دفن الإسرائيلي الذي قتل في هجوم إطلاق النار في الضفة الغربية في يوم ميلاده
زوجة مئير تماري تحمل طفليها البالغين من العمر سنة و 3 سنوات فوق قبر زوجها؛ وزيرة تتعهد بتوسيع المستوطنات ردا على الهجوم وقيادي استيطاني يطالب بـ "إجابات"
تم دفن مئير تماري، الذي قُتل في هجوم إطلاق نار وقع بالضفة الغربية، يوم الأربعاء بمشاركة المئات في تشييع الأب لطفلين في يوم ميلاده الـ 32.
أقيمت الجنازة في المقبرة بمستوطنة شاكيد بالضفة الغربية بالقرب من مستوطنة حرميش، حيث كان تماري متوجها إلى منزله الثلاثاء عندما فتح مسلحون من “كتائب شهداء الأقصى” النار على مركبته من مركبة دفع رباعي قبل أن يلوذوا بالفرار. ولقد تمكن تماري من مواصلة قيادة سيارته حتى وصل إلى مدخل المستوطنة، على بعد بضع مئات من الأمتار، حيث استدعى حراس الأمن المسعفين الذين قاموا بنقله إلى المستشفى. وتوفي تماري متاُثرا بجراحه في وقت لاحق. ولا يزال المشتبه بهم طلقاء.
الهجوم هو الأخير في سلسلة من الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية والتي أسفرت عن مقتل 20 شخصا منذ بداية العام وخلفت العديد من الإصابات الخطيرة. ولقد قُتل 112 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية العام – معظمهم خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية، ولكن البعض منهم كانوا مدنيين غير متورطين في القتال أو قُتلوا في ظروف مريبة.
وكان من بين المتحدثين في جنازة تماري زوجته طال، ووزيرة المستوطنات أوريت ستروك، ورئيس المجلس الإقليمي السامرة يوسي دغان، والحاخام الأكبر لمدينة صفد دوف ليئور.
وقالت طال تماري: “كان من المفترض أن تبلغ من العمر 32 عاما اليوم. بدلا من أن أتمنى لك عيد ميلاد سعيد، أنا الآن بمفردي مع الطفلين”. أثناء دفن زوجها ، تم تصويرها وهي تقف فوق المدفن وتحمل ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات بينما كان ابنها البالغ من العمر عاما واحدا مربوطا بظهرها.
وأضافت تماري: “ليس من المنطقي ألا يكون طفلانا قادرين على رؤية نورك، وتجربتك أكثر، والنمو معك والتعلم منك ومن طيبتك وأمانتك واستعدادك لمساعدة الآخرين. هذا واقع لا يُسبر غوره”.
وقالت: “كل ما تبقى لي هو غرس قيمك في أطفالنا، وآمل أن أنجح في ذلك… من المفترض أن نعيش في إسرائيل بأمان وأن نكون قادرين على العودة إلى ديارنا لعائلاتنا بأمان. أي واقع آخر لا يمكن قبوله”، وهي رسالة لطالما وجهها المستوطنون إلى السياسيين الإسرائيليين.
ويدعو المستوطنون إلى رد عسكري أكثر صرامة على الهجمات الفلسطينية، بما في ذلك إعادة إنشاء نقاط تفتيش إضافية للفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية مع استمرار توسع المستوطنات.
وقالت ستروك إن المهاجمين الفلسطينيين لا “يريدون إطفاء نورك فحسب ولكن كل الأنوار التي أضأناها في جميع أنحاء السامرة (شمال الضفة الغربية)”.
وأشارت إلى قرار الحكومة الأخير بالسماح بنقل البؤرة الاستيطانية غير القانونية إلى أراضي الدولة من أجل إضفاء الشرعية عليها كدليل على أن أعداء إسرائيل يخسرون في جهودهم لطرد المستوطنين من الضفة الغربية.
وقالت ستروك: “في الايام المقبلة سنوافق على المزيد من المنازل هنا في شمال السامرة التي ستضيف أيضا النور على ظلام الارهاب”، في إشارة مسبقة إلى مصادقة الحكومة المتوقعة على بناء وحدات استيطانية الاضافية.
وأضافت الوزيرة اليمينية المتطرفة “عندما يضربوننا، نزداد عددا… وحيثما يحاولون اقتلاعنا، سنعمل على تعميق جذورنا وبناء المزيد من المنازل”.
في خطابه، دعا دغان الحكومة إلى شن عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية لمحاربة الهجمات الفلسطينية، وقال: “لا يمكن سفك دماء اليهود عبثا – لا في السامرة ولا في تل أبيب”.
يجري الجيش عمليات بحث عن منفذي الهجوم في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية في المنطقة. تقع حرميش إلى غرب جنين وإلى شمال طولكرم. ويعتبر المسؤولون الأمنيون كلا المدينتين بؤرة للنشاط المسلح.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان