هنغبي: إسرائيل قد تخفف من معارضتها لحكم السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب
في المقال الذي نُشر على موقع إخباري سعودي، قال مستشار الأمن القومي إن إسرائيل غير معنية بإدارة القطاع؛ مشرعون يمينيون متطرفون يردون بغضب، قائلين إن هنغبي لا يمثل إسرائيل
ربما تكون الحكومة الإسرائيلية قد بدأت تخفف من معارضتها لسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة بعد الحرب، حسبما أشار مقال لمستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
وجاء في المقال، الذي نشره يوم الأربعاء موقع “إيلاف” الإخباري المملوك لسعوديين، أن إسرائيل ملتزمة بإعادة بناء غزة، جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين والمجتمع الدولي والمؤسسات الخاصة. ووصف هنغبي الحملة العسكرية الإسرائيلية للإطاحة بحماس بأنها تحرير القطاع من حكم الإرهاب الذي تمارسه الحركة، والذي قال أنه ترك المدنيين في غزة ” ضحايا لمنظمة إرهابية دموية ووحشية”
وكتب هنغبي “إلى جانب الرغبة في ضمان أمن مواطنينا، وهو ما لن نتنازل عنه بعد الآن، ليس لإسرائيل مصلحة في السيطرة على الشؤون المدنية لقطاع غزة، وسيتطلب ذلك هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم شعبي وشرعية واسعة النطاق، ليس لنا أن نحدد من سيكون هذا العامل”.
وأشار هنغبي إلى مسعى المجتمع الدولي لتولي السلطة الفلسطينية شؤون غزة، لكنه قال إن ذلك سيكون مستحيلا دون إصلاحات في المنظمة، وتحديدا وقف التحريض على العنف ضد إسرائيل.
وأضاف: “في شكلها الحالي، تجد السلطة صعوبة في القيام بذلك، وسيتطلب الأمر جهدا ومساعدة كبيرين من المجتمع الدولي وكذلك من دول المنطقة، ونحن مستعدون لهذا الجهد”.
يمثل هذا المقال تحولا حادا عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المعلن اعتبار حكم السلطة الفلسطينية خيارا لغزة ما بعد الحرب، بدعوى أن السلطة الفلسطينية وحماس متماثلان إلى حد كبير.
ومن المفارقات أن التحرك الإسرائيلي كما يبدو تجاه السلطة الفلسطينية جاء في الوقت الذي أبدت فيه رام الله استعدادا أكبر للتحالف مع حماس، مع تراجع مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية يوم الأربعاء عن تعليقات انتقد فيها الحركة.
وعكست تعليقات هنغبي على نطاق واسع موقف واشنطن، على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ركز على إصلاحات مكافحة الفساد التي تحتاج السلطة الفلسطينية إلى القيام بها أكثر من تركيزه على الإصلاحات في مجال التعليم.
ولم يكن واضحا ما هي مدخلات نتنياهو في المقال، لكن هنغبي يُعتبر حليفا وثيقا لرئيس الوزراء ومن غير المرجح أن يكون قد ذهب من خلف ظهر رئيسه.
مع ذلك، أثار المقال بعض الانتقادات في إسرائيل من مشرعين يمينيين يوم الخميس.
وانتقد وزير المالية بتسلئيل سموتريش هنغبي على تصريحاته، وكتب على منصة “إكس”: “هناك أشخاص هنا ما زالوا يعيشون في 6 أكتوبر”.
وأضاف: “هذا الموقف لا يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية، وعلى رئيس الوزراء أن يدعوه [هنغبي] إلى احترام القواعد. السلطة الفلسطينية ليست الحل، إنها جزء كبير من المشكلة”.
ورفض سموتريتش أي اقتراح يتضمن إمكانية حكم السلطة الفلسطينية في غزة، محذرا نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع من “عدم اختبارنا” و”ألا يقدم لنا أمرا واقعا لا يمكننا أن نكون جزءا منه”، في حين أكد أن سياسة رئيس الوزراء السابقة المتمثلة في احتواء حماس مسؤولة جزئيا عن هجوم 7 أكتوبر.
ردا على مقال هنغبي أيضا، كتب عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف على منصة “اكس” أن مستشار الأمن القومي ليس له الحق في نشر أفكار باسم الحكومة الإسرائيلية.
وقال: “ليس لدينا أي ذرة من المسؤولية تجاه سكان غزة الذين ’يتطلعون إلى المستقبل بأمل كبير’. وبدلا من ذلك، يجب عليهم أن ينظروا إلى المستقبل بخوف من العبث معنا مرة أخرى”، مضيفا: “نحن لسنا مدينين بأي شيء لإعادة بناء غزة. هل أصابنا الجنون؟ وأيضا، سلطة فلسطينية تثقف على التسامح والقبول لا توجد إلا في أذهان المضطربين للغاية”.
اندلعت الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، عندما أرسلت الحركة حوالي 3000 مسلح عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 240 رهينة الى غزة.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وشنت هجوما واسع النطاق يهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والحكومية للحركة.
ساهم في هذا التقرير جيريمي شارون