (AP/Hassan Eslaiah)

وقالت “كاميرا” في وقت سابق إنها أبلغت وكالة أسوشييتد برس بصلات اصليح بحركة حماس، لكن الوثائق التي نُشرت هذا الأسبوع كانت أول عرض لرد غرفة الأخبار الداخلي، بما في ذلك حقيقة أن الموظفين شككوا في مصداقية اصليح.

كما أظهرت الوثائق التي تم نشرها هذا الأسبوع سلسلة رسائل نصية من ديسمبر 2023، بعد الجدل حول صور اصليح لهجوم 7 أكتوبر. وتظهر الرسائل، من دردشة على تطبيق “واتساب”، موظفي وكالة أسوشييتد برس وهم يناقشون مسألة العاملين المستقلين في غزة. تم حجب الأسماء والأرقام.

في المحادثة، ناقش موظفو أسوشييتد برس، تحت ضغط واضح، استخدامهم للمصورين في غزة. وتم تمييز الرسائل بطوابع زمنية تشير إلى أنها أُرسلت في إسرائيل.

وجاء في إحدى الرسائل: ”إلى أن يتم حل مشكلة 7 أكتوبر هذه، يجب ألا نستخدم أي صور من“ اصليح وثلاثة مصورين آخرين، كما جاء في إحدى الرسائل.

”لا يمكننا استخدامه حتى ينتهي هذا الأمر. لا يمكننا ذلك. مهما اعتقدنا أن هذا التقرير مجرد هراء، فقد خرج هذا الأمر عن السيطرة”، كما جاء في رسالة أخرى. لم يكن من الواضح أي مصور محدد تشير إليه الرسالة.

وقاوم موظف آخر قطع العلاقات مع المصورين، قائلا: “إن قطع العلاقة العلني عن أحد المراسلين هو قرار سيء”.

وجاء في الأحد الردود”وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به في حالة من الفوضى، لم يكن لدينا خيار آخر. هذا درس جيد لنا جميعا. احذروا مما تنشرونه أو تعيدون نشره. سوف يرتد عليكم الأمر ويلدغكم”.

كما ناقش موظفو وكالة أسوشييتد برس تقريرا في وسائل الإعلام الفرنسية. في ذلك التقرير، قال اصليح إن وكالة أسوشييتد برس طلبت منه التوجه إلى الحدود في 7 أكتوبر، وفقا لملفات المحكمة. وقال اثنان من موظفي أسوشييتد برس في المناقشة النصية إن هذا الادعاء غير صحيح.

وكانت “كاميرا” قد نشرت في وقت سابق منشورات اصليح على وسائل التواصل الاجتماعي في 7 أكتوبر. احتفل اصليح بهجوم حماس، واصفا إياه بـ”الشيء الجميل“، ووصف المسلحين بـ”المحاربين“ والصواريخ بـ”المقاومة“، ووصف الضحايا بـ”المستوطنين“.

وقال ديفيد ليتمان، كبير المحللين في “كاميرا”، ”تُظهر رسائل البريد الإلكتروني الداخلية لوكالة أسوشييتد برس أن مسؤولا واحدا على الأقل في الوكالة كان منزعجا بما يكفي من أدلة ’كاميرا’ للتشكيك في ’استقلالية‘ و’موثوقية’ اصليح”.

وأضاف ليتمان: ”إن استمرار وكالة أسوشييتد برس في اللجوء إلى اصليح بعد خمس سنوات دون أن تطلع جمهورها على انتماء اصليح الإرهابي يثير مخاوف جدية حول حكم الوكالة ومصداقيتها”.

وقال إيتان مارك، وهو محامٍ يمثل المدعين: ”لقد شارك [اصليح] فعليا في هجوم 7 أكتوبر، على الرغم من أنه ربما لم يقم بإطلاق النار، وكانت أسوشييتد برس طوال الوقت توحي بأن هذا الشخص هو شخص تصادف وجوده هناك“، مضيفا ”لقد علمت وكالة أسوشييتد برس قبل السابع من أكتوبر أن هذا الرجل كان إرهابيا على الأرجح، ومع ذلك استمرت في الدفع له“.

وقللت وكالة أسوشييتد برس من أهمية الرسائل في بيان لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الخميس، وقالت إن الادعاءات بأن الوثائق أظهرت أن الموظفين كانوا على علم بدعم اصليح لحماس، وأن موظفي أسوشييتد برس شككوا في استقلاليته وموثوقيته، كانت ”توصيفا خاطئا“.

وقال المتحدث باسم أسوشييتد برس ”تبادل البريد الإلكتروني هو عبارة عن شكوى حول اقتباس اسم اصليح في مقال قصير. وقد تم التأكد من دقة المعلومات المنسوبة إليه. تُظهر الرسائل النصية اثنين من الصحفيين يناقشان أنه تم إبلاغهما بالتوقف عن شراء الصور من بعض الصحفيين المستقلين، ومخاوفهما من تأثير ذلك على القدرة على تغطية الأخبار العاجلة الرئيسية نتيجة لذلك”.

وأضاف ”تجدر الإشارة إلى أن وكالة أسوشييتد برس توقفت عن قبول الصور من اصليح منذ عام ونصف. تنشر أسوشييتد برس 5 آلاف خبر كل يوم. عندما نتلقى شكاوى مثل هذه الشكاوى حول شاهد تم اقتباسه في مقال، فإننا ننظر فيها، كما فعلنا هنا. رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة هذه تظهر جزءا من التقصي اللازم التي نقوم به. والأهم من ذلك أننا لم نتأكد من أن اصليح عمل لصالح [قناة] ’القدس’”.

تضمنت الدعوى القضائية المرفوعة ضد وكالة أسوشييتد برس جدولا زمنيا للتغطية التي قام بها اصليح في 7 أكتوبر. وجاء في الدعوى أنه قبل 30 دقيقة من بدء هجوم حماس، في الساعة 5:59 صباحا، نشرت اصليح على تطبيق “تلغرام”: ”استيقظنا على عطايا الله العظيمة. لقد عادت الروح، وزادت بركاتنا“.

بدأ اصليح بتغطية قصف حماس الصاروخي الذي سبق الهجوم البري في غضون نصف ساعة، وكان داخل إسرائيل بحلول الساعة 8:29 صباحا، ونشرت آية من القرآن الكريم تقول ”وَمِنۢ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍۢ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ“، مع هاشتاغ ”طوفان الأقصى“، وهو الاسم الذي أطلقته حماس على الهجوم.

وخلال الهجوم، نشر اصليح مقطع فيديو يحمل علامته المائية يظهر غرفة مليئة بالجثث الملطخة بالدماء. لا يزال الفيديو ظاهرا على قناة اصليح على تلغرام. يقول صوت في الفيديو، يُعتقد أنه صوت اصليح: ”الله أكبر. هذا هو الطريق إلى القدس”، وفقًا للدعوى القضائية.

كما اتهم مسؤولون إسرائيليون أيضا اصليح بالعمل لصالح حماس بعد أن أصابته غارة جوية إسرائيلية يوم الاثنين. ووفقا للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فإن اصليح كان عضوا في لواء خان يونس التابع لحماس، وكان يعمل ”تحت ستار صحفي وصاحب شركة صحفية“. وقالت وكالة أسوشييتد برس في تغطيتها للغارة الجوية إن اصليح كان يعمل صحفيا مستقلا.

كما تمت مقاضاة وكالتي أسوشييتد برس ورويترز في محكمة إسرائيلية بسبب استخدامهما للمصورين في 7 أكتوبر. وتوقفت وكالة رويترز عن توزيع صور اصليح في الأسابيع الأخيرة، ووصفت الوكالة اصليح بأنه ”صحفي فلسطيني معروف“ في تغطيتها للغارة الجوية هذا الأسبوع.

ولطالما اتهم المدافعون عن إسرائيل الصحافة الدولية بالتملق لحماس في غزة، وإخفاء صلات المصورين المستقلين بالحركة، وتوظيف صحفيين منحازين في القطاع.

اقرأ المزيد عن