والد الطفلة العربية التي أصيب بجروح خطيرة جراء سقوط شظايا صاروخ في الهجوم الإيراني: “ليس لدينا مأوى”
في النقب، تعاني القرى البدوية غير المعترف بها من نقص شديد في الحماية ضد الهجمات الصاروخية من قطاع غزة وأماكن أخرى
في منزله المتواضع في صحراء النقب في إسرائيل يشير محمد حسونة إلى المكان الذي أصيبت فيه ابنته أمينة (7 اعوام) بجروح خطيرة جراء شظية قذيفة أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وتقول مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع (جنوب) إن أمينة وهي الوحيدة التي أصيبت بجروح في الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران، نُقلت الى العناية المركزة بسبب إصابة خطيرة في الرأس.
أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ وقذائف صاروخية على إسرائيل ليل السبت الأحد في أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية.
وجاء هذا الوابل ردا على غارة جوية في دمشق في الأول من أبريل، والتي ألقي باللوم فيها على إسرائيل، وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان.
وتم نقل ثمانية أشخاص آخرين مصابين بجروح طفيفة إلى سوروكا، وبعضهم، مثل أمينة حسونة، أصيبوا بشظايا. ولم يقدم المستشفى المزيد من التفاصيل لكنه أكد أن عددا من الجرحى الثمانية أصيبوا في نفس الحادث الذي أصيبت فيه الطفلة بجروح خطيرة.
ويعيش حسونة البالغ من العمر 49 عاما مع ابنته و13 طفلا آخر في الفرعة، وهي قرية بدوية غير معترف بها جنوب بئر السبع.
مثل معظم البلدات العربية غير المعترف بها في النقب، تفتقر الغرفة إلى الملاجئ، مما يترك السكان دون حماية في مواجهة صواريخ حماس، وفي هذه الحالة، شظايا الصواريخ البالستية الإيرانية.
يقول حسونة “ليس لدينا مأوى”، منتقدا السلطات الإسرائيلية التي تركته وعائلته تحت رحمة الصواريخ والقذائف.
علاوة على افتقارها إلى الملاجئ، لا تتمتع القرى البدوية غير المعترف بها بحماية نظام “القبة الحديدية”، الذي يعترض فقط الصواريخ الموجهة نحو المناطق الحضرية المسجلة على الخرائط، ولكن لا يتم تفعيله عندما تستهدف الصواريخ “مناطق مفتوحة”.
كان حسونة في منزله في تجمع الفرع-ة البدوي – 40 كيلومترا جنوب بئر السبع – يستعد للعودة إلى المستشفى لزيارة ابنته والصلاة من أجلها. وأطلع وكالة فرانس برس على ما خلفه الصاروخ الذي اخترق سقف منزل الصفيح الذي يقطنه.
ويقول بعدما تردد في التحدث الى وسائل الإعلام “تعالوا لتصويرنا ولكن لا تساعدونا في بناء الملاجئ”.
وتقوم السلطات الإسرائيلية بانتظام بهدم المنازل غير القانونية وغيرها من المباني في القرى. ويعرض حسونة بينما كان يجلس على كرسي بلاستيك خارج منزله، أمر الهدم الذي تلقاه قبل أسبوعين.
وفي أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، اجتمعت مجموعة من المنظمات غير الربحية والمنظمات المحلية لبناء ملاجئ في القرى البدوية غير المعترف بها.
قامت منظمة IsraAID و”أجيك”، وهي منظمة مجتمع عربي يهودي مشترك في النقب، ببناء أكثر من 100 ملجأ للقرى البدوية غير المعترف بها في نصف العام الماضي.
وتحذير أجيك من أن الملاجئ التي تمكنت من بنائها منذ 7 أكتوبر هي مجرد “قطرة في محيط”، وتقدّر أن هناك حاجة إلى حوالي 10 آلاف ملجأ لضمان الحماية لجميع السكان البدو في النقب.
وقال إيلان عميت، الرئيس التنفيذي لمنظمة أجيك يوم الإثنين، ل”تايمز أوف إسرائيل”: “نعتزم أيضا إنشاء ملاجئ في قرية الفرعة غير المعترف بها، حيث أصيبت الطفلة البالغة من العمر 7 سنوات بشظايا صاروخ خلال هجوم صاروخي من إيران في 13 أبريل”.
ويعيش سكان القرى غير المعترف بها أيضا دون إمكانية الوصول إلى شبكات المياه والكهرباء ، ولا تقوم سلطات الدولة بفتح طرق الوصول، ولا توفر خدمات رفع القمامة، ولا تبني مدارس وعيادات داخل هذه القرى.
يقول حسونة إنه يعمل في مصنع للألواح الشمسية لكنه يقطن في منزل غير مزود بالكهرباء.
قبل قيام دولة إسرائيل، كانت صحراء النقب موطنا لنحو 92 ألف بدوي، بقي منهم بعد النكبة الفلسطينية 11 ألفا، وفق المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل (عدالة).
وقد سعت السلطات إلى نقل مواطنيها البدو إلى سبع بلدات معترف بها، لكن العديد من البدو يصرون على حقهم في البقاء حيث هم، ويعيش حوالي 120 ألفا منهم – من إجمالي عدد السكان البدو في النقب البالغ 300 ألفا – في عشرات القرى غير المعترف بها والمنتشرة في جميع أنحاء المنطقة الصحراوية.
وندد تقرير أصدره مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإسرائيلي الشهر الماضي بما سماه “الافتقار إلى الحماية” لأولئك الذين يعيشون في القرى البدوية. وبحسب المركز فإن سبعة من البدو قضوا بصواريخ أطلقت من قطاع غزة إبان هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ويقول رجل ثان فضل عدم الكشف عن هويته “الدولة لا تفعل شيئا لنا”.
خارج مستشفى سوروكا، التقت فرانس برس رئيس المجلس البدوي الإقليمي جبر أبو كف الذي لم يخف غضبه.
ويقول لفرانس برس “نطالب بحقوقنا كلها. يجب أن نوفر الحماية لقرانا وعلينا أن نعمل مع الحكومة للتأكد من عدم سقوط مزيد من الضحايا”.
ويؤكد أبو كف أن “البدو يعانون دائما سواء كان إطلاق النار من الشرق أو الغرب. نحن الضحايا ولا أحد ينظر في شؤوننا”.
ساهم في هذا التقرير جيانلوكا باكياني ورينيه غيرت-زاند.