هرتسوغ يؤكد أن إسرائيل ملتزمة “بالمساواة” في حين تطلق رئيسة البرلمان الأوروبي تحذيرا
الرئيس يلقي خطابا قبل اليوم العالمي لذكرى المحرقة بالتزامن مع احتدام معركة سياسية مريرة في الداخل؛ متسولا تحذر من أن القيم الديمقراطية لا يمكن أن تؤخذ كأمر مسلم به
بروكسل – أكد رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ التزام إسرائيل بالمساواة والعدالة في خطاب ألقاه يوم الخميس أمام المشرعين في الاتحاد الأوروبي، بعد أن شددت رئيسة البرلمان الأوروبي على أن تلك القيم الديمقراطية المشتركة لا يمكن “اعتبارها أمرا مفروغا منه”.
وتعهد الرئيس بأن “الحرية والمساواة والعدالة والسلام – هذه هي القيم الأساسية المنصوص عليها في وثيقة استقلال دولة إسرائيل، والتي يجب علينا الدفاع عنها بأي ثمن”.
وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا، بينما وقفت إلى جانب هرتسوغ قبل أن يلقي خطابه، في تصريح للصحافة، أن “الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مرتبطان بصداقة وثيقة على أساس التاريخ المشترك والقيم المشتركة: الديمقراطية، والمجتمع المنفتح، وسيادة القانون – قيم لا يمكن اعتبارها أمرا مفروغا منه”.
وأضافت: “لن نصمت أبدا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الحرية والسلام والمساواة. ليس عندما يتعلق الأمر بمكافحة الكراهية والتمييز”.
في خطابه ، قال هرتسوغ إن إسرائيل أنشأت “مجتمعا مرنا وديمقراطيا، يتألف من فسيفساء بشرية لا مثيل لها من اليهود والعرب، والناس من كل دين ومعتقد”.
وقال إنه يصلي من أجل اليوم الذي يمكن لإسرائيل أن تصل فيه إلى سلام مع الفلسطينيين.
تأتي التصريحات في الوقت الذي حذر فيه هرتسوغ من أن إسرائيل في طريقها لتمزيق نفسها وسط التغيير الجذري الذي تخطط له الحكومة للنظام القضائي وتزايد المعارضة الشعبية لخطط الحكومة.
كما حث هرتسوغ القادة على الاستيقاظ على تزايد معاداة السامية في القارة ومكافحتها بقوة أكبر.
وقال في خطابه الذي ألقاه باللغة العبرية: “لا تقفوا مكتوفي الأيدي. ينبغي عليكم قراءة العلامات التحذيرية، وتشخيص أعراض جائحة معاداة السامية، ومحاربتها بأي ثمن”.
ودعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى “غرس الإدراك في جميع أنحاء أوروبا” بأن حق الشعب اليهودي في تقرير المصير “مقدس”.
كما وصف هرتسوغ إنكار حق إسرائيل في الوجود بـ”معاداة للسامية بالمعنى الكامل للكلمة، ويجب اقتلاعه تماما”.
عُقدت جلسة البرلمان الأوروبي لإحياء اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، الذي يحل يوم الجمعة.
ووضع هرتسوغ كيباه (قلنسوة يهودية) على رأسه وقال صلاة “إل ماليه رحاميم” على أرواح ضحايا الهولوكوست اليهود، بينما وقف أعضاء البرلمان والضيوف في القاعة احتراما.
ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لمراقبة معاداة السامية على وسائل التواصل الاجتماعي، وجادل بأنه إذا تعلمت أوروبا دروس الهولوكوست، فيجب عليها العمل مع إسرائيل لوقف محاولات إيران تدمير الدولة اليهودية.
وقال إن طهران “لا تدعو علنا إلى الإبادة الكاملة لبلدي فحسب، بل تقتل رجالها ونسائها أيضا، الذين يطالبون بالحرية وحقوق الإنسان والحقوق المدنية”.
كما اتهم الجمهورية الإسلامية بـ”تأجيج الحروب الأهلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولعب دور نشط وقاتل في الحرب في أوكرانيا، وتطوير أسلحة دمار شامل في طريقها لتهديد استقرار العالم بأسره بشكل كبير”.
تبيع إيران طائرات مسيرة هجومية لروسيا لدعم حربها المستمرة منذ ما يقارب من عام على أوكرانيا. تم استخدام هذه الأسلحة في الضربات الروسية على المدنيين الأوكرانيين ومواقع بنية تحتية.
وصل هرتسوغ إلى بروكسل يوم الأربعاء، والتقى مع ملك بلجيكا فيليب في القصر الملكي في بروكسل.
كما قام بزيارة مدرسة “انتيني غاتينو”، واحدة من مدرستين يهوديتين في المدينة، حيث استقبله مئات الأطفال الذين ارتدوا الأبيض ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية.
وردا على أسئلة من طلاب مدارس ثانوية في الصالة الرياضية، ناقش هرتسوغ محاولاته للتوسط في الصراع المتزايد حول خطة الإصلاح القضائي في إسرائيل.
وقال: “في الأزمة الحالية في إسرائيل، أبذل قصارى جهدي لخلق حوار بين جميع الأطراف. هذا دور رئاسي مهم، لمحاولة فعل الخير لمواطني إسرائيل”.
وقالت مصادر محلية لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن زيارة هرتسوغ ساهمت في تمكين الجالية، مع تنامي المشاعر المعادية لإسرائيل وللسامية في مدارس البلاد.
تتمتع بلجيكا وإسرائيل بعلاقة تجارية قوية، لكن المنظمات غير الحكومية والجامعات البلجيكية هي بؤر للمشاعر المناهضة لإسرائيل.
وتركز معظم زيارة هرتسوغ على العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يزور مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في وقت لاحق يوم الخميس أيضا، حيث سيلتقي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
كما التقى هرتسوغ برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
في تصريح مقتضب قبل مغادرته إسرائيل قال هرتسوغ إنه في كل هذه اللقاءات “سيثير التحدي الهائل الذي يواجهنا ويواجه الشرق الأوسط بأسره، حيث تمضي إيران قدما في سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتطلق العنان للإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتوفر الأسلحة التي تُستخدم ضد الشعب الأوكراني”.
وقال أيضا أنه سيناقش محنة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة الذي تحكمه حركة “حماس”، ودعا إلى إطلاق سراحهم فورا. تحتجز حماس رجلين إسرائيليين، إلى جانب رفات جنديين قُتلا خلال حرب إسرائيل مع مقاتلين فلسطينيين في غزة في صيف عام 2014. وقد انخرطت السلطات الإسرائيلية بشكل هادئ في مفاوضات غير مثمرة للإفراج عنهما منذ سنوات.
قبل يوم من بدء رحلته، قال الرئيس في بيان إن خطابه أمام البرلمانيين الأوروبيين والناجين من الهولوكوست يوم الخميس “يملأني بإحساس بالخوف المقدس”.