هيئة حاخامية كبرى تابعة للدولة تدعم قرارا يعترف بيهودية اليهود الإثيوبيين
القرار يأتي لمواجه تمييز وشكوك مستمرة بيهوديتهم استمرت لأربعة عقود من الزمن بعد أن قضى الحاخام الأكبر حينذاك بأن أتباع طائفة ’بيتا إسرائيل’ الإثيوبية هم يهود

قررت هيئة حاخامية كبرى تابعة للدولة دعم قرار الاعتراف بأتباع طائفة “بيتا يسرائيل” الإثيوبية باعتبارهم يهودا، بعد أن فشل قرار سابق بهذا الشأن بمنع المسؤولين من مواصلة التشكيك في يهوديتهم.
القرار الذي اتخذه مجلس الحاخامية الكبرى تم اتخاذه دون ضجة، حسبما ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان) يوم الأحد، ويأتي بعد 45 عاما من قرار اتخذه الحاخام الأكبر حينذاك، عوفاديا يوسف، قضى فيه أن أتباع “بيتا إسرائيل” يهود، في قرار غير مسبوق مهد الطريق أمام نقل عشرات الآلاف منهم جوا إلى إسرائيل.
إلا أن البعض استمر في التشكيك في يهودية أتباع هذه الطائفة أو رفض الاعتراف بها، مما أثار اتهامات بالعنصرية. في عام 2018، واجه مصنع نبيذ كوشير ردود فعل غاضبة بعد أن تبين أنه لا يسمح لعماله الإثيوبيين بلمس النبيذ خشية أن يكونوا غير يهود، مما يجعل من النبيذ غير كوشير.
وأشاد الحاخام يهودا درعي، الذي ضغط من أجل دعم حكم يوسف، بـ”القرار التاريخ الذي سيتم تذكره لأجيال في إسرائيل، وخصوصا في صفوف المجتمع الإثيوبي”، وفقا لصحيفة “هآرتس”.
ويترأس شقيق درعي، أرييه درعه، حزب “شاس” السياسي الحريدي، الذي أسسه يوسف.

وأثنت منظمة “عتيم”، وهي مجموعة لحقوق التعددية الدينية، على القرار وقالت في بيان إن التمييز ضد المنحدرين من أصول إثيوبية في السنوات الأخيرة كان له من بين أمور أخرى علاقة “بتشكيك المؤسسة الدينية بكونهم جزءا من الشعب اليهودي”.
ورحبت مجموعة “نئماني توراة فيعافوداه”، وهي منظمة دينية ليبرالية، بالقرار وقالت إنه بمثابة “تقدم كبير من قبل الحاخامية على الطريق لتصحيح نهجها تجاه اليهود من أصول إثيوبية”.
ويعيش اليوم في إسرائيل حوالي 140,000 يهودي إثيوبي، الذي يشكلون أقلية صغيرة في دولة تضم حوالي 9 ملايين نسمة، لكن اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي لم يكن سهلا، حيث وصل العديد منهم إلى البلاد وهم يفتقرون إلى تعليم عصري ليجدوا أنفسهم بعد ذلك عالقين في حلقة من البطالة والفقر.
وشهد الصيف الماضي احتجاجات واسعة النطاق، تدهور بعضها إلى العنف، للإثيوبيين في إسرائيل بعد أن قتل شرطي فتى أعزلا، في حادثة هي الأحدث ضمن سلسلة من الحوادث العنصرية وعنف الشرطة ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية.

في حين يُعترف بالمهاجرين اليهود الإثيوبيين من طائفة “بيتا إسرائيل” على أنهم يهود تماما ولا يحتاجون للخضوع لإجراءات تحويلهم إلى يهود عند وصولهم إلى إسرائيل، فإن المهاجرين من إثيوبيا التابعين لطائفة “فلاش مورا” الأصغر ، والذين تحولوا من اليهودية إلى المسيحية في القرن التاسع عشر ، ملزمون باجتياز طقوس تحول أرثوذكسية بعد وصولهم إلى إسرائيل.