إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

والد الإسرائيلي الذي قُتل بعد أن قتل منفذي هجوم في القدس ينتقد صمت المسؤولين

موشيه كاستلمان يقول إن ابنه "جثى على ركبتيه" وصرخ للجنود "لا تطلقوا النار، أنا يهودي"، وإن صديق في الشرطة أبلغ العائلة بأنه سيتم فتح تحقيق في الحادثة

يوفال دورون كاستلمان  (Courtesy)
يوفال دورون كاستلمان (Courtesy)

قال والد يوفال كاستلمان، المدني المسلح الذي قُتل برصاص جندي خلال هجوم في القدس في الأسبوع الماضي، يوم الأحد إن ابنه “أُعدم” وأنه لم يتم التواصل مع العائلة من قبل أي مسؤول في الأيام التي تلت ذلك.

كان كاستلمان يقود سيارته بالقرب من محطة الحافلات التي وقع فيها الهجوم يوم الخميس. أوقف سيارته وعبر الشارع واشتبك مع المسلحيّن الفلسطينييّن. بعد ذلك ظن الجنديان خطأ أنه مهاجم آخر وأطلقا النار عليه. وأظهرت اللقطات أنه حتى بعد أن وضع كاستلمان سلاحه على الأرض ورفع يديه في الهواء، أطلق جندي خارج الخدمة النار عليه.

بحسب تفاصيل إضافية كشفت عنها تقارير يوم الأحد، فإن كاستلمان صرخ باتجاه الجنديين حتى انهياره، “انظروا إلى هويتي، أنا يهودي”.

وقال والده موشيه كاستلمان إن الجندي المسؤول عن إطلاق النار، أفيعاد فريجا، “نفذ عملية إعدام“، وطالب بإجراء تحقيق شامل.

وقال الوالد لراديو الجيش: “لقد فعل كل شيء يجب عليه فعله حتى يتمكنا من التعرف عليه. جثى على ركبتيه، وفتح سترته ليظهر أنه لا يحمل أي متفجرات، وصرخ عليهما، ’لا تطلقلا النار، أنا يهودي، أنا إسرائيلي’، وهما استمرا في إطلاق النار عليه”، مضيفا أن يوفال تعرض لإطلاق النار في الفك والذقن، وهو الأمر الذي أعاق قدرته على طلب المساعدة.

وأضاف: “كيف يمكن التفكير بأنه إرهابي؟ هذا أمر لا يمكن تصوره”، متسائلا كيف كان يمكن للجنديين أن يظنا خطأ أن ابنه من منفذي الهجوم في حين أنه هو من أطلق النار على المسلحيّن قبل لحظات من ذلك.

وقال: “لم يتحدث معنا أي مسؤول. لقد اكتشفنا بالصدفة أن علينا جمع أغراضه الشخصية من مركز الشرطة في القدس”، مضيفا أن العائلة لم تبلغ بمكان وجود ابنها عندما كان في المستشفى، وكان عليها البحث عنه بنفسها.

خدم يوفال في شرطة حرس الحدود ومن ثم في شرطة إسرائيل قبل أن يصبح محاميا، بحسب والده.

وقال كاستلمان إن شرطيا كان يعرف ابنه بالصدفة أبلغ الأسرة أن تحقيق الشرطة العسكرية في وفاته سيبدأ على الأرجح يوم الأحد.

كما كتب عم يوفال، ران كاستلمان، على منصة “اكس” (تويتر سابقا) ليلة السبت أن المسؤولين لم يتواصلوا مع العائلة.

وكتب ران “لم يتصل بنا أي ممثل رسمي حتى الآن، ونحن لا نفهم لماذا لا تحقق الشرطة على الفور في جريمة قتل مشتبه بها”.

ولقد تعرضت القوات الإسرائيلية للشجب في الماضي لإطلاقها النار على منفذي الهجمات وقتلهم حتى بعد نزع سلاحهم وعندما لم يعودوا يشكلون تهديدا، في انتهاك لأوامر إطلاق النار.

وأثارت حادثة إطلاق النار أيضا نقاشا حول عواقب ملكية المدنيين للأسلحة.

ولقد خفف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير القيود المفروضة على حمل السلاح خلال فترة وجوده في منصبه، وارتفعت طلبات الحصول على التصاريح والموافقة عليها بشكل كبير منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر. وعزز الوزير الاعتقاد بأن وجود المزيد من الأسلحة في أيدي المدنيين سينقذ الأرواح في حالات الهجمات.

قوات الأمن في موقع هجوم إطلاق نار عند مدخل القدس، 30 نوفمبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

في مؤتمر صحفي السبت، تطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الأمر قائلا إن “واقع المدنيين المسلحين هو أنه في كثير من الأحيان ينقذ الأرواح ويمنع وقوع كارثة كبيرة”.

وأضاف: “في الوضع الحالي، يجب أن تستمر هذه السياسة. قد ندفع ثمنا مقابل ذلك، هذه هي الحياة”.

وانتقد موشيه كاستلمان نتنياهو لتصريحاته، وقال إن رئيس الوزراء قد يكون تلقى معلومات غير مباشرة من المسؤولين لكنه لم يشاهد الفيديو.

وقال: “أنا أيضا لدي سلاح شخصي. عندما أحمل سلاحا أتحمل مسؤولية جنائية. لا يمكنني إطلاق النار على حاملي سلاح ما لم أكن متأكدا من هويتهم”.

وقال شقيق يوفال كاستلمان، شاكيد، للقناة 12 صباح الأحد أنه لو كان رئيس الوزراء شاهد الفيديو “ما كان سيقول ما قاله”.

وأضاف: “هذه ليس قصة ذات وجهين. إن الشخص الذي كان على الطرف الآخر لم يفعل الأشياء الصحيحة”.

كما رد الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس على نتنياهو، وكتب في منشور على منصة “اكس” إن ما حدث “ليس ’هذه هي الحياة’، بل علامة تحذير تتطلب منا أن نتعلم الدروس التي من شأنها إنقاذ الأرواح في المستقبل”.

وأضاف أن المسألة “تتطلب تحقيقا شاملا في ظروف ما أدى إلى ذلك، الإجراءات، والالتزام بقواعد إطلاق النار”.

ولقد قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة آخرين خلال هجوم إطلاق النار الذي وقع يوم الخميس، والذي أعلنت حركة حماس مسؤوليتها عنه.

ووفقا للشرطة، في حوالي الساعة 7:40 صباحا، نزل مسلحان فلسطينيان من سيارة في شارع فايتسمان عند المدخل الرئيسي للمدينة وفتحا النار على المارة في محطة للحافلات.

وتظهر اللقطات الجنديين خارج الخدمة وكاستلمان يردون بإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل المسلحيّن. الجنديان كانا في عطلة من القتال في قطاع غزة، وكانا عائدين إلى خط المواجهة عندما وقع الهجوم.

بعد أن أعلن بداية أنه لا يعتزم التحقيق في الحادثة، غير الجيش الإسرائيلي موقفه يوم الجمعة، وقال إنه في أعقاب نتائج التحقيق الأولي الذي أجراه جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، تقرر أن تشارك الشرطة العسكرية في التحقيق.

وسيتم التحقيق مع فريجا يوم الأحد، حسبما أفاد موقع “واينت” الإخباري، في حين سيتم استجواب الجندي الآخر، الذي تواجد في الموقع وأصيب في الهجوم، للاستجواب في مرحلة لاحقة.

وذكرت القناة 13 أن بضعة أشخاص، من ضمنهم الجندي المصاب، طالبوا فريجا بالتوقف عن إطلاق النار على يوفال. كما أصابت نيران الجندي سيارات مدنية في مكان الهجوم.

وقدم الجندي الآخر الرعاية لكاستلمان، الذي أصيب بجروح حرجة.

وتحدث فريجا للقناة 14 قبل أن يتم الكشف عن إصابة المدني، وأعرب عن اعتزازه بأفعاله، ولم يصف الحادثة مع كاستلمان.

وقال الجندي “كنت في المكان المناسب في الوقت الخطأ. ولكن كل جندي يتوق للقيام بذلك”، مضيفا أنه كان جزءا مما يُسمون بـ”شبان التلال” – وهم مستوطنون متطرفون الذين يقيمون بؤر استيطانية في الضفة الغربية ويرتكبون أعمال عنف ضد السكان الفلسطينيين.

وأضاف إنه لم يشارك قط في “أعمال شغب، لكنني كنت جزءا من التيار الرئيسي”.

تصاعدت التوترات في إسرائيل والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح الحدود من غزة إلى إسرائيل في هجوم قادته حماس، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، واختطاف حوالي 240 رهينة.

وردت إسرائيل بحملة جوية ثم عملية برية لاحقة بهدف تدمير حماس وإنهاء حكمها المستمر منذ 16 عاما في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في جميع أنحاء الضفة الغربية، ووضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى في إسرائيل، في ضوء المخاوف من تصعيد محتمل للعنف بعد إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مختطفين.

منفذا هجوم إطلاق النار يوم الخميس هما عضوان في حركة حماس ومن سكان حي صور باهر في القدس الشرقية.

اقرأ المزيد عن