هدف نتنياهو النهائي خلال حملته الإنتخابية هو محاولة القضاء على بينيت وشاكيد
على أمل تعزيز الليكود وإلحاق الهزيمة بأعوانه السابقين، يركز رئيس الوزراء على جذب أصوات الناخبين من "اليمين الجديد"، بما في ذلك الوعد بالسيادة على المستوطنات
مساء يوم السبت، فاجأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الكثيرين بوعده بتوسيع السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، في حالة إعادة انتخابه في الإنتخابات العامة التي ستجرى يوم الثلاثاء.
لم تظهر زاوية الحملة الجديدة هذه تلقائيا كما بدا وكأن لها هدف واضح: سحب الناخبين من حزب نفتالي بينيت وأيليت شاكيد “اليمين الجديد”، وإرسال الحزب ثنائي القيادة الجديد إلى ما دون العتبة الإنتخابية.
تُظهر استطلاعات الليكود الداخلية أن “اليمين الجديد” حاليا يقف على حوالي خمسة مقاعد. ويود نتنياهو أن يراه يقف على أقل من الحد الأدنى المطلوب وهو 3.25% – أربعة مقاعد. بالنسبة لنتنياهو، فإن انتزاع تلك المقاعد من بينيت وشاكيد على وجه التحديد سيساعده على تحقيق ثلاثة أهداف:
أولا، لا يريد نتنياهو مقابلة الرئيس رؤوفين ريفلين في اللقاء المعتاد بعد التصويت في وضع غير متفوق من الناحية الحسابية وكمية المقاعد؛ يفضل أن يصل إلى ريفلين مع حزب الليكود أكبر من بيني غانتس “أزرق-أبيض”. ومع أن استطلاعات الرأي تظهر أن غانتس يتصدر حاليا بمقعدان، فإن زوال “اليمين الجديد” سيعيد تشكيل هذه المعادلة.
ثانيا، لا توجد رغبة أكبر لدى نتنياهو من رؤية بينيت وشاكيد خارج الصورة. تم الإبلاغ عن العلاقة المتوترة بين الجانبين على نطاق واسع: عمل بينيت وشاكيد مع نتنياهو في مكتب رئيس الوزراء من أن استعاد رئاسة الوزراء قبل عقد من الزمن، لكنهما أصبحا منافسيه السياسيين المريرين بعد أن غادرا مكتب رئيس الوزراء بسبب علاقتهما الحادة مع سارة نتنياهو. كل من سمع سارة تتحدث عن قادة اليمين الجديد يعرف مدى عمق الكراهية.
ثالثا، نتنياهو مقتنع بأن هذه فرصة تأتي مرة واحدة للتخلص من المعارضة الداخلية داخل ائتلافه المأمول. في نوفمبر الماضي، أعطى بينيت إنذارا لنتنياهو، مطالبا بدور وزير الدفاع في أعقاب استقالة أفيغدور ليبرمان. وتراجع بينيت في النهاية، لكن الحدث ترك نتنياهو مقتنعا بأن بينيت لا يمكن الوثوق به على المدى الطويل كشريك ائتلاف مخلص.
وفقا لحساب نتنياهو، يمكنه أن يخسر حزبا يمينيا واحدا على عتبة الانتخابات وسيظل قادرا بالإحتفاظ بتكتل يميني كبير بما يكفي لضمان رئاسته للوزراء. مع وجود حزب واحد يمكن الاستغناء عنه، قد يكون ذلك حزب “اليمين الجديد”.
طوال حملته الإنتخابية، كان نتنياهو يميل إلى علاقته مع “اتحاد الأحزاب اليمينية”، وهو تحالف أسسه بنفسه وتوسط فيه. كما تجنب رئيس الوزراء الخلاف مع موشيه كحلون وحزب “كولانو” – “لدينا تفاهم لا يقاتل”، يقول داعمي نتنياهو؛ وكما لم يقم بحملة ضد أفيغدور ليبرمان أو أي من الأحزاب الدينية (على الرغم من بعض الادعاءات التي تشير إلى عكس ذلك في تصريحات أدلى بها أريه درعي من حزب “شاس”).
ركزت مقابلات نتنياهو في نهاية الأسبوع بشكل أساسي على الصحف القومية الدينية، بما في ذلك مقابلة مع “شفيعي”، وهي صحيفة توزع في الكنس الدينية القومية – وهي قاعدة بينيت الإنتخابية الأساسية.
سيشهد اليومان الأخيران من الحملة الانتخابية تركيز نتنياهو بشدة على تحطيم “اليمين الجديد”. إنه يعمل عن كثب مع استراتيجيته، وكثيرا ما يدير استطلاعات رأي. ومع ذلك، فهو يخاطر بشدة بهذه الاستراتيجية: قد ينتهي نتنياهو بإزالة بينيت فقط ليجد نفسه تحت رحمة خصم آخر: موشيه فيغلين، رئيس حزب “زيهوت” الذي لا يمكن التنبؤ به.
بينيت، في هذه الأثناء، يجب أن يفكر كيف انتهى به الأمر في مثل هذا الموقف. بعد العديد من الإنجازات البارزة في السياسة الإسرائيلية، يمكن أن يجد نفسه يبحث عن مهنة جديدة بحلول نهاية الأسبوع.
أنشأ شاكيد وبينيت حزب “اليمين الجديد” لأنهما أرادوا اجتذاب ناخبين يمينيين علمانيين، لكن فكرتهم السياسية أصبحت الآن في خطر. لقد ركز الخطاب العام بشكل شبه كامل على نتنياهو وغانتس – أكثر بكثير مما توقع قادة “اليمين الجديد” في البداية. حتى التوترات الأخيرة في غزة لم تضع بينيت الذي ما زال يطمع بوزارة الدفاع في مركز الحملة. ثم جاء التهديد من الوطني المتطرف بشدة فيغلين، والذي قلل بينيت من شأنه حتى بعد فوات الأوان.
كل هذا يترك بينيت في معركة من أجل حياته السياسية على ثلاث جبهات – ضد نتنياهو، ضد فيغلين، وضد شركائه المخضرمين في “اتحاد الأحزاب اليمينية”، بتسلئيل سموتريتش وإتامار بن غفير. جميعهم يريدون أن يروا بينيت خاسرا.
إذا فاز “اليمين الجديد” بأكثر من خمسة مقاعد يوم الثلاثاء، يجب على بينيت أن يعد بركاته. إذا لم يتخطى عتبة الإنتخابات، فقد يؤدي ذلك إلى نهاية محاولة صعود بينيت إلى السلطة.