إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

هيئة المساعدات الجديدة لغزة تبدأ العمل، وتدين تهديدات حماس ضد المتعاونين معها

المؤسسة لم تكشف عن كمية المساعدات التي تم توزيعها لكنها تؤكد أن حجمها سيزداد يومياً؛ تعيين مدير تنفيذي جديد بعد استقالة سلفه بسبب مخاوف من القيود الإسرائيلية

فلسطينيون يتسلمون صناديق مساعدات إنسانية في موقع توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية، 26 مايو، 2025. (GHF)
فلسطينيون يتسلمون صناديق مساعدات إنسانية في موقع توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية، 26 مايو، 2025. (GHF)

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) أنها بدأت عملها في قطاع غزة يوم الإثنين، مع تسليم شاحنات محملة بالغذاء إلى مواقع توزيع تم إنشاؤها حديثا، حيث تم تسليم الإمدادات إلى عدد من الفلسطينيين.

وجاء الإعلان بعد تقارير إعلامية عبرية أفادت بأن المؤسسة، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لم تتمكن من بدء العمل في غزة كما كان مخططاً له يوم الإثنين.

ولم توضح المؤسسة في بيانها كمية المساعدات التي تم توزيعها، لكنها أرفقت صورا تُظهر فلسطينيين يتلقون صناديق مساعدات من موقع توزيع. وأكدت أن المزيد من الشاحنات سيتم إدخالها يوم الثلاثاء، وأن وتيرة تدفق المساعدات ستتزايد يومياً.

وأدانت المؤسسة بشدة ما قالت إنه تهديدات بالقتل وجهتها حركة حماس إلى منظمات إغاثية وافقت على التعاون مع GHF، بالإضافة إلى محاولات منع الفلسطينيين من الوصول إلى مواقع التوزيع.

وقالت المؤسسة “من الواضح أن حماس تشعر بالتهديد من نموذج العمل الجديد هذا، وستبذل كل ما في وسعها لإفشاله”.

كما أعلنت GHF عن تعيين جون أكري مديراً تنفيذياً مؤقتاً لها، بعد استقالة مديرها السابق يوم الأحد، الذي أعرب عن قلقه من أن القيود الإسرائيلية تعيق التزام المبادرة بالمبادئ الإنسانية.

صناديق مساعدات إنسانية في موقع توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية، 26 مايو، 2025. (GHF)

أكري هو “خبير إنساني كبير يتمتع بخبرة ميدانية عالمية تمتد لأكثر من عقدين في الاستجابة للكوارث، وبرامج الاستقرار، والتنسيق المدني-العسكري”، بحسب بيان المؤسسة.

ورغم كونها شركة أمريكية، تأسست GHF في وقت سابق هذا العام بتنسيق وثيق مع السلطات الإسرائيلية، التي رأت أن آليات توزيع المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية غير كافية لمنع حماس من الاستيلاء على الإمدادات.

وتهدف إسرائيل إلى إنشاء عدد محدود من مواقع التوزيع، حيث يُسمح لممثلين مُحددين مسبقاً للعائلات باستلام صناديق غذائية كبيرة لعائلاتهم في مناطق يديرها ويحرسها متعاقدون أمريكيون من القطاع الخاص.

ولا تزال GHF بحاجة إلى دعم وتعاون من منظمات إنسانية قائمة لبناء المصداقية على الأرض. وحتى الآن، لم تحظ المؤسسة بهذا الدعم، حيث رفضت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية التعاون معها، معتبرةً أن مبادرتها تنتهك المبادئ الإنسانية عبر إجبار الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة للحصول على المساعدات، وقصر التوزيع على جنوب غزة، مما قد يؤدي إلى تهجير قسري للسكان الفلسطينيين.

كما عبّر مسؤولو الأمم المتحدة عن مخاوف من أن تُستخدم المؤسسة لـ”تسليح” المساعدات عبر التحكم في من يُسمح له باستلامها.

وقد وافقت مجموعة صغيرة من المنظمات الأقل شهرة على التعاون مع GHF حتى الآن، من بينها منظمة “رحمة حول العالم” الأمريكية، والتي ظهر شعارها على صناديق المساعدات الموزعة يوم الإثنين.

نازحون فلسطينيون يفرون من شمال قطاع غزة إلى الجنوب عبر طريق الرشيد الساحلي، 25 مايو، 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

تقول المؤسسة إنها تضم مسؤولين إنسانيين وحكوميين وعسكريين، وتخطط لتوزيع المساعدات من أربع نقاط: ثلاث في جنوب غزة وواحدة في وسط القطاع. وأوضحت أن شركات أمن خاصة ستحرس هذه المواقع، وأن المساعدات ستصل إلى مليون فلسطيني — أي نحو نصف سكان القطاع — بحلول نهاية الأسبوع.

وتحت ضغوط دولية، بدأت إسرائيل بالسماح بدخول كمية محدودة من المساعدات إلى غزة الأسبوع الماضي، بعد أن منعت دخول الغذاء والدواء والوقود منذ 2 مارس. وحذرت منظمات الإغاثة من مجاعة وشيكة، قائلة إن الكميات الحالية غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وحذّرت حماس الفلسطينيين يوم الإثنين من التعاون مع النظام الإغاثي الجديد، قائلة إنه يخدم أهدافاً سياسية.

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، نفذت حماس إعداماً بحق أربعة رجال قالت إنهم نهبوا شاحنات مساعدات دخلت غزة مؤخراً، بحسب مصادر مطلعة على الحادثة.

وأفاد أحد المصادر أن الرجال الأربعة كانوا ضالعين في حادثة الأسبوع الماضي، حيث يُعتقد أن ستة من عناصر الأمن قُتلوا بغارة إسرائيلية أثناء محاولتهم منع عصابات من الاستيلاء على المساعدات.

وقالت منظمات إغاثة إن عمليات التوزيع تعرقلت بسبب أعمال نهب، محمّلة إسرائيل مسؤولية خلق ظروف دفعت مئات الآلاف من السكان إلى حافة اليأس نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات.

أطفال يتفحصون الدمار في مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة بعد غارة إسرائيلية، 26 مايو، 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

وتتّهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وتقول إن من الضروري فرض رقابة صارمة على توزيعها لمنع استخدامها من قبل الجماعة.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الإثنين إن 3822 فلسطينيا قُتلوا في القطاع منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير في 18 مارس، ليصل إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى 53,977 — وهو عدد لا يمكن التحقق منه ولا يميز بين مدنيين ومقاتلين.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم مسلحون من حماس مناطق جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف 251 رهينة. ولا تزال الفصائل المسلحة في غزة تحتجز 58 رهينة، من بينهم 57 اختطفوا في السابع من أكتوبر.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن